طلاب جامعيون: الاجتهاد في الدراسة خلال رمضان يمثل تحديا للمغتربين

المعني:نضطر إلى تناول وجبة الإفطار في المساجد وخيام إفطار الصائمين مع العمالة الوافدة

البوسعيدي: اليوم الدراسي في رمضان قصير بحكم ظروف الصوم ومواقيت الصلاة

العامري:ننظم كثيرا من المسابقات الترفيهية في السكن إلى جانب الانشغال بالمذاكرة

الروشدي: نعتمد على أنفسنا أحيانا في توفير وجبة إفطار جماعي للتغلب على ضيق الوقت

المبسلية: البعد عن الأسرة في رمضان من أبرز الصعوبات التي تواجه الطلبة

الشكيلي:فرق كبير بين قضاء رمضان بين أفراد الأسرة وقضائه في سكن الدراسة

الهنائي: ننظم دوريا بين زملاء السكن الجامعييوميا لتجهيز وجبة الإفطار

الرؤية - ناصر الفهدي

أجمع عدد من الطلاب الجامعيين على اختلاف ظروف الدراسة في شهر رمضان مقارنة ببقية شهور السنة خصوصا في ظل شدة الحرارة في شهور الصيف، وقالوا إن اغترابهم عن منازل الأسر إلى الولايات التي تقع بها كلياتهم يزيد الأمر صعوبة حتى بات يمثل تحديا لدى البعض، وأشاروا إلى أن ضيق الوقت يحرمهم أحيانا من فرصة إعداد وجبة الفطور مما يضطرهم إلى محاولة إعداد إفطار جماعي للتغلب على ضيق الوقت، كما يثمن آخرون كرم الأهالي الذين يدعونهم إلى تناول الإفطار على موائدهم، فيما يتفق بعض الطلبة مع بعض سيدات المنازل القريبة على إعداد وجبات الإفطار لهم مقابل مبالغ رمزية.

وقال معن المعني إنه يقضي يومه الدراسي بين الساعة الثامنة صباحا والثانية مساءً بالكلية في حضور المحاضراتودراسة المقررات الكبيرة التي تمثل ضغطا عليه خصوصا في فصل الصيف. وأضاف: أواجه صعوبات في تنظيم الوقت بما أنه شهر رمضان وفي غربه، هناك بعض التحديات الدراسية خلال شهر رمضان، حتى في فترة ما بعد الإفطار التي تكون للراحة القصيرة قبل صلاة التراويح وهو ما يحتاج إلى مزيد من ضبط الوقت.

وعن تجهيز وجبة الإفطار في رمضان، قال المعني إنها تتوافر بكثرة في المساجد وخيام إفطار الصائمينحتى وإن كانت مزدحمة على الدوام في ظل تزاحم العمالة الوافدة عليها، وهو ما دفعني وزملائي إلى الاتفاق مع صاحبة المنزل على إعداد وجبات الإفطار على مدار الشهر الفضيل مقابل مبلغ مالي بسيط، وأقترح أن تبحث كل جامعة أو كلية إمكانية توفير تلك الوجبات للطلاب المغتربين عن قراهم البعيدة بأسعار رمزية.

وقال سعيد البوسعيدي إنّاليوم الدراسي في رمضان قصير جداً بحكم ظروف الصوم وما يترتب عليه من ضغوط دراسية لذلك فإن كثيرا من الأعمال لا يمكن إنجازها إلا في وقت المساء الذي يزدحم هو الآخر بالتزامات صلاة التراويح وزيارة الأقارب وغيرها.

البعد عن الأسرة

وأضاف البوسعيدي: الطلبة يواجهون صعوبات منها بعد المسافة بين المنزل ومكان الدراسة وعدم وجود مساكن ملائمة للطلاب خاصة خلال فترة الصيف كما يُعاني الطلاب من ضغوط دراسية في ظل تكليف الطلاب بمقررات فوق طاقتهم، كما أن وقت الدراسة يختصر توافقا مع ظروف الصوم بينما المقررات لا تختصر كثيرا، مما يزيد الأعباء على الطلبة، فضلا عن عدم وجود فترة راحة بين المحاضرات تساعدهم على تخطي الضغوطات.

وعن إعداد وجبة الإفطار في رمضان خلال الدراسة، قال البوسعيدي إنه وزملاؤه يجهزونها بأنفسهم لأنّهم لا يجدون في المطاعم المجاورة أكلات صحية مثل التي يأكلونها في منازلهم وهو ما يتسبب أحيانًا في أضرار صحية تعطلهم عن الدراسة.

وقال صالح العامري إنّه يقضي يومه في رمضان بكل نشاط بدءًا بحضور المحاضرات في الكلية ومن ثم الرجوع إلى السكن والتفرغ لقراءة القرآن لأنه لا يقوى على القيام بكثير من الأعمال في نهار رمضان، بسبب إرهاق الصيام. وأضاف: ننظم الكثير من المسابقات الترفيهية للشباب في السكن وننشغل بالمذاكرة ليلا بعد الانتهاء من إعداد وجبة الإفطار وأداء الصلوات، مشيرا إلى أنه وزملاءه يجهزون وجبة الإفطار بأنفسهم، كما أن معارفهم من أهالي البلد يدعونهم إلى تناول الإفطار معهم من وقت إلى آخر، ولضيق الوقت في بعض الأيام يكون المطعم هو الحل.

وقالعمران الروشدي: ونحن في المرحلة الجامعية لاتقتصر حياتنا على التعلم والبحث وإنما تتعداها إلى أبعد من ذلك للتدريب على الاعتماد على النفس ومحاولة الاستفادة من تجاربنا الحياتية اليومية لاسيما حضور المحاضرات والبحث العلمي وبذل الجهد في سبيل ذلك وكذلك محاولة تعلم بعض المهارات الحياتية كالطبخ مثلا. ونعتمد أحيانا على أنفسنا في توفير وجبة الإفطار وفي بعض الأحيان يكون للأهالي دور كبير جداً وليس بغريب على الشعب العُماني صاحب الخلق الحسن أن يتسابق الأهالي في دعوتنا للإفطار على موائدهم. ولكن في جانب الدراسة، نواجه صعوبات بسبب المحاضرات المتتالية وفي بعض الأحيان نعاني من الازدحام في الصفوف الدراسية وهو يؤثر سلباً على تركيز الطالب.

يوم قصير جداً

وأكدتسعاد المبسليةأن اليومفي رمضان يبدو قصيراجدا، مضيفة: أقضي حوالي 6ساعات في الكلية لحضور المحاضرات الدراسية وبعدها أعود منهكة إلى السكن، وآخذ فترة راحة قبل إعداد الفطور الذي يأخذ الوقت المتبقيحتى آذان المغرب وبعدها أذهب لصلاة العشاء والتراويح وبدء الجلسات المسائية للترويح عن النفس وممارسة رياضة المشي لما لها من تأثيرات صحية إيجابية.

وعن الصعوبات، قالت إنّأبرزها البعد عن الأسرة في رمضان الذي لا يحلو إلا بلمة الأهل ففي حال كان البيت بعيدا عن مكان الدراسة يصعب الرجوع يومياً، فضلا عن كثرة المشاغل الدراسية والحياتية وضيق الوقت. أما وجبتي الإفطار والسحور فنعدها بأنفسنا يومياً في السكن بنظام الدوري.

وقال محمد الشكيلي إنه يقضي فترة الصباح في الكلية حتى فترة الظهر، وبعدها يعود للنوم بعد يوم شاق ومتعب حتى العصر.ثم يقضي فترة العصر مع زملائه في السكن.وأضاف: نذهب للفطور في أحد الجوامع القريبة من السكن ونصلي المغرب ثم التراويح في الجامع ونعود للسكن لاستذكار الدروسحتى الخلود إلى النوم مبكرا.

وأوضح الشكيلي أن الصعوبات تكمن في الذهاب إلى الولاية التي توجد بها الكلية، خصوصا في أول رمضان يقضيةالطالب بعيدا عن المنزلوهو ما يشكل فرقا كبيرا. وعن وجبة الفطور قال: يتكفل بها أحد الجوامع القريبة مع وجبة العشاء.

العطش وحرارة الجو

وقال محمد الهنائي:أقضي يومي في رمضان على مقاعد الدراسة متنقلا من منهل علم إلى آخر وعندما أجد فرصة بين الحين والآخر أقضيها في الذكر وقراءة القرآن. ومن ناحية الصعوبات التي تواجهني فعلى رأسها حرارة الجو التي تزيد من شعورنا بالعطش والصداع أحياناًإلى جانب صعوبة التنقل من مقر الدراسةإلى السكن. وبالنسبة لوجبة الإفطار، قال: أتناولها مع زملاء الدراسة حيث ننظم دوريابين كل شخصين لتجهيز وجبة الإفطار.

وقال محمد العبري إن الروتين الرمضاني يختلف عن بقيةالشهور حيث أقضي وقتي من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الواحدة مساء في الكلية ومن بعدها أذهب إلى السكن لأخذ قيلولة حتى وقت العصر، وفي الليل أقضيجميع واجباتي الدراسية والمذاكرةوأذهب مع الأصدقاء لممارسة الرياضة على الشاطئونذهب لتناول وجبة السحور وأخيرًا أرجع السكن لأخذ قسط من النوم حتى صلاة الفجر.

وأضاف أن من الصعوبات التي تواجهه البعد عن الأهل والأصدقاء وممارسة الرياضة معهم وزيارة الأقارب والأرحام وغيره مما تعودت عليه في السنوات الماضية. وبالنسبة لوجبة الإفطار، قال:بداية الشهر كنت أفطر في جامع السلطان قابوس، لكن الآن أتناول الإفطار مع أصدقائي داخل السكنوفي بعض المرات يقوم الأهالي والجيرانبارك الله فيهم بإحضار وجبة الإفطار لنا.

وقالت سارة الجابري: نقضي يومنا الدراسي في رمضان بصعوبة حيث يبدأ الدوام من الصباح ونستغرق مابين ٣ و٦ ساعات في المحاضرات وهو ما يقلل من تركيز الطلاب وبعد نهاية الدراسة نخصص وقتا للأذكار وتلاوة القرآن ونأخذ قسطا من الراحةقبل إعداد وجبة الإفطار وبعد الإفطار نراجع الدروس وبعدها نجلس لمشاهدة التلفاز والحديث مع الصديقات.

وعن الصعوبات التي تواجهها وزميلاتها،قالت الجابرية: نجد صعوبة في الدراسة في رمضان حيث لا يوجد وقت لدينا لإعداد وجبة الإفطار وكثير منّا يكون في حالة تعب حيث يتغير الروتين اليومي في رمضان ويؤثر ذلك على نومنا لأننا نذهب للدراسة مبكرًا ولايسعنا الوقت لأخذ القسط الكافي من الراحة لذلك بعد الدوام الرسمي نخلد للنوم ولا نستطيع إعداد وجبة الإفطار مبكرا حيث كثير منا ينتهي في ساعات متأخرة لذلك لايكفي الوقت لإعداد وجبة الإفطار، وأحيانا نعد إفطارا جماعياللتغلب على ضيق الوقت.

ليل رمضان نهار

وقالخالد البلوشي: يومي في رمضان يتغير مقارنة بظروف الأيام العادية لأن الناس يضطرون لقضاء الليل في السهر حتى السحور وهو ما يحول الليل إلى نهار والعكس، وبطبيعة الحال استيقظ باكرا على حسب توقيت محاضراتي وفي أيّ وقت فراغ بين المحاضرات أقوم بتخليص أعمالي وبحوثي وواجباتي قدر المستطاع وبعد ذلك أعود إلى السكن وأنام وأؤدي فروضي في أوقاتها، وأكمل يومي بشكل عادي حتى بعد الإفطار،حيث تبدأ مرحلة النشاط والحيوية لأمارس لمارسبممارسة الأنشطة الرياضية الاعتيادية مع زملائي وبعدها أكمل مذاكرتي ودراستي وأخيرًا آخذ قسطاً من النوم حتى صلاة الفجر. ومن أهم الصعوبات التي أواجهها الكسل في وقت النهار والتعب أثناء الدوام في الكلية.

وعن وجبة الإفطار، قال إنّها ليست معاناة أو حملا أو همافي حد ذاتها لأنني في بلاد الخير التي نحيا في ظل كرم أهلها وجودهم كما هو معروف والناس هنا يتسابقون لكي يقدموا لنا وجبة الإفطار ولا نشعر بالغربة أبدًا.

أما سالم اللمكي الذي يقضي يومه في رمضان مغتربا في بلاد الكنغر في أستراليا بمدينة ملبورن، فقال: في شهر رمضان لا تشعر بالمعنى الحقيقي لكلمة تعب نظراً للجو البارد في معظم الأوقات، وكالعادة من الساعة 8:30 تبدأ أولى خطواتي بجامعة سوينبورن للتكنولوجيا نحو تحقيق ذلك الهدف الذي لطالما حلمت به منذ الصغر وعادة ما يتنهي الساعة 2:30 أو 5:30 وبالتأكيد مع وجود استراحة بسيطة بين المحاضرة والأخرى.وهنا تكمن الصعوبة الوحيدة في شهر رمضان حيث إنّ بعض المحاضرات تنتهي الساعة 5:30 أي بعد الإفطار بربع ساعة بتوقيت مدينة ملبورن

فيضطر بعض الطلبة لأن يفطروا وهم ما زالوا داخل المحاضرة، وأما بالنسبة لإعداد الفطور فمعظم الطلبة يتشاركون في إعداده بما أنهم يعيشون معاً أو في نفس الحيّ.

تعليق عبر الفيس بوك