مستهلكون: جهود "حماية المستهلك" تحول دون رفع التجار لأسعار السلع.. والترشيد حل ناجع لتفادي العجز

"حماية المستهلك": لا رصد لحالات رفع أسعار غير مبررة استغلالا للموسم الرمضاني

الرحبي: زيادة الحركة الشرائية تلزم المتاجر بتكثيف الاستعدادات

العادات الشرائية تحدد نوع الطلب على منتج محدد

الرؤية - سعاد الوهيبية

أكد مستهلكون أنّ جهود الهيئة العامة لحماية المستهلك في مراقبة الأسواق تحول دون رفع التجار لأسعار السلع خلال المواسم، لكنّهم شددوا على أنّ ترشيد النفقات يمثل حلا جيدًا لتفادي العجز في الميزانية الشهرية لكل أسرة.

وقالوا إنّ المستهلكين يلجأون إلى زيادة معدلات الشراء خلال الشهر الفضيل وفترة ما قبل الأعياد، ما يدفع المحلات التجارية إلى رفع الأسعار، لكن ذلك لم يحدث هذا العام، وقالوا إنه في المقابل عمدت هذه المراكز التجارية إلى تقديم عروض على كافة أنواع السلع والأصناف، لجذب المستهلكين إليها، لكنّها في الوقت نفسه قد تسبب في تكبيد الأسر مبالغ مالية ليست في حاجة إليها.

استعدادالمحلات التجارية

وقال سامح بن حمد الرحبيمدير التسويق بمركز بهجة الحاجر للتسوّق في العامرات إنّالاستعداد دائماً في شهر رمضان يتم بشكل مكثف ومضاعف عن باقي أشهر السنة،لأنّه من المعلوم زيادة الحركة الشرائيّة في هذه الفترة ونشاطها بشكل واضح.

وأضاف أنّ الاستعداد يتمثل في توفير جميع السلع الغذائية وإبرازها بشكل مميز للمستهلك، وخاصة سلع شهر رمضان المعروفة مثل المشروبات التي يقبل عليها الزبائن بشكل أكبر في شهر رمضان والمعجنات، والبقوليات، والأجبان والألبان، وبعض الأصناف المكملة مثل (الكريم كراميل، والجيلي)، كما يزداد الطلب على جميع أنواع الفواكة الموسمية خلال هذه الفترة.

وأشار الرحبي إلى أن العادات الشرائية هي ما تجبر المستهلك على الإقبال على تلك المنتجات بكثرة خلال شهر رمضان، وبناء على تلك العادات يتم تخفيض أسعار السلع الموسمية الخاصة بالشهر.

وقال مصطفى كي بيهبائع بأحد المحلات التجارية في الخوض إن الاستعداد لشهر رمضان يكون بتوفير السوائل من الألبان والعصائر وتوفير التمر، لأنّ هذه السلع هي التي يقبل عليها الزبائن خلال هذه الفترة. وأضاف كي بيهأنّالعادة الشرائية للزبائن تتقلصخلال شهر رمضان،ولكن في المقابل يوفر المحل بعض السلع ويتم توزيعها على المساجد القريبة.

فيما قال عاصف زاد بائع بمحل معجنات إنّ المحل يُقدّم مختلف أصناف المعجنات مثل اللقيماتوالفطائروغيرها، وهذه الأصناف هي الأكثر إقبالا للشراء خلال الشهر.

وقال مانيل (بائع بمحل خضروات وفواكه) إنّ الزبائن يقبلون على شراء مختلف أصناف الفاكهة خلال شهر رمضان، خاصة تلك الفواكه التي تكثر فيها السوائل مثل البطيخوالعنب والمانجووالموز وغيرها. وتابع: "خلال الشهر الفضيل يقوم المحل بتخفيض سعر السلع يصل إلى 200 بيسة،كما يوزع بعض السوائل مثل الألبان والماء للمساجد القريبة".

عادات شرائية

وعنالمستهلكين وعاداتهم الشرائية خلال الشهر الفضيل، قال نصر بن سعيد المحاربي إنّه يقبل على شراء الألبان والفواكه خلال الشهر بشكل أكبر من أي سلعة أخرى، مشيرًا إلى أنّها سلع صحيّة ومفيدة للجسم. وأضاف أنّأسعار السلع تتغير، فتارة ترتفع وتارة تنخفض، وذلك يعتمد على حسب المواسم وكثرة الإنتاج وقلته،كما أنّ العروض التي تقدمها المحلات خلال الشهر أستفيد منها أحيانًا.وعن ميزانية الأسرة، قال المحاربي:"لا أضع ميزانية محددة، فأنا أنفق حسب الشراء ومتطلبات المنزل سواء كان ذلك خلال شهر رمضان أو باقي أشهر السنة، فلا أضعها وفق أسس معينة".

فيما قال محمد بن علي الإسماعيلي إنّمن أكثر السلع التي يقبل على شرائها في رمضان؛ المشروبات والتمور واللحوم والمعجنات، لأنّه بطبيعة الحال اعتاد المجتمع على تناول هذه الوجبات في شهر الصوم. وعن الأسعار، أوضح الإسماعيلي أنّه في السابق كان بعض التجار يستغلون مواسم الشراء كرمضان والعيد لرفع أسعار السلع والمنتجات، ولكن في الآونة الأخيرة ومع الصرامة الشديدة من حماية المستهلك تم ضبط الأمور، كما أنّ العروض التي تقدمها المتاجر للمستهلك على كافة الأصناف تمثل حلا يستفيد منه المحل التجاري والمستهلك في الوقت نفسه،إذ أنّ المستهلك يبحث أولا عن جودة السلعة والعروض المتاحة بها.

وتابع الإسماعيلي قائلا إنّه غالبا لا يضع ميزانية خاصة في جميع أوقات السنة،لأنه يشتري حسب حاجات البيت، ولا يفضل الشراء الموسمي. لكن الإسماعيلي أشار إلى ضرورة تنظيم المصروفات الشهريّة، لاسيما خلال الفترة التي تسبق رمضان والعيد، من خلال ادخار مبلغ مُعين منهلسدادالنقصالناجم عن ضغط المصاريف.

وقال عبدالله بن محمد الإسماعيلي إنّأكثر السلع التي يقبل على شرائها خلال شهر رمضان هي التمور والسوائل والمعجنات، مشيرا إلى أنّ أسعار تلك السلع معقولة كونه يشتري حسب حاجته من السلع خلال الشهر. وأضاف أنّبعض المحلات تستغل شهر رمضان لوضع عروض خاصة على السلع، لافتًا إلى أنه كمستهلك يستفيد أحيانا منها. وبالحديث عن الميزانية، قال الإسماعيلي إنّه لا يضع ميزانية خاصة سواء في شهر رمضان أم في باقي أشهر السنة، فميزانته تصرف حسب الحاجة، ويبرر ذلك بقوله: "احتياجاتي الأساسيّة طيلة أشهر السنة تتشابه غالبًا، فأنا أدخر من كل شهر مبلغ وأستفيد منه في العيد مع الاعتماد الأساسي على الراتب الذي أحصل عليه خلال تلك الفترة".

وقال ناصر بن سعيد الصلتي إنّ السوائل غالبًا هي التي تحظى بالنصيب الأكبر من سلة التسوق خلال شهر رمضان، وفيما يخص الأسعار فهي مناسبة،في ظل العادات الشرائية التي اعتدنا عليها خلال شهر رمضان، كما أنّ العروض التي تقدمها المحلات التجارية أراها مناسبة وتساعد على تخفيض أسعار بعض السلع.

وأشار الصلتي إلى أن ميزانية شهر رمضان تختلف عن باقي الأشهر، ويضعها لمعرفة المصاريف وحصر الاحتياجات التي اعتادت أسرته على شرائها خلال شهر رمضان.

وفيما يخص ميزانية الأسرة مع قرب العيد ويتبعه بدء المدارس يقول: "كل شهر وله ميزانيته، وبالنسبة لي فإنّ احتياجات المدرسة لا تتجاوز اللوازم الضرورية خلال بداية العام الدراسي، أمّاالأغراض التي لا يتم استخدامها كثيرا أو لا يتم استخدامها في بداية المدرسة يتم شراؤها عند الحاجة إليها.

وقال ناصر بن محمد المعولي إنّالأسعار خلال شهر رمضان مرتفعة قليلا، غير أنّ العروض التي تقدمها المحلات في شهر رمضان مجدية، مشيرا إلى أنّ ميزانية شهر رمضان تختلف عن باقي الأشهر، إذ يضع الميزانية بناء على الاحتياجات.

أمّا هيثم السالمي فيقول إنّالمنتجات التي يقوم بشرائهابشكل كبير في الشهر الفضيل هي المنتجات الخاصة بالفطائر الحلويات، كما يقوم بشراء المواد الغذائية الأساسية. وحول الأسعار، قال السالمي إنّأسعار السلع تشهد ارتفاعًا ملحوظًا على الرغم من وجود الكثير من المنافسين،لكن الأسعار لا تنخفض، مشيرًا إلى أنّه يتسوّق بشكل أسبوعي فقط للأغراض الأساسية، باعتبارأنّ شهر رمضان شهر الصوم والتقليل من الطعام وليس شهرا لتنوّع الموائد والذي يتسبب في الإسراف. ووجه السالمي النصح للجميع بعدم التهافت على شراء المواد الغذائية بكثرة، وذلك بسبب إغراءات العروض في المحلات التجارية والتي تجذب المستهلكين لشراء كميات تفوق حاجتهم، إذ أنّكل ما تحتاجه الأسر من مواد غذائية في شهر رمضان متوفر في كل المؤسسات التجارية طوال الشهر الفضيل وبنفس الأسعار. وتابع السالمي:"بالنسبة للميزانية فشهر رمضان لا يختلف عن باقي الشهور، إذ لا أضع ميزانية خاصة، وإنما أقوم بشراء المستلزمات الأساسية ولمرةواحدة بحيثلا تتعدى مستلزمات رمضان مبلغ 20 ريالا فقط. كما أنني لا أشتري العروض الترويجية، وإنما أشتري ما أحتاج إليه فقط، رغم أن بعض المستهلكين يتسابقون على العروض الترويجية. ومضى السالمي موضحا أنّتنظيم الميزانية لفترة ما بعد العيد والمدارس يتم من خلال التسوق قبل رمضان؛ حيث تكون الأسعار مناسبة والخدمات المقدمة ذات جودة عالية.

حماية المستهلك

وفي ظل الحركة التجارية النشطة خلال رمضان وفترة العيد تتزايد جهود الجهات الرقابية على الاسواق من اجل ضبط الاسعار وحماية المستهلك، وفي هذا الإطار قال عمر بن فيصل الجهضمينائب رئيس الهيئة العامة لحماية المستهلك لخدمات المستهلكين ومراقبة الأسواق إن أسعارالسلعفي السوق لم يطرأ عليها تعديل بالارتفاع،بل شهد سوقالخضار والفواكه انخفاضًا في بعض السلع نتيجة المتابعة الميدانية للمفتشين، وبالتالي لم يتم رصد ارتفاعا في الأسعار أو استغلالا لشهر رمضان.

وأضاف الجهضمي: "كعادة الهيئة تقوم بمراقبة حركة الأسعار وفق جدول معد منقبلالجهات المعنية التي تتابع الأسواق ميدانيا،ويتوفر بالهيئة العديد من أسعار السلع الأساسية للمزودين ومراكز التسوق، بحيث يتم من خلالها مقارنة تلك الأسعار مع ما يعرض في للمستهلك في الرف، كما نقوم بالاجتماع بالمزودين قبل حلول شهر رمضان لمتابعة حركة السلع وأوجه النقص لديهم إنّ وجدت، لكن الأسعار تكون ثابتة ولا تشهد ارتفاعا".

وعن السلع التي تحرص الهيئة على مراقبتها بشكل مستمر؛ خاصة في مواسم معينة مثل شهر رمضان والأعياد، أوضح الجهضمي أنمتابعةالسلع وأسعارها يتم طيلة العام ولا يتركز في فترة محددة، لكن هناك رصد لأسعار السلع بشكل أكبر في رمضان والأعياد؛ نظرا لحركة الناس في الأسواق بطلب شراء المواد التي يحتاجونها لهذه المناسبات، مشيرا إلى أن الهيئة تحرص على توفير الكوادر بتلك الأسواق بشكل أكبر خلال هذه الفترة لمتابعة الأسواق والحد من أي ممارسة غير نظامية.

منتجات ضارة

وفي الوقت الذي تقوم به الهيئة العامة لحماية المستهلك بدورها في متابعة الأسواق وأسعار السلع، تنتشر في وسائل التواصل الإجتماعي رسائل تفيد بأنّ بعض المشروبات مضرة بالصحة، وأنّه يتعين على الهيئة سحب هذه السلع من السوق. وجاء رد الهيئة العامة لحماية المستهلك على لسان الجهضمي، فقال إنه يتعين على المستهلك أن يكون على وعي بأن مصادر المعلومات هي وكالات الأنباء الرسمية والجهات المشرفة على سلامة وجودة السلع،وهناك بعض الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لسلع تم التقاط صورة لها وهي في حالة سيئة، لكن لا تحدد الصورة المكان الذي التقطت فيه ودون التأكد من المصادر الرسمية عن مدى صحة ما يُتداول،لذا فعلى الجميع التأكد من صحة ما يقوم بنشره، وذلك بالرجوع إلى المصادر المختصة بالرقابة بالهيئة لأخذ المعلومة الصحيحة.

تعليق عبر الفيس بوك