مواطنون: تشديد الرقابة على سوق السيارات يضمن التزام الوكالات بتنفيذ العروض الترويجية لمصلحة المستهلك

◄ الجابري: عقوبة مروجي العروض الوهمية تصل إلى السجن 3 سنوات وغرامة 5 آلاف ريال

◄ سلطان: عروض "فائدة الصفر" حقيقية لأن الوكالة تمول العرض داخليا دون الاعتماد على الشركات

◄ السعدي: شركات التمويل تقدم فائدة منخفضة لوكالات السيارات لأنها زبون دائم وأساسي

◄ المشايخي: العروض المعلن عنها في مواسم شراء السيارات يدفع ثمنها المستهلك بشكل غير مباشر

◄ الإسماعيلي: انتشار السيارات الجديدة في الشوارع دليل على نجاح العروض الإعلانية

◄ الكيومي: بعض الوكالات ترفع الأسعار قبل الإعلان عن عروضها لتضمن مكاسبها

◄ الهاشمي: يجب أن ينتبه الزبون إلى أن السيارة المدرجة في العرض الترويجي آخر موديل

◄ اللواتية: العروض الترويجية متاحة ببعض الوكالات على مدار العام دون التزام بموسم محدد

◄ كثير من الوكالات تساهم بدفع 10% من قيمة السيارة تسهيلا على الزبائن

تُواصل وكالات السيارات الترويج للعروض والتخفيضات التي أعلنتها خلال شهر رمضان المبارك؛ لجذب مزيدٍ من الزبائن خلال موسم الصيف. وفي الوقت الذي أقبل فيه الكثير من الراغبين في شراء السيارات على مختلف الوكالات بالسلطنة خلال موسم رمضان -استجابة لتلك العروض- اكتفى آخرون بالتشكيك في مصداقية تلك العروض، وقالوا إنها "وهمية"، وأنَّ بعض الوكالات تلجأ إلى رفع أسعار السيارات قبل شهر رمضان؛ لتبدو الأسعار بعد الكشف عن العرض الترويجي وكأنها في صالح المستهلك. وعلى الجانب الآخر، تدافع وكالات السيارات عن مصداقيتها؛ بالتأكيد على أنَّ العروض حقيقية وشفافة وخاضعة لرقابة الجهات المعنية بالسلطنة، التي تقوم بدورها بتكثيف حملاتها الرقابية خلال موسم رمضان وشهور الصيف لحماية المستهلك، والتأكد من تطبيق العروض المعلن عنها في مختلف وكالات السيارات.

الرُّؤية - أحمد الجهوري

وقال حمود بن سعيد الجابري -المكلف بأعمال مدير عام خدمات المستهلكين ومراقبة الأسواق بالهيئة العامة لحماية المستهلك- إنَّ القانون الجديد لحماية المستهلك نصَّ على وجوب تجنب المزود للعروض الوهمية والدعاية والاعلانات الزائفة والمضللة، وأوجب عقوبة السجن لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على 3 سنوات، وبغرامة مالية لا تقل عن ألفي ريال عماني ولا تزيد على خمسة ألاف ريال عماني أو بإحدى العقوبتين.

وأضاف الجابري بأنَّ العروض التجارية التي تقدمها وكالات السيارات خلال شهر رمضان المبارك وموسم الصيف والمتعلقة بتخفيض السعر وعروض التسجيل والتأمين المجاني من اختصاص وزارة التجارة والصناعة، لكن مع صدور قانون حماية المستهلك 66/2014م؛ فقد نصَّت المادة 31 منه على وجوب تنسيق الجهات الراغبة في إجراء العروض مع الهيئة للتأكد من الأسعار، وانطلاقا من هذه المادة أصبحتْ الهيئة تراقب هذه العروض والتنزيلات للتأكد من صدق ما يقدم من المؤسسات قبل وعند إجراء العروض. كما يتم استقبال شكاوى المستهلكين والعمل على حلها باستدعاء المؤسسات المشتكى بحقها بعد التأكد من عدم قيام المزود بتوافر ما التزم به أمام الجهات ومخالفا لم أعلنت عنه حينذاك يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفين.

وحَوْل عدد شكاوى المستهلكين التي تمَّ تقديمها إلى الهيئة خلال النصف الأول من العام الجاري، قال الجابري: إنَّ الكل يعلم أنَّ تطبيق القانون بدأ مؤخرا بعد التنسيق مع وزارة التجارة والصناعة؛ حيث استلمنا طلبات التخفيض أو العروض الترويجية، وهو أمر سيختلف عما اعتادت عليه المؤسسات في السابق؛ حيث نقوم بفحص السلع والتأكد من مطابقة أسعار البيع قبل التنزيلات مع الأسعار عند إجراء التنزيلات، وكذا الحال بالنسبة للعروض للتأكد من تطابق ما يُعلن مع واقع العروض؛ وبالتالي فإنَّ المخالفات محدودة ونحن نعمل على فهم المؤسسات للقوانين والعمل على تطبيقه دون غش أو خداع للمستهلك.

شروط البنك المركزي

ومن جانبه، قال رياض علي سلطان مدير عام مركز تاول للسيارات: إنَّ العروض التي تقدمها وكالات السيارات خلال شهر رمضان المبارك وموسم الصيف ليست وهمية، وإنما هي عروض واضحة؛ فعندما تشترط وتعلن وكالة معينة عن ضرورة دفع الزبون لدفعة مقدمة عند عزمها شراء سيارة تصل إلى 20%، فإنَّ ذلك يأتي وفق الشروط والقوانين التي يفرضها البنك المركزي على وكالات السيارات وشركات التمويل، وتتنافس العديد من وكالات السيارات على هذه الجزئية في تقديم عرضها الافضل للزبون بأن تساهم بدفع 10% عن الزبون في الدفعة المقدمة على ان تضاف إلى القيمة الإجمالية للسيارة.

وأضاف سلطان بأنه أصبح من الصعب التحايل والغش وخداع المستهلك، خصوصا وأنَّ اعتماد الإعلانات التسويقية لا يتم إلا بعد فحص بلدية مسقط ووزارة التجارة والصناعة وحماية المستهلك لمراقبتها ومتابعتها، وتبقى العروض الرمضانية مُؤقته لا تتجاوز فترة الشهرين تقريبا.

وعن الإعلانات التي تقدِّم عروضا بنسبة فائدة صفر، قال سلطان إنها إعلانات حقيقية؛ حيث تقوم الوكالة بالتمويل الداخلي للزبون دون الاعتماد على شركات التمويل؛ وبذلك تحدِّد قيمة السيارة بما تراه مناسبا لتمويلها الداخلي؛ لأنه يُمنع على الوكالات بيع السيارة دون دفعة مقدمة وبنسبة فائدة صفر، وفق السياسات التي حدَّدها البنك المركزي بالسلطنة؛ باستثناء أن يكون التمويل داخلي، وهو ما قامت به إحدى الوكالات مؤخرا. ويبقى التنافس بين الوكالات أمرًا محمودًا، ويستفيد من ذلك جميع الأطراف؛ بما في ذلك الوكالة والزبون وشركات التمويل كذلك.

السيارات المستعملة

وقال عبدالله السعدي -تاجر سيارات- إنَّ العروض التي تقدمها وكالات السيارات تضرُّ كثيرا بسوق السيارات المستعملة؛ حيث إنَّ التسويق الجيد من الوكالات لمنتجاتها دفع بالعديد من المستهلكين إلى الإقبال على السيارات الجديدة والابتعاد عن السيارات المستعملة، وكما يعلم الجميع أنَّ العروض الرمضانية بالتحديد هي عروض حسابات معقدة يكون فيها الرابح الأكبر الوكالات. ومن العروض الغريبة التي لفتت الانتباه هذا العام؛ هو: عرض الفائدة صفر الذي تروج له إحدى الوكالات بالسلطنة؛ حيث إنَّ سعر السيارة نقدا أو بالأقساط هو نفسه. مشيرا إلى أنَّ الوكالة ربما ترفع السعر عند عرض السيارة؛ فإنْ كان سعرها قبل رمضان 6 آلاف يكون في رمضان 7 آلاف؛ بمعنى لو تم تقسيط سيارة قيمتها 6 آلاف سيكون ربحيتها ألف ريال، ويكون إجمالي سعرها 7 آلاف؛ وبذلك تكون الوكالة حصلت على فائدتها الكاملة من خلال الدفع النقدي أو بالأقساط.

وأضاف السعدي بأنه من الطبيعي أن تقوم شركات التمويل بالإعلان عن سعر تمويل منخفض جدا لوكالات السيارات؛ كونها زبونا دائما معها؛ حيث يختلف التمويل الفردي عن التمويل الجماعي؛ لذلك تقدم الوكالات عرض التمويل المجاني مع حزمة العروض للزبون، والتي من بينها التسجيل المجاني وهو سعر رمزي يبلغ 65 ريالا على أقصى تقدير لتسجيل المركبة ذات الدفع الرباعي. أما السيارات الصغيرة؛ فقيمة تسجيلها تتفاوت بين 25 و35 ريالا فقط. وتعتمد وكالات السيارات على تخصيص مبالغ كبيرة للتسويق والترويج لاستقطاب العدد الأكبر من الزبائن في ظلِّ تنوع الوكالات وتعدد الخيارات المتاحة في سوق السلطنة، وفي المقابل لا يستطيع معرض سيارات أنْ يقوم بالتسويق بالصحف أو وسائل الإعلام المرئية أو الصوتية باستمرار؛ نظرا لارتفاع أسعار الإعلانات بها، فضلا عن التشدد في إجراءات الإعلان من جانب وزراة التجارة والصناعة.

عروض "البروباجندا"

وقال أحمد المشايخي إنَّه في عالم التسويق والإعلانات يصعُب تصنيف دعايات وكالات السيارات التي تجتاح كافة وسائل الإعلام خلال شهر رمضان وموسم الصيف بأنها إعلانات تجارية مغرضة، لكن الإعلان التجاري يهدف إلى إيصال رسالة واضحة إلى كافة شرائح المجتمع المثقفة وغير المثقفة. أمَّا في ظلِّ ما نلمسه في هذه الدعاية يُمكن القول إنها إعلانات يطغي عليها الغموض والخداع "المشروع". وأضاف: حيث إذا أراد المستهلك معرفة الصورة الحقيقة للإعلان يجب عليه أولا فك شفرة الأصفار بالمائة؛ فهنالك الكثير من المستهلكين يقعون في فخ الدعاية، ولو نظرنا إلى أسعار السيارات قبل وأثناء شهر رمضان لوجدنا فرق شاسع بين الأسعار؛ فجميع العروض التي يحصل عليها المستهلك تضاف إلى قيمة السيارة ونسبة الفائدة تنخفض، لكن نسبة التخفيض تضاف بشكل مضاعف في سعر السيارة والنتيجة العامة هي ارتفاع أسعار السيارات خلال شهر رمضان، ويقع الخداع هنا من خلال عدم معرفة المستهلك القيمة الإجمالية للسيارة قبل شهر رمضان ومقارنتها بالسعر الحالي.

ووَصَف المشايخي هذا النوع من العروض بأنَّه خداع البروباجندا، وهي وسيلة استُخدمت قديما لنشر دعايات مُضللة حول مُنتج معين، وهذا النوع من الدعاية محرَّم في المجتمعات المتقدمة، وتغيَّرت أشكال هذا النوع من الدعاية، وأصبح يستخدم الآن في شكل تخصيص موسم لشراء السيارات بدعوى انخفاض الأسعار في هذا الموسم، على الرغم من أنَّ الحقيقة أن جميع هذه العروض يدفع ثمنها المستهلك بشكل غير مباشر.

أفضل المواسم

وقال هيثم الإسماعيلي إنَّ وكالات السيارات خلال الشهر الفضيل وموسم الصيف تقدِّم عروضها المختلفة لجذب الزبائن؛ فيرى البعض منها أنَّ شهر رمضان المبارك وموسم الصيف هو أفضل المواسم لشراء السيارة لما يضاف عليها من تخفيضات بالسعر النقدي أو بتخفيض في نسبة الفائدة، إضافة إلى تغليف العروض لتكون أكثر جاذبية بالتأمين المجاني والتسجيل كذلك وطول فترة الصيانة؛ مما يدفع العديد من الزبائن إلى انتظار شهر رمضان المبارك لشراء السيارة؛ بدليل انتشار السيارات الجديدة بأرقام الفحص على الطرق خلال هذه الفترة تحديدا؛ مما يدلُّ على تأثر الناس وإيمانها بمصداقية العروض، وهذا ما لمسته عند شراء سيارتي السنة الماضية؛ حيث حققت لي الوكالة جميع العروض التي قدمتها لي قبل شراء السيارة من تسجيل وتأمين وخدمة محددة بالمجان، ولعلَّ اختلاف الآراء على مصداقية العروض من زورها يختلف من وكالة إلى أخرى.

ضمانات فعلية

وقال عبدالله الكيومي إنَّ لعبة الوكالات مكشوفة بتخفيضها للأسعار، وتقديمها للعروض خلال شهر رمضان المبارك وموسم الصيف؛ حيث تبدأ الوكالات برفع الأسعار قبل الشهر الفضيل، وعند بَدْء الشهر المبارك تطلق الوكالات حملاتها الإعلانية والتسويقية لبيع السيارة بسعرها الحقيقي، ولكن بإضافة بعض العروض بعد حساب تكلفتها من قيمة السيارة؛ لذلك ينصدم بعدها من اشترى السيارة خلال الشهر الفضيل، وغيره الذي اشترى بشهر آخر، بأنه لا يوجد فرق بينهما سوى ببعض الفروق التي لا تذكر؛ لذلك يجب على من يعتزم شراء سيارة معينة من أي وكالة أن يُدقِّق بالعروض المقدَّمة، ويأخذ عليها ضمانات فعلية لكي لا يفاجأ بعدها بأنه وقع في فخ العروض الوهمية.

أما خالد الهاشمي، فأكد أنَّ وكالات السيارات في رمضان وموسم الصيف تستغل الزبون، وفي حقيقة الأمر هذا لا ينطبق فقط على سوق السيارات، وإنما ينطبق على سوق المواد الغذائية والاستهلاكية والكماليات...وغيرها، وهذا ما نلاحظه في المجمعات التجارية الكبرى التي تتنافس فيما بينها بالعروض المغرية، وللأسف ينخدع الكثير من المستهلكين بتلك العروض التي تتسابق بتقديم النسبة الأقل بالتخفيض؛ مما يدفع بالناس إلى التزاحم على تلك الأعلانات. وفي تجرية شخصية، كنت برفقة أحد أصحابي لشراء سيارة خلال شهر رمضان المبارك، كان سعرها قبل رمضان 13 ألف ريال مع التأمين المجاني لمدة سنتين والسيرفس المجاني إلى 100 ألف كيلو وبنسبة فائدة 7%. أما في شهر رمضان، فارتفع سعر المركبة إلى 13800 لكن بنسبة فائدة أقل، وتكون بذلك حسابيا قيمة السيارة نفس السعر قبل وبعد التخفيض.

وأضاف الهاشمي بأنه لا يخفى على أحد أن تسويق السيارات والإعلان عنها يتم باحترافية؛ حيث تعتمد الوكالات على شركات تسويق ذات خبرة واسعة تقوم بنشر إعلاناتها بطرق ووسائل إبداعية ورقية كانت أو مرئية أو سمعية تشد القارئ، ولعل السر في اجتذاب الزبائن هو كلمة التخفيض، والتي تراها موزعة على أبواب ومداخل النوافذ التسويقية للسيارات. ومن الجانب الآخر، يجب أن يتأكد الزبون أن السيارة التي يشتريها هي آخر موديل، وألا تكون للعام الذي يسبقه حيث ينخفض سعر السيارة تجنبا لركودها بمخازن الوكالة.

عروض الفرص الذهبية

وقالت آمال اللواتية: إنَّ معظم وكالات السيارات تستغل شهر رمضان المبارك وموسم الصيف لترويج عروض الفرص الذهبية للمستهلكين الذين ينتظرون هذا الموسم لاقتناء سيارة الأحلام، فهم يلعبون بعقول المستهلك ليتهافت عليهم، ويفرشون له الأرض وردا ووعودا، إلى أن يتم شراء السيارة واستلامها. وبعدها، تبدأ رحلة المتاعب مع الأقساط، علاوة على تغير خدمة التعامل بالسيرفس، وارتفاع أسعار قطع غيار السيارة والتي قد تستدعي الانتظار إلى أكثر من شهر أحيانا إلى أن تصلك قطعة الغيار التي طلبتها من بلد المنشأ...وغيرها من الأحداث التي قد تعطل السيارة في أول شهر من استخدامها؛ مما يدفع العديد إلى اللجوء للهيئة العامة لحماية المستهلك لتقديم بلاغاتهم وشكواهم، وهذا ما نراه باستمرار في المحاكم، وفي أخبار الهيئة بالصحف المحلية؛ لاستدعاء مركبات معينة جديدة بها أعطال فنية.

وأضافت اللواتية بأنَّ بعض الوكالات يوجد بها عروض على مدار السنة، وليست حكرا على شهر رمضان أو موسم الصيف، وقد تكون العروض صادقة في قليل من الأحيان، ولكن أغلبها يشتبه فيه بعض التحايل، وأعتقد أنَّ العروض التي ترفع شعار "مجانا" هي عروض محسوبة الثمن من الأساس من إجمالي شراء السيارة، وتم تخصيص كلمة "مجانا" للتسويق والتشويق فقط، ولكن أصبحت سياسات الوكالات معروفة برفع الأسعار قبل شهر رمضان المبارك، مقارنة بسعرها الحقيقي لتكون أكثر جاذبية للمستهلك.

تعليق عبر الفيس بوك