رواد أعمال: الحفاظ على منجزات النهضة يحتاج إلى سواعد الشباب في مختلف المجالات

◄ العلوية: اقتصاد الدول المتقدمة صناعيًّا انطلق بقوة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

◄ الكندي: ريادة الأعمال طوَّرت من قدرات الشباب وأهَّلتهم لقيادة مشروعات طموحة

الرُّؤية - خلود الكمزاريَّة

رَفَع عددٌ من روَّاد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أسمى التهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بمناسبة 23 يوليو المجيد.. وثمَّنوا التطوُّر الكبير الذي يشهده قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث

تؤكد تُؤكد المؤشرات تزايدَ اتجاه الشباب نحو ريادة الأعمال في السلطنة؛ وهو ما يُسهم في تأسيس مزيدٍ من المشروعات الاقتصادية للشباب؛ ليكون لها المرود الإيجابي على مستوى الدخل المادي لأصحاب تلك المشروعات.

وقال مُحمَّد الجابري -موظف حكومي- إنَّ الدول المتقدمة تهتم بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ إداركا منها لأهمية مساهمتها في دعم الاقتصاد. وفيما يتعلق بالطريقة المتبعة في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، قال الجابري: يجب الاستعانة بخبرات من دول لها باع كبير في التنمية الاقتصادية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وعن يوم النهضة، قال إنَّ هذا اليوم مبارك للشعب العماني كافة، وندعو الله القدير أنْ يمُنَّ على مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بالصحة والعافية.

وقالت راية العلوية -صاحبة مدرسة- إنَّ قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بعد ندوة سيح الشامخات أصبح ذا قيمة مهمة، وبدأ يبرز بشكل ملحوظ، وبدأ رواد الأعمال يعملون بثقة؛ بسبب وجود جهة مسؤولة عنهم وتدعمهم، وأصبح أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يبحثون عن كلِّ ما هو جديد لتطوير مشاريعهم والنهوض بها، وإبرازها بشكل جيد، ولأنَّ الكرة في ملعبهم ولأن اقتصاد الدول قائم على قطاع المؤسسات الصغيرة، أصبح كلُّ الشباب مهتمين بريادة الأعمال والتنافس الكبير فيها. وأضافت: كلُّ الشكر لله ولصاحب الجلالة، ونتمنى أن يمُنَّ الله عليه بطول العمر والصحة والعافية.

وأشار محمد الريامي -أعمال حرة- إلى أنَّ ريادة الأعمال من العناصر الفعالة في تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والدليل على ذلك التطور الملحوظ في هذا المجال عن باقي السنوات.. وعبَّر عن فخره بهذه الإنجازات التي حققها خلال السنوات الثلاث الماضية، وأكد أنَّ ريادة الأعمال هي نقطة فعالة في التميز والنجاح؛ فجهود الشباب في هذا المجال بدأت مع حركة النهضة المباركة، وكلُّ الشكر لله ولحضرة صاحب الجلالة.. متمنيا التوفيق والنجاح لجميع الشباب وأصحاب هذه المشروعات، ولكل من ساعده على تطوير مشروعه.

وذكر نبيل الكندي -صاحب شركة نبيل بن ناصر بن سليمان الكندي للتجارة والمقاولات- أنَّ شركته تأسَّست في العام 2006، وخلال 10 سنوات من السعي والاجتهاد تحقَّقت بعض الإنجازات، وارتفع مستوى المؤسسة من عامل واحد حتى أصبحت المؤسسة تشهد التطور عاما بعد عام؛ فوصل عدد شاحنات الشركة إلى 6 شاحنات و12 من العمانيين العمال والآسيويين، وافتتح الكندي مؤسسة جديدة باسم "أناقة البناء" مع شريكه محمد بن راشد المعمري للمساهمة في خدمة البلد المعطاء.

وأشار الكندي إلى أنَّ مؤسسة ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عملتْ جاهدة -خلال الثلاث سنوات المنصرمة- على تطوير قدرات الشباب ليصبحوا روَّادا في الأسواق العمانية، وهذه مخرجات طيبة ترفع من اسم عمان عاليا ولها كل الاحترام والثناء، وكلُّ الشكر لكل من أتاح له الفرصة لتهنئة المقام السامي صاحب الجلالة قابوس بن سعيد المعظم بيوم النهضة المباركة، وأن يمُدَّ جلالته بالصحة والعافية والعمر المديد.

الحاجة لنقلة نوعية

ومن جانب آخر، قال تركي الحبسي -رائد أعمال- إنَّ السنوات الثلاثة الأخيرة شهدتْ تطوُّرا ملحوظا في القطاع للمتفرغين لأعمالهم فقط، ولكن هذا التطوُّر لا يرضي الطموح؛ حيث لم تتحقَّق جميع توصيات ندوة سيح الشامخات، وهناك حاجة إلى نقلة نوعية في هذا القطاع، خصوصا بعد تخصيص هيئة خاصة به، وصندوق خاص يدعم هذه الفئة، ولكن البلاد تشهد التطوُّر منذ بزوغ النهضة المباركة، ولا تزال في تطور مستمر.. وأضاف الحبسي بأنَّ 23 يوليو هو يوم النهضة المباركة، ويوم تجديد الولاء والعرفان للمقام السامي السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، الذي أسَّس عمان الحديثة التي تجمع الحاضر والتاريخ العريق، بعد أن زرع في قلوبنا الحب والوفاء للوطن، وسوف تتناقل الأجيال هذه النهضة لمئات السنين.

وقال سالم الحضرمي -موظف قطاع عام- إنه يُلاحظ تقدُّما كبير في تطوير ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبخطوات ثابته جدًّا، لكنَّه أشار إلى بطء تنفيذ القرارات وتركيزها لصالح الشركات الكبرى بما يضع تحديا كبيرا أمام رواد الأعمال المبتدئين، إضافة إلى تطبيق 10% من المشاريع الحكومية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ورأى الحضرمي أنَّ هذه الشركات تؤخر الدفع لرائد العمل؛ مما يورطه في ضائقة مالية قد تخرجه من الدائرة.

إجراءات الدعم المالي

وفيما يتعلَّق بالتدريب والندوات، قال الحضرمي إنها غالبا ما تعقد في أوقات الذروة.. وأضاف بأنَّ رائد العمل في هذا الوقت يتابع أعماله ويراجع الجهات الحكومية والأهلية لإنهاء الإجراءات المتعلقة بمؤسسته، أو ينتسب لجامعة ما لتأهيله؛ لذلك اقترح الحضرمي عقد الندوات في فترتين صباحية ومسائية لتعم الفائدة، إلى جانب تبسيط إجراءات الدعم المالي. وبمناسبة يوم النهضة المبارك، قال الحضرمي إنها مناسبة غالية على الشعب العماني وما نراه من إنجازات وتقدم في شتى المجالات التي يعجز اللسان عن وصفها.. فهنيئا لعمان وشعبها.

وشكر مُحمَّد الوهيبي -صاحب مشروع- مجلس إدارة والقائمين على الهيئة وصندوق الرفد، على الجهود الجبَّارة والتفاني في أداء الواجب لخدمة رواد اﻷعمال وتهيئة العقبات وتسهيل الإجراءات.. وأضاف الوهيبي بأنَّ الجهات الحكومية المعنية والشركات الحكومية والشركات المدعومة عليها القيام بواجبها بدرجة أكبر، ورفد رواد الأعمال بالدعم المالى والفني ليتمكن الرواد من تشغيل الشباب.

وقال داود بن سليمان بن حمد العامري -رئيس مجموعة شركات "مثلث الخليج"- إنَّ قطاع المؤسسات الصغيره والمتوسطة في السنوات الثلاث الماضية في نمو متسارع، وقد لعبت دورا أساسيا فى النمو الاقتصادي للدوله؛ نظراً لأهميتها في خلق فرص وظيفيه متنوعة لجيل الشباب. كما تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة النسبة الأعلى من الشركات العاملة في الدوله، إلا أنَّ مشاركتها في الناتج المحلي لا تزال ضعيفة بالمقارنة مع الشركات الكبرى، وهو ما يعود للصعوبات الرئيسية؛ ومنها: التمويل وبعض الإجراءات الحكومية، وعدم التنوع في أنشطة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث إنَّ معظم الأنشطة تنصبُّ حول الخدمات ولم تتجه كثيراً إلى مجالات الصناعة كقيمة إضافية؛ حيث إنَّ الدولة في السنوات الأخيرة تشجع الاستثمار في الصناعات المختلفة بديلا عن الاعتماد على النفط ومشتقاته. وتقدَّم العامري بالتهنئة الصادقة والثناء العطر للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم والشعب العماني بمناسبة يوم مجيد من أيام عمان المشرقة؛ حيث بدأ العمانيون فيه بناء مستقبل مشرق ودولة عصرية بقيادة حكيمة من راعي الشباب الأول -حفظه الله ورعاه.

جهود للتوعية

وقال مبارك الحمداني -باحث اجتماعي- إنَّ تجربة ريادة الأعمال لا تزال بكرًا، وعلى مستوى نمو القطاع فإنَّ المؤشرات مبشرة وهي حصيلة الاهتمام بهذا القطاع في سياق التنمية الاقتصادية الشاملة. وأضاف الحمداني: يجب ألا نغفل أن هذا التوجه قادته حكومة السلطنة، وخصَّصت له من الإمكانات المادية والإدارية ما يساعد على إحداث طفرة، وما ينقص القطاع هو القاعدة الثقافية الداعمة له من خلال وسائط الإعلام ومؤسسات التعليم التي ينبغي أن تنشر ثقافة المبادرات وتأسيس المشاريع الحرة لدى الطلاب لتكسر الحواجز الاجتماعية التي يفرضها المجتمع على هذه المسألة، خصوصاً إذا ما علمنا أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تشكل مصدراً رئيسياً للنمو الاقتصادي في كل اقتصادات العالم الحديث، إضافة إلى دورها في التقليل من أعباء الدولة وإيجاد منافذ وفرص عمل مستقلة عن القطاع الحكومية وتنمية مستوى الدخل للأفراد.

وعن تحديات القطاع، قال الحمداني: إنَّ التحدي الأبرز هو عدم القدرة على صياغة إستراتيجية واضحة للقطاع وتحديد الأهداف الكبرى المرجوة منه وتتضمن القوانين والتشريعات (المرنة) التي تتماشى مع طبيعة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المجتمع وتحمي الشباب ورواد الأعمال، إضافة إلى تحديد المدخلات والمخرجات الإدارية لهذا القطاع بوضوح.

وبمناسبة يوم النهضة، قال الحمداني إنه يبارك للجميع هذه المناسبة المجيدة التي تشكل ذاكرة حضارية للمجتمع منذ الانطلاقة العظمى لمسار دولة حديثة لا تزال تسير نحو رقيها وهدفها الأسمى الذي أعلنه قائد المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم وهو خدمة الإنسان والوصول به إلى حالة التحضر المكتملة القائمة على تحقيق المتطلبات الإنسانية الكبرى كالتعليم والصحة. وأضاف بأنَّ 23 من يوليو ليس مجرد يوم للاحتفال فحسب وإنما هو دروس من التاريخ تحكى وذاكرة وشريط يستعاد لكل المراحل التي مرت بها الدولة في مسارها النهضوي والتنموي.

تعليق عبر الفيس بوك