14% تراجعًا في عدد الحوادث المرورية و10.6% انخفاضًا في الوفيات خلال 2014

 

 مسقط - الرؤية

شهدت السلطنة مؤخرا انخفاضا ملموسا في نسبة الحوادث المرورية صحبه تراجع في نسبة الوفيات والإصابات الناجمة عنها، وأشارات الإحصاءات الصادرة عن الإدارة العامة للمرور وعن المركز الوطني للإحصاء لعام 2014م إلى نسبة انخفاض بنسبة 10.6% في عدد الوفيات وانخفاض بنسبة 8% في عدد الإصابات، مع تراجع معدل الحوادث المرورية بنسبة 14%، مع الإشارة إلى انخفاض يجاوز نسبة 20% في الوفيات في عام 2013م.

وأشارت التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى تقدم السلطنة في تصنيف السلامة المرورية، لتصنف ضمن أفضل الدول على مستوى الشرق الأوسط في عام 2014م، كما أحرزت السلطنة تصنيفا دوليا متقدما مقارنة بمعظم دول الشرق الأوسط . وبالرجوع إلى التصنيف السابق للسلطنة في مجال السلامة المروية لعام 2013م الذي أشار إلى أن سلطنة عمان من ضمن أسوأ البلدان في حوادث المرور وفقا لتصنيف بولتزر بالولايات المتحدة وتصنيف منظمة الصحة العالمية آنذاك، نستدل على التطور والتحديث الذي أجرته الحكومة الرشيدة ممثلة في شرطة عمان السلطانية في التعامل مع الوضع المروري.

وفي هذا الشأن، يرى البروفيسور ديفيد جيرمي نائب مدير مركز أبحاث الحوادث والسلامة على الطرق بجامعة كوينزلاند بأستراليا أنه من خلال عمله الدائم وزياراته المتواصلة إلى السلطنة، أنّ الوضع الحالي يعد أنموذجا للتعامل مع الأزمة المرورية. ويشير البروفيسور جيرمي إلى أنّ من أهم الركائز التي ساهمت في الحد من ظاهرة الحوادث المرورية في السلطنة استخدام التقنيات الحديثة مثل أجهزة ضبط السرعة سواءً الثابتة منها أو المتحركة والمصحوب بتكثيف الدوريات المرورية في المواقع التي تكثر فيها الحوادث. كما أكد أنّ التركيبة السكانية تمثل تحديا لمعظم الدول ذات الكثافة السكانيّة المنخفضة للوصول للمعادلات المستهدفة في نسبة الحوادث بشكل عام، إلا أنّ الملاحظ وعلى الرغم من اختلاف التركيبة السكانيّة من مواطنين، ومقيمين من مختلف الجنسيات فإنّ السلطنة تمكنت من الحد من ظاهرة ارتفاع الحوادث والوفيّات الناجمة عنها خلال الخمسة أعوام المنصرمة مما يؤكد كفاءة الجهات المختصة في التعامل مع الوضع المروري وفي مقدمتها شرطة عمان السلطانية ووزارة النقل والاتصالات.

ومن جهة أخرى، ترى الدكتورة كيري أرمنسترونج خبيرة السلامة المرورية في جامعة كوينزلاند بأستراليا بأن الثقافة المرورية لدى مستخدمي الطريق أهم العوامل التي ساهمت في انخفاض معدلات الحوادث المروية. حيت تقول الدكتورة كيري إن معارض السلامة المرورية وورشات العمل والندوات التي تعقدها الإدارة العامة للمرور لها الأثر الإيجابي في إكساب مستخدمي الطريق المهارات والمعارف والقدرات اللازمة للمشاركة في تحقيق أمن وسلامة مستخدمي الطريق. وأضافت الدكتورة أرمنسترونج أن حملة شكراً على تقيدكم بالسرعة تسهم بلا شك في خلق مجتمع واعِ بأهمية التقيد بقواعد وأنظمة السير، حيث تأكد الدكتورة أرمنسترونج من خلال اطلاعها على أهداف وأركان أعمال التوعية المرورية عبر كافة الوسائل الإعلامية، ووسائط التواصل الاجتماعي التي أطلقتها شرطة عمان السلطانية على ضرورة تعميمها على مستوي الخليج العربي نظرا للتقارب الفكري والثقافي والتداخل الاجتماعي مما سيسهم في خلق بيئة آمنه خصوصا في المناطق الحدودية بين الدول الشقيقة. وأكدت أرمنسترونج أن مشاركة المرأه العمانية في البرامج التوعوية المرورية ساهم في زيادة فاعليتها.

وبالحديث عن دور القطاع الخاص والسلامة المهنية وأثرها في تحقيق السلامة المرورية، يرى الدكتور جيسون إدوردز خبير سلامة مهنية في جامعة كوينزلاند بأستراليا من خلال زيارته للسطنة في العام المنصرم، ولقائه بعدد من المعنيين في مجلس البحث العلمي وأصحاب شركات النقل وسائقي المركبات الثقيلة، أن الأنظمة التي وضعتها شرطة عمان السلطانية وتلك المعمول بها في وزارة القوى العامله ودائرة النقل البري بوزارة النقل والاتصالات كان لها الاثر البارز في خلق بيئة مرورية آمنه.

وأضاف الدكتور إدوردز أن المركبات الثقيلة عادة ما تمثل عقبة في سبيل تحقيق السلامة المرورية إلا أن تعامل الجهات المعنية معها ساهم في التقليل من الاثار الناجمة عن دمجها مع بقية المركبات الأخرى، الامر الذي يؤكد فعالية بعض الاجراءات المتبعة من قبل شرطة عمان السلطانية، وفي ذات الوقت يرى الدكتور إدوردز ضرورة التروي في التعامل من المستجدات المرورية ومواصلة المنهج العلمي في التعامل معها.

يذكر أن شرطة عمان السلطانية بدأت في تسخير الجانب العلمي لتحقيق أعلى معدلات السلامة المرورية من خلال ابتعاث عدد من منتسبيها لدراسة الوضع المروري والاطلاع على ممارسات الدول الأخري ضمن إطار شراكتها مع مجلس البحث العلمي وعدد من بيوت الخبرة العالمية.

وللاطلاع أكثر على ماهية البرامج المرورية التي يقدمها مجلس البحث العلمي بالتعاون مع الادارة العامة للمرور، أوضح الدكتور عبدالله بن علي المنيري مدير برنامج السلامة على الطريق بمجلس البحث العلمي أن شرطة عمان السلطانية ممثلة في الادارة العامة للمرور تسير على وتيرة متصاعدة فيما يتعلق بتحديث الاجراءات المعمول بها من حيث الاعتماد على التقنية الحديثة في تسيير الدوريات المرورية وتسجيل بيانات ومعطيات الحوادث المرورية بإنشاء قاعدة بيانات لحوادث الطرق من خلال الاستعانه ببيوت خبرة عالمية مثل مختبر النقل البريطاني ومركز أبحاث الحوادث والسلامة على الطرق بجامعة كوينزلاند وجامعة جون هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية ومعهد كارولنسكا بالسويد.

وأشار الدكتور عبدالله المنيري إلى أن المتابعة المستمرة من قبل شرطة عمان السلطانية للمستجدات العلمية في مجال المرور ساهم في معالجة الكثير من السلوكيات والممارسات الخاطئة الأمر الذي أنعكس إيجابا على خفض معدل الوفيات والاصابات والحوادث في السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك