عاملات: المهام الوظيفية والمنزلية تزيد الأعباء على المرأة العاملة في رمضان.. وتنظيم الوقت أفضل الحلول

أكَّد عددٌ من المواطنات العاملات أنَّ المهام الوظيفية والمنزلية تُزيد الأعباء على المرأة العاملة في رمضان.. مشيرات إلى أنَّ تنظيم الوقت يُمثل أفضل الحلول التي يمكن أن يتم تنفيذها، على الرغم من أن هذا التنظيم قد يختل مع زيادة الأعباء يومًا بعد الآخر.

وتواجه المرأة العاملة الكثيرَ من الصعوبات في مختلف مجالات حياتها؛ فهي مسؤولة كزوجة وأم في منزلها، غير أنَّ تلك المهام تزداد صعوبة، حينما تكون في شهر رمضان؛ فلا تستطيع إلا أنْ تُكافح من أجل أن توازن بين مسؤوليات العمل وتلك التي تقوم بها في المنزل. فالخادمة لن تستطيع أن تسد غيابها حينما تكون في وظيفتها، وعندها تبدأ متاعب المرأة العاملة.

الرُّؤية- خلود الكمزاريَّة

وقالت جوخة الحوسنية -معلمة لغة إنجليزية في مركز اللغات بجامعة السلطان قابوس: إن تنظيم الوقت بين المهام المنزلية والعمل ربما يشكل مصدر قلق للمرأة العاملة خاصة في رمضان، لكن يتعيَّن عليها المواءمة بين ذلك وذاك. وأضافت بأن الأمر نسبي يختلف من امرأة لأخرى، ويعتمد بشكل أساسي على طبيعة عمل المرأة وظروفها العائلية، كما يعتمد على وجود خادمة في المنزل وعلى عدد أفراد العائلة. وأوضحت أن تنظيم الوقت في هذه الحالة أمر بالغ الأهمية، حتى تستطيع المرأة أداء العبادات وممارسة عملها دون الإخلال بمهام المنزل. وأشارت إلى أنَّ تعديل أوقات الدوام في العمل يخفف من عبء العمل؛ إذ إنَّها تبدأ العمل في الثامنة صباحا وتنتهي في الواحدة والنصف ظهرا.. مشيرة إلى أنَّ الجدول الرمضاني بهذه الحال لا يُمثل عبئا إضافيًّا عليها؛ لأنَّ الساعات العملية في رمضان تقل مقارنة بساعات العمل في الأيام العادية.

ومضت الحوسنية تقول إنَّ من الأعمال التي تقوم بها في المنزل بعد عودتها من العمل هي رعاية الأسرة، ومتطلبات الأبناء، وإعداد الفطور والإشراف على تحضيره في حالة وجود عاملة منزلية، إضافة إلى إنجاز بعض الأعمال المتعلقة بوظيفتها، مشيرة إلى أنَّ عمل المرأة بشكل عام يعكس رغبتها في أن تكون منتجة، وأن تكون فاعلة في المجتمع، وهو ما يعكس رضا نفسيا وشعورا بالإنجاز، في حين أن عمل المرأة في رمضان مرتبط بسياسة العمل نفسه وطبيعة الإجازات المتوفرة للموظفة.

وفي المقابل، تقول أم عبدالله -موظفة خدمة عملاء- إنَّه من الصعب الموازنة بين العمل والمنزل وتربية الأبناء، فبالإضافة إلى ساعات العمل الوظيفي، فإنها تقوم بكل المهام اليومية من إعداد الطعام عند الفطور والسحور وغسل الملابس وتنظيف المنزل وترتيبه والاهتمام بنظافة الأطفال وتلبية احتياجاتهم. وأضافت بأنه غم محاولة الموازنة بين هذا وذاك يبقى القصور في عدد ساعات النوم التي تقل بوجود هذه الالتزامات؛ مما يجعل المرأة عرضة للتعب والإرهاق المستمرين، وزيادة انفعالها وعصبيتها على أصغر الأمور، إضافة إلى التقصير في العبادات. وأوضحت أنه على الرغم من أن هذا الشهر مخصص بشكل كبير للعبادات، إلا أنها لا تجد الوقت الكافي لذلك.

فيما تعاني أم ليان -مهندسة- من مشكلة قلة ساعات النوم وضغوط العمل المنزلي والإرهاق المستمر الذي تشعر به من العناية بالأطفال وإعداد الفطور واستقبال الضيوف.. مشيرة الى أنها تبذل قصارى جهدها لتوازن بين عملها وبين واجباتها المنزلية من خلال إنهاء الأعمال الوظيفية في الوقت المحدد لها، والاستعانة بعاملة المنزل، التي تقوم بالطبخ والتنظيف في الأوقات التي يكون فيه جدولها اليومي مزدحما بالأعمال، وكذلك مساعدة ابنتها الكبرى والتي تقوم بالاعتناء بإخوتها الصغار. وتابعت بأنَّ الوظيفة تسهم في تحقيق الطموح الشخصي والاستقلالية علاوة على مساعدة الزوج في مصاريف المنزل. وتشعر أم ليان بالإرهاق حيال تزايد المهام في رمضان؛ وبالتالي لن يكون بإمكانها تأدية العبادات بالشكل المطلوب في هذا الشهر الذي من المفترض أن تستغله في قراءة القرآن وأداء الصلوات والدعوات.

ولا تختلف أم ريما -مهندسة- عن الأخريات؛ فهي ترى أن التوفيق بين ساعات العمل وأعمال المنزل أمر صعب تحقيقه في رمضان؛ لأن الروتين الرمضاني مختلف عن باقي أيام السنة، لذلك فهي تضطر لتأجيل بعض الأعمال من أجل أن تجد وقتا تقضيه مع أبنائها ومن أجل تأدية العبادات. وقالت إنها بحلول رمضان تبدأ في وضع جدول ينظم لها وقتها، لكي تعطي الأهمية الأولى للعبادة والتقرب من الله، لكن الأعمال المنزلية المتراكمة والعمل المتواصل يأخذ معظم وقتها، مما أثَّر بالسلب على أوقات العبادة. ومن وجهة نظرها، فهي ترى أنَّ المرأة يجب ألا تعمل في رمضان ويجب مراعاة ظروفها وواجباتها المنزلية خاصة في رمضان، أو تقليل ساعات العمل لها على الأقل.

وقالت آمنة المقبالية -معلمة لغة إنجليزية- إنَّ الوقت في رمضان يمضي سريعا، وهذا الضيق في الوقت يجعل أعمالها متراكمة؛ مما يتسبَّب في معاناتها من الإرهاق والتعب طيلة اليوم؛ نظرا لأن الأعمال المنزلية تتراكم بشكل كبير في رمضان، من إعداد للفطور والسحور والاهتمام بالأسرة وقراءة القرآن وزيارة الأرحام...وغيرها؛ لذلك فهي بأمس الحاجة إلى تنظيم وقتها لتخفف من عبء العمل؛ فهي لا تستطيع ترك عملها، وتريد من هذا العمل مساعدة أهلها وتحقيق مكانة في المجتمع وخدمة الوطن.

فيما قالت أم محمد -موظفة بوزارة الصحة- إنَّ هذه السنة من رمضان تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة؛ ولهذا فإنَّ القيام بالأعمال المنزلية بجانب الوظيفة أمر صعب جدا، خاصة وأن المرأة لديها التزامات أخرى في المنزل، وهذه الالتزامات تتزايد في رمضان، لاسيما مع غياب الطاقة التي تحتاجها المرأة للعمل في رمضان؛ إذ يكون من الصعب العمل فوق طاقتها، لذلك فهي ترى أن أربع ساعات من العمل كافية للمرأة، فهي لا تستطيع ترك العمل في رمضان لأنها ترى بأنه يصقل شخصيتها ويساهم في بناء مجتمعها، فعمل المرأة ليس خطأ ولكن التقليل من ساعات العمل هو المطلوب، خاصة في رمضان.

وترى أماني المقبالية -معلمة رياضة مدرسية- أنَّ عمل المرأة المتواصل يؤثر على نفسيتها ومسؤولياتها المنزلية، وكذلك التفرغ للعبادات؛ لذلك فهي تؤجل بعض الأعمال إلى إجازة نهاية الأسبوع، ومع هذا فهي تعاني منى صعوبة الموازنة بين الواجبات والمسؤوليات. وتقول إن هذه الأعمال المتراكمة سيعيق مواصلتها لمهنتها، مما يؤثر عليها نفسيا واجتماعيا واقتصاديا؛ لذا من المهم النظر في ساعات عمل المرأة في رمضان، فمسؤولياتها تجاه أسرتها تزداد، ويجب أن تراعي الجهة المسؤولة في العمل هذه النقطة، والتعاون معها ومساعدتها. وتؤكد المقبالية أن عمل المرأة هو عطاء للوطن ويحتاج إلى الهمة والرغبة في العمل، وتوظيف جيد للوقت وتطوير الذات.

تعليق عبر الفيس بوك