فعاليات متنوعة وأنشطة ترفيهية ورياضات تقليدية في احتفالات ولاية الحمراء بعيد الفطر المبارك

احتفلتْ ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية بعيد الفطر المبارك؛ بعادات وتقاليد مميَّزة أظهرتْ رُوْح الألفة والمحبَّة بين أفراد المجتمع، وجسَّدتْ ملامح التراث العُماني الأصيل؛ حيث تضمَّنتْ الاحتفالات فعاليات متنوعة وأنشطة ترفيهية للأطفال ورياضات تقليدية، علاوة على احتفال الأطفال بتوزيع العيدية وتبادل الزيارات الاجتماعية.

ونظَّمتْ لجنة الفروسية بولاية الحمراء مهرجانَ عرضة الخيل التقليدية، بإشراف ودعم من الاتحاد العُماني للفروسية، وكذلك بنك مسقط؛ وذلك بمشاركة فرسان من ولاية الحمراء وخارج الولاية؛ لإحياء موروث حضاري عريق. وكانت ولاية الحمراء سابقاً من الولايات التي تهتم بالخيول وإقامة بعض الفعاليات كالاحتفال بالأعياد وعند قدوم الضيوف للولاية، وهذا يُعتبر المهرجان الثاني لعرضة الخيل الذي تنفذه الولاية، والغرض من إقامته أيام العيد ابتهاجا بمناسبة عيد الفطر المبارك. ورعى المناسبة الشيخ المكرم زاهر بن عبدالله العبري عضو مجلس الدولة، بحضور سعادة أمين عام مكتب ممثل جلالة السلطان، وسعادة السفير الدكتور علي بن عبدالله العلوي، وسعادة عضو مجلس الشورى، وبحضور أحمد بن سيف العبري رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد العُماني للفروسية، وعبدالكريم بن عبدالله العبري مشرف الحفل، وجمهور من جميع أنحاء السلطنة.

الحمراء - أحمد الشماخي

وقال أحمد بن سيف العبري رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد العُماني للفروسية: إنَّ برنامج الحفل تضمَّن عدة فقرات؛ بدأتْ باستئذان راعي الحفل من قبل مجموعة من الكوكبة من الفرسان، كما تخلل الحفل فن التحوريب وهمبل الخيل ومهارات الخيل وتنويم الخيل.

وقال شفيق بن درويش العبري: إنَّ المجتمع العُماني يتميَّز بتقاليد عريقة ضاربة في القدم تدلل على المكنون الثقافي والمعرفي الذي يزخر به المجتمع، ونظراً لكون تلك التقاليد تعود بجذورها إلى مرتكزات دينية وأخرى تتصل بعراقة الشعب العُماني وثقافته، فإنَّ معظم تلك التقاليد متشابهة بين مختلف ولايات السلطنة. وأضاف بأنَّ التقاليد التي يمارسها أبناء ولاية الحمراء في مناسبات الأعياد كثيرة، وترتبط بعُمق العلاقات بين أفراد المجتمع ومدى التكافل والتعاضد بينهم؛ حيث تبدأ تلك العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة في صباح أول أيام العيد؛ إذ يبدأون صباحهم بتهنئة بعضهم البعض بمقدم العيد السعيد، وينطلقون بعدها لأداء صلاة العيد في مكان تلتقي فيه جميع الأسر، ويتبادلون التهاني القلبية التي تدلل على عمق المشاعر وترابط المجتمع وتماسكه. وأوضح أنَّ مثل هذه المناسبات تتضمَّن عادات جميلة؛ ومنها: "العيدية"، والتي يتم خلالها توزيع مبالغ نقدية تدخل البهجة والسرور في قلوب الأطفال، وتمكنهم تلك الهدية من التسابق -وبكل فرح- لشراء الهدايا والحلويات والمرطبات التي تمنحهم أحلى اللحظات، ويرسمون أجمل الابتسامات ليسطروا أحلى الذكريات في مناسبة تتكرَّر مرتين كل عام.

وتابع بأنَّ تلك العادات والتقاليد لا تقف عند هذا الحد، بل يتبادل أبناء الولاية الزيارات فيما بينهم، ويستغلون هذه المناسبة كذلك في زيارة المرضى والاطمئنان على أحوالهم، وهناك من تتعدى زياراتهم أيام الأعياد حدود الولاية فيقوموا بزيارة أقاربهم وأصدقائهم خارج الولاية، ولربما خارج السلطنة توطيداً لعلاقات المودة والمحبة والإخاء والترابط الذي يعيشه العُمانيون حيثما كانوا. وزاد بأنَّ من الأمور المهمة التي ينبغي ذكرها والتي ترتبط بعادات المجتمع وتقاليده أيام الأعياد، السبلة العُمانية؛ والتي يلتقي فيها الجميع لتبادل التهاني وتناول القهوة العُمانية، وتبادل أطراف الحديث في أمور عدة تهم المجتمع وأفراده، كما أنَّ الولاية تتميز بجلسة تقام في ثالث أيام العيد يجتمع فيها الأهالي والرشداء والمشائخ من كافة قرى الولاية يتبادلون التهاني بمناسبة العيد السعيد.

تقاليد وموروثات

ومَضَى العبري قائلا: إنَّ من التقاليد والموروثات والفنون الشعبية التي تتميز بها الولاية: فن الرزحة والعازي وعرضة الخيل؛ إذ إنَّها واحدة من الوسائل التي يعبر فيها أبناء الولاية عن فرحتهم بالعيد؛ إذ تصاغ في تلك الرزحات أبيات شعرية تعبِّر عن الفرح والبهجة، كما أنَّ بعضها يُعبر عن تاريخ هذا الوطن والاعتزاز بمجده وحضارته الضاربة في القدم، وتصاغ بعض تلك الأبيات لتعبر عن الإنجازات التي تحققت في ربوع عُماننا الحبيبة، تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه. وأوضح أنَّه خلال فترة إقامة تلك الرزحات والأهازيج الشعبية، يوفر الباعة المتجولون في الوقت ذاته الهدايا والحلويات...وغيرها؛ مما يجعل المناسبة تزداد بهاءً وفرحا. أما فرسان الولاية، فيكون لهم مكان خاص يمارسون فيه هوياتهم واستعراضهم لفنون الفروسية متضمنة الفنون العُمانية المغناة.

وأضاف بأنَّ هذه العادات والتقاليد ساهمت في وضع الولاية كوجهة سياحية مهمة طوال العام، والتي يزيد أوج الوفود السياحية في أيام العطل الرسمية كالأعياد...وغيرها؛ إذ يتوافد للولاية زوَّارٌ من جميع محافظات السلطنة، كما أنه يفد إليها سواح من مختلف دول العالم ليستمتعوا مع أبناء الولاية بالاحتفال بمناسبة العيد بما يضمه من فقرات وفعاليات متنوعة تلبي حاجات ومشارب جميع الأعمار.

ويرى العبري أنَّ هناك عددا من الممارسات الإيجابية المتميزة والتي تستحق الشكر والتقدير؛ إذ تبرهن مدى التعاون البناء بين الجهات الحكومية والخاصة، والتي ساعدت في تذليل الكثير من العقبات خلال أيام إجازة العيد. وأوضح أن من الأمثلة البارزة والتجارب الناجحة الدور الكبير الذي يقوم به المتطوعون المنتسبون إلى فريق العمل التطوعي بالولاية، والذين يقومون بدور متميز جنباً إلى جنب مع رجال شرطة عُمان السلطانية؛ حيث إنهم يسعون جاهدين لتنظيم كافة الأمور في مكان إقامة فعاليات العيد. وتابع بأنَّ هناك مبادرة متميزة من بلدية الحمراء وفريق أهل الخير واللجنة الشبابية بالولاية الذين أطلقوا مبادرة "الحمراء مثالية"، ويسعون من خلالها إلى ترك ساحة إقامة فعاليات العيد نظيفة خالية من أي مخلفات قد تضر بالبيئة وبالقاطنين حول تلك المنطقة، إذ إن مبادرتهم تحمل في طياتها بعداً يجسد حجم الترابط بين الجهات الحكومية والتطوعية وإيماناً من المجتمع بأن مهمة النظافة ليست فقط مسؤولية رجال النظافة وحدهم؛ بل هو عمل ينبغي أن يقوم به الجميع لتحقيق المصلحة العامة.

وأوْضَح أنَّ المبادرة تتيح الفرصة للمتطوعين من الكبار والصغار بتجميع القمامة في أكياس خاصة، وبذلك يمنح المتطوع بعدها مبلغاً رمزياً. وعليه؛ ترسِّخ هذه المبادرة روح العمل الجماعي التطوعي، وتسهم في نشر ثقافة النظافة بوسائل عملية. وزاد بأنَّ من الممارسات الإيجابية الأخرى التي انطلقت قبل العيد، ما قامت به بلدية الولاية من حملة توعوية لحث الجميع للتعاون مع رجال النظافة في عملية التخلص من مخلفات الذبح والقمامة بطرق عصرية تسهم في ترك البيئة في الولاية نظيفة وسليمة.

زيارة الأهل

وقال أحمد بن علي الصبحي: إنَّ للعيد الكثيرَ من العادات والتقاليد في ولاية الحمراء.. مشيرا إلى أنَّ من العادات والتقاليد التي يحرص على المشاركة فيها عادة زيادة الأهل والأصدقاء بعد صلاة العيد، وكذلك المشاركة في الأعمال التطوعية خلال أيام العيد، والمشاركة في تجهيز المشاكيك والشواء.. لافتا إلى أنها من التقاليد التي اعتاد على ممارستها.

ويَرَى الصبحي أنَّ التجمعات أيام العيد في المجالس تجمع أفراد المجتمع في جو من الألفة والود.. مشيرا في الوقت ذاته إلى تنامي الوعي لدى المواطنين بخطر المفرقعات والنصائح التي يقدمونها للأطفال عن مخاطرها وسلبياتها. وحول الذبائح والتخلص من مخلفاتها، أكد أنَّ هناك وعيا كبيرا لدى أغلب الناس حول كيفية التخلص السليم من بقايا مخلفات الذبح، مشيدا بدور البلدية في ذلك.

وقال سعيد بن سالم العبري رئيس فريق الحمراء التطوعي: إنَّ الفريق يقدم مبادرة تطوعية لتنظيم حركة السير في الولاية فترة الأعياد.. موضحا أنَّ الفكرة نبعتْ من إحساس مجموعة من الشباب بأنَّ المجتمع في أمس الحاجة إلى جهود المجتمع المدني، إضافة لما تقدمه المؤسسات الحكومية؛ لذلك سعى إلى إنشاء فريق يكون جاهزا عند الازمات، أو خلال المناسبات العامة، على أن يكون أعضاؤه ممثلين لجميع قرى الولاية. وبالفعل؛ تمَّ تشكيل مجلس إدارة ووضع الأهداف، وكان من ضمن الاهتمامات اختيار اسم للفريق وكان فريق الحمراء التطوعي. وأوضح أنَّ الفريق اهتمَّ أثناء المناسبات الدينية بتنظيم المرور وجلوس مرتادي العيود؛ حيث تتميَّز ولاية الحمراء بالجوانب السياحية فيها، ووجود عدة أماكن يقصدها الزوار بأعداد كبيرة من داخل وخارج السلطنة؛ مثل: مسفاة العبريين وجبل شمس وكهف الهوتة وبيت الصفاة، كما أنَّها ملاذ للاستمتاع بالرزحات الشعبية وركوب الخيل.

وتابع العبري: "قمنا بتشكيل فريق عمل مصغَّر من مجموعة من الموظفين وطلاب الجامعة مُنبثق من الفريق الرئيسي لتنظيم عملية السير وتحديد الاتجاهات، وتحديد أماكن الوقوف وأماكن جلوس الباعة، وهذا يتم بالتنسيق المسبق مع الشرطة، كما كان للفريق الأسبقية في المشاركة في الاحتفالات الوطنية والأعياد، كما أنه يشرف على ما تقوم به البلدية من إزالة مخلفات الذبح في جميع القرى من خلال الأعضاء الموجودين هناك، وقد لافت الفكرة دعما لا محدودا من المجتمع وخصوصا الشباب الذين يتسابقون في الانضمام للفريق".

تعليق عبر الفيس بوك