العوابي تحتفل بعيد الفطر بأنشطة وفعاليات متنوعة.. والوجبات التقليدية تميز الولاية

العوابي - حارث البحري

احتفلتْ ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة بعيد الفطر المبارك، وسط أجواء إيمانية وبهجة وسعادة، سادتها روح الألفة والمحبة والتسامح.. وفي مركز الولاية، أدى الأهالي شعائر سنة صلاة العيد بمصلى الأعياد، واكتظت ساحة المصلى بجموع المصلين من المواطنين والجاليات المقيمة بالولاية، وأدى الصلاة سعادة الشيخ حمد بن سيف بن حمد الجساسي والي العوابي، وسعادة الشيخ عضو مجلس الشورى ممثل ولاية العوابي، وأعضاء المجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة ممثلي الولاية والشيوخ والمسؤولين والأهالي بالعوابي.

وأمَّ المصلين فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان بن عبد الرحمن الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة. وبعد تأديتهم للصلاة، ألقى فضيلته خطبة العيد، وبدأها بالتكبير والتهليل وبالحمد والثناء على الله -سبحانه وتعالى- أنْ منَّ على المسلمين ووفقهم لأداء فريضة صيام شهر رمضان المبارك هذا العام وبلغهم قيامه. وقال فضيلته إنَّ شهر رمضان مدرسة يلتئم فيها الشمل وتصفَّى النفوس، وإن ليلة القدر في رمضان مدرسة للتوبة وطلب العفو والمغفرة من المولى -جلَّت قدرته- وأنَّ القرآن مدرسة يحتاج إليها الانسان المسلم. وطالب فضيلته الجميع بالتسامح والحرص على الألفة والتعاون. مؤكدا أنَّ في الصيام دروسا عظيمة، وحكما كبيرة؛ ومن أهمها: تقوية صلة الإنسان المسلم بربه وتجدد إيمانه وثقته بالله سبحانه وتعالى. وقال: "ما أشد حاجة المسلم أن يجدد إيمانه ليتذكر الفضل والنعم التي أنعم بها عليه"، وذكر فضيلته ما يتحصل عليه الصائمون من الخير في رفع للدرجات. وقال الدكتور كهلان الخروصي -في خطبته- إنَّ الصيام مدرسة الصبر والشكر، وهل حياة الانسان إلا صبر على البلاء وشكر على النعماء؛ فهنا مدرسة الصيام وهي مدرسة الخوف والرجاء، إنها مدرسة القرآن، وهل الحياة بلا قرآن لها روح أو معني؟! إنَّ القران الذي أكرم الله -عزَّ وجل- به هذه الأمة هو ينبوع الخير واس التقوى ومنبع التقوى؛ فهنا مدرسة تدبر، فإنَّ الانسان المسلم في معلم من الهدى وصور من صور الرشاد، إنها مدرسة رمضان تواد وتعاضد وتعاطف، إنها مدرسة الصيام وهي مدرسة للروح والجسد؛ حيث تتغلب الروح على شهوات هذه الحياة الدنيا فتسمو بصاحبها للمعالي.. إنَّ المسلم يقود نفسه إلى الصراط المستقيم ويحمل ملكاته التي أتاه الله -عزَّ وجل- ومنحها انقياد وتسليما لأمره -جلَّ وعلا- إنها مدرسة الاعتدال والقصد والوسطية مدرسة القيم والأخلاق والآداب مدرسة العدل والقسطاس والإحسان إلى الناس أجمعين، إنها مدرسة ليلة القدر، ليلة الصفاء، ليلة الندم والتوبة والاستغفار للأمة جميعا، تجدِّد فيه الولاء لخالقها العظيم، إنها ليلة خير من ألف شهر لخير أمة أخرجت للناس؛ فتذكر فيها رسالتها وتجدد فيه همتها لتيسير على خطط نبيها؛ مصداقا لقوله عز وجل: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"".

وبعد الانتهاء من الخطبة، توجه فضيلة الشيخ الدكتور مساعد المفتي بالدعاء للمولى -جلَّ وعلا- وأمن خلفه المصلون بأن يجزل الثواب والأجر وينصر الإسلام والمسلمين ويؤلف بين قلوبهم، كما دعا بأن يمن الله -جلَّ جلاله- على مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالعمر المديد، ويؤيده بالنصر والتأييد وان يعيد هذه المناسبة ومثيلاتها على جلالته -أيده الله- وعلى الأمة الإسلامية باليمن والخير والبركة والسعادة، وعلى بلادنا عمان بدوام الأمن والأمان، وعلى أهلها بالعيش الكريم وأن يمُنَّ علينا بالغيث وسائر بلاد المسلمين.

كما أدى أهالي قرى الصبيخاء، وفلج بني خزير وأهالي بقية القرى بوادي بني خروص التابعة للولاية صلاة عيد الفطر المبارك كل قرية على حدة؛ وذلك بمصليات الأعياد في كل من الهجير، وستال، وصنيبع، وشو، وثقب، والهجار، ومسفاة الشريقيين، والمحصنة، والعلياء بحضور الشيوخ والمسؤولين والأهالي هناك.

بينما خرج الأطفال والنساء إلى أماكن العيود للتبضع وشراء الألعاب والمكسرات والحلويات بمختلف أنواعها للأطفال.

وعقب أداء الصلاة، استقبل سعادة الشيخ والي الولاية بمكتبه المهنئين بهذه المناسبة؛ بحضور عدد من المسؤولين والشيوخ والأعيان بالولاية.

وجبات تقليدية

وفيما يتعلق بالوجبات التقليدية التي اعتاد أبناء الولاية إعدادها وتناولها في مثل هذه المناسبات؛ فقد تناول أهالي الولاية والقرى التابعة لها في أول أيام عيد الفطر المبارك "وجبة التقلية". وفي اليوم الثاني، تمَّ إعداد وتناول وجبة المشاكيك، وهي من الوجبات التقليدية المفضلة على مستوى الولاية، ويتم إعداد كميات كبيرة منها، منها ما يتم تناوله في هذه اليوم ومنها ما يدخر لبقية الأيام، كما تناول الأهالي أمس في ثالث أيام العيد "وجبة الشواء"، والتي كان قد تم إعدادها في أول أيام العيد، وهي من الوجبات التقليدية المعروفة في أيام العيد، ويحرص الجميع على تناولها رغم صعوبة إعدادها، وسيتم اليوم (رابع أيام العيد) تناول وجبة القبولي المكونة من الأرز واللحم.

وفي الإطار، يقوم الأهالي بدءا من اليوم الاول للعيد بزيارات مكثفة لبعضهم البعض؛ حرصا منهم على التواصل الأسري؛ مما يُجسِّد بينهم روح التلاحم وينقي النفوس ويساعد على الألفة والمحبة والوئام. ويستمتع الأطفال بمختلف أنواع مظاهر الفرح والسرور بمناسبة العيد؛ حيث عمدت كثير من الأسر شراء الألعاب لأطفالها لإدخال البهجة والفرح للبراعم الصغيرة ويقضي الأطفال الصغار هذه الفترة يمارسون ألعابهم، ويحصدون من الكبار خلال أيام العيد نصيبهم من "العيدية".

تعليق عبر الفيس بوك