مسؤولون لـ"الرؤية": "متحف عمان عبر الزمان" إضافة نوعية للمنظومة المتحفية بالسلطنة وتوثيق أمين للحقب التاريخية المتعاقبة

 

 

 

الرُّؤية - مدرين المكتوميَّة

أكَّد مسؤولون أنَّ مشروع متحف عمان عبر الزمان يُمثل نقلة فريدة وإضافة نوعية في المنظومة المتحفية بالسلطنة، علاوة على كونه توثيقا أمينا للحقب التاريخية المتعاقبة.

وقال سعادة سالم المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث: إنَّ المشروع يمثل إضافة نوعية وجوهرية مهمة في منظومة متاحف عُمان الحديثة، من حيث موقعه ومكوناته ودوره في ترسيخ الهوية الوطنية وإرساء دعائم التعليم والسياحة والاقتصاد والثقافة. وأضاف لـ"الرؤية" بأنَّ المتحف يتميز بتناوله العميق والمسهب للحقب التاريخية المختلفة، وصولاً إلى مرحلة النهضة المعاصرة من خلال توظيف انماط التفسير المتحفي والتقنية الحديثة التي تقدم تجارب متحفية للزوار مفيدة وآسرة. وتابع سعادته بأن موقع المتحف في محافظة الداخلية من شأنه أن يبرز الأصول التراثية الثرية في المحافظة التي تمتد وتتداخل مع بقية المحافظات، وهو بذلك يخلق روابط بينية مع مواقع أثرية أخرى؛ منها: قلعة بهلا وواحتها المسجلة في قائمة التراث العالمي، وموقع بات والخطم والعين في محافظة الظاهرة. وأوضح المحروقي أنَّ من بشائر هذا الصرح الثقافي البارز أنه سيفتح مع بقية المتاحف الجاري تنفيذها من قبل هذه الوزارة؛ مثل: المتحف الوطني في محافظة مسقط، ومتحف التاريخ البحري في محافظة جنوب الشرقية، ومتحف التاريخ الطبيعي الجديد.

وقال الدكتور صالح الفهدي إنَّ الظهور المبارك والبهيج لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم -حفظه الله ورعاه- وهو يضع حجر الأساس لـ"متحف عمان عبر الزمن"، يحمل في طيّاتهِ معاني ودلالات، قبل تبيانها، يتعين البوح بالمشاعر الجيّاشة التي أثارها ظهوره -حفظه الله- كقائدٍ بنى عمان الحديثة، وأدار دفّتها بعد أن نقلها من براثن الجهلِ والظلام والتخلّف والرجعية، إلى إشراقات النور والعلم والوعي والحضارة، ونجح في عودتها إلى خطّها الحضاري الجدير بتاريخها العريق الممتد بشموخٍ في آفاقِ العزّةِ والسؤدد. وأضاف الفهدي: "ظهوره- أبقاهُ الله- كإنسانٍ منح قلبه للوطن، فسكنهُ عشقاً، وأقام فيه مجداً، فكان قائده الأمين، وعينه الساهرة. رعاهُ في حربهِ وسلمه، وفي أمانه وأزماته، فما ظنَّ عليه بمحبّة، وما بخلَ عليه بفضل. كرّس وقتهَ لأجل أمّته، فصار نماؤها وتقدمها شغله الشاغل حتى جالَ وصال في ربوعها، ليتعرفَ إليها مواطناً غيوراً، ولتتعرفَ عليه ربوعها قائداً عطوفاً، يمهّد لها الصّعاب، ويستمعُ بلطفٍ وحنانٍ إلى كل مواطنٍ، منصتاً ومدققاً في كل مطلبٍ، يلتقطُ ما بين الكلمات من معانٍ، وما بين السطور من مصالح فيقضيها دونما تردد لكي يهنأ المواطن، ويرغد الوطن". وتابع: "ظهوره أتم الله عليه بموفور الصحة والعافية كقائدٍ حكيم وهبَ فكره لهذا البلد المعطاء بما يحملهُ من حكمةٍ تأسست عليها أركانُ الحكم، وسياسات الوطن داخلياً وخارجياً فإذا بنتاجِ هذه السياسة المتزنة يصبحُ مضرب فخر للعالمِ وليس للعمانيين وحسب". واستطرد: "في زمن مارت فيه الأحداث، وتعقّدت فيه الأزمات، وغامت فيه الآراء الحكيمة، فلم يدرِ الإنسان من يصدّقُ ومن يكذب.. اتبع جلالته- حفظه الله ورعاه- خطّاً مستقيماً لم يحد عنه منذ أن تولى زمام الحكم في البلاد؛ خطاً سياسياً واضحاً، أساسه الإعتدال والوسطية السلام والوئام والتسامح والعفو والتعايش السلمي وعدم التدخل في شؤون الغير واحترام سيادة الأوطان وغير ذلك من القيم الإنسانية التي أرادها الله أن تكون دستوراً ومنهجاً لمعيشة الإنسان في هذه الأرض من أجل الإعمار وسيادة السلام والبناء وتحقيق الألفة البشرية. هذه المشاعر تجمّعت في قلوب المواطنين بعد فترةٍ من الزمنِ فلا يملكُ الإنسان مشاعره من أن تبوحَ حباً لهذا القائد الحنون".

وتابع: "أمّا دلالات ومعاني ظهوره أبقاه الله؛ فقد كان رسالةً بيّنةً، واضحة للإنسان العماني، بل وللعالم وهي أن البناءَ لا يتوقف، والعطاء لا ينضب، وأن عمان ستظل جليلة بإنسانها، عريقة بتاريخها الذي سيتجسّد في هذا المشروع الحضاري "متحف عمان عبر الزمن" وهو مشروع عصري التقنية، مديد التاريخ ليرسّخ الإفتخار للأجيال العمانية، ويُعلي قيمة المواطنة في قلوب أبناء عمان بما ينبته فيها من مشاعر الإعتزاز بالحضارة العمانية الممتدة الجذور.. أراده جلالته ليكون مشروعاً يفتخرُ به الإنسان العماني الطفلُ قبل الشاب والشاب قبل الكهل كلّهم يتبارون للإفتخار بعمان من خلال ما يتجسّد في أروقته وقاعاته وقصصه ومجسّداته من تاريخٍ وعطاءات وأمجاد تملأ قلب الناظر اعتزازاً، وعقل المتأمّل فكراً ومعرف". وتابع: "كم كان شعوري عظيماً وأن أشاهدُ تدشين جلالته لهذه المشروع الحضاري خاصّة وإنني تشرّفت بعضويتي للجنة العلمية لهذا المشروع والتي يرأسها معالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان للتخطيط الإقتصادي، حيث عملنا على وضع المادة العلمية مع نخبةٍ منتقاةٍ لهذا المشروع التاريخي الكبير. كانت سعادتي بالغة وأن أرى جلالته وهو يضعُ حجر الأساس بيديه الكريمتين لهذا الصرح العماني الذي سيكون بإذن الله مصدر فخرٍ للعمانيين، ومرجعاً لهم ولغيرهم للتاريخ العماني في جميع الجوانب الحياتية المختلفة. موجّهاً الشكر والتقدير لأصحاب المعالي الوزراء أعضاء اللجنة الرئيسية لهذا المشروع الذين اعتنوا بجميع التفاصيل الدقيقة للمشروع، وكذلك الشكر لرئيس اللجنة معالي محمد الزبير على جهده وعطائه المستمر، والشكر لزملائي أعضاء اللجنة العلمية الذين لم يدّخروا جهداً ومعرفة لكي يظهر المشروع على أرض الواقع فيتكرّم عليه بالتدشين قائد عمان، وبانيها ورافع صروح أمجادها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله رعاه".

 

منجزات حضارية

فيما قال عوض باقوير رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية: إنَّ المتحف يمثل لمسة حضارية جديدة تضاف إلى الكثير من المنجزات الحضارية التي تعيشها عمان الخير على مدى أكثر من 4 عقود من عصر النهضه المباركة؛ حيث دشن صانع هذه اللمسات والمنجزات الحضاريه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مشروع متحف عمان عبر الزمان في ولاية منح، وهو المتحف الذي سوف يحكي لكل الاجيال ولكل العالم قصة عمان الحضارية منذ الاف السنين، من خلال صور بانورامية بالصوت والصورة وتسخير التقنية الحديثة. وأوضح باقوير أن هذا المتحف الفريد سوف يكون شاهدا على ما أنجزته عمان الارض والانسان من تاريخ واضافة للتاريخ الانساني، وسوف يكون احد المحطات المهمة التي تحكي للانسان ما كانت عليه عمان ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وشدد على أن هذا الاهتمام السامي متواصل بكل مفردات الحضارة والتاريخ العماني الذي يسجل صفحات من المجد والنضال والتسامح ونشر الاسلام الحنيف في بقاع الأرض، ولا شك أنَّ هذا المتحف يعد نقلة نوعية وإضافة مميزة للمنجز الثقافي والفكري والتاريخي في السلطنة.

وتابع باقوير: "نحن كصحفيين ومثقفين نشعر بالسعادة والفخر ونحن نري جلالته -حفظه الله- وهو يدشن حجر الأساس لهذا المتحف النوعي، والذي بكل مكوناته وأقسامه سوف يكون محطة لكل أبناء عمان، ولكل زوار السلطنة". وزاد بأنه مع هذا التدشين لهذا المتحف تواصل عمان تسجيل اسمها في تاريخ الدبلوماسية العالمية؛ حيث تزامن تدشين مشروع المتحف من قبل جلالته -حفظه الله- بإعلان الاتفاق التاريخي بين القوي الكبري وايران وهو الاتفاق والملف الصعب الذي حبس أنفاس العالم على مدى 12 عاما، لكن حكمة جلالة السلطان المعظم والاحترام والتقدير الكبيرين الذي يحظى به بين قادة العالم، مكَّن جلالته بعد جهود مضنية وماراثون من الجولات أن تنجح السلطنة وبقيادة جلالته في وضع النهاية السلمية لهذا الملف الصعب والمعقد؛ إذ جنب المنطقه المزيد من الكوارث والحروب. واختتم باقوير بالقول: "نسأل الله سبحانه وتعالي ان يمتع جلالة السلطان المفدي بالصحه والعافيه والعمر المديد ليواصل قيادته لعمان الخير ولمزيد من الإنجازات، وأن يواصل جهود الخير لاستقرار وأمن المنطقة والعالم، كما أتقدم في هذه السانحة باسم كل الصحفيين بأسمي عبارات التهاني والتبريكات بمقدم عيد الفطر السعيد، أعاده الله علي سلطان البلاد بالخير والسعادة والصحة والعافية، وعلي عمان وشعبها الكريم بمزيد من التقدم والازدهار والأمة الإسلامة بالوحدة والسلام".

تعليق عبر الفيس بوك