ارتفاع بمصادر المياه والطلب عليها بالسلطنة.. والشبكة الحكومية المصدر الرئيسي

مسقط - الرُّؤية

ارتفعتْ مصادر مياه الشرب المنزلية بنسبة 24.3% ما بين العامين 2003 و2010؛ حيث تعكس الزيادة في أعداد السكان مدى الطلب على زيادة الخدمات المقدمة لهم ومنها خدمة تجهيزات مياه الشرب من مصادرها المختلفة، وفق ما أفادت دراسة "مصادر مياه الشرب والمياه المنزلية" الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

وارتفع الطلب على استخدام الشبكة العامة لمياه الشرب بين التعدادين 2003 و2010؛ حيث بلغ معدل التغير 0.76%، وفي استخدام المياه المعبأة بلغ معدل التغير 1.81%، وفي نقاط المياه الحكومية بلغ معدل التغير 0.5%، وقد تناقصت معدلات تغير باقي المصادر في استخدامات المياه المنزلية ما بين التعدادين؛ حيث تناقصت استخدامات آبار خارج نطاق المنزل ليبلغ معدل التغير -0.54 % والفلج -0.34 وكذلك الآبار الخاصة -0.05.

واستحوذت شبكة المياه العامة على أعلى نسبة من مستخدمي مياه الشرب في الحضر (حوالي 41%) من أعداد المستخدمين، وكذلك الحال بالنسبة لمصادر المياه المنزلية.

كما جاءت الشبكة العامة الأكثر استخداما كمصدر لمياه الشرب أو الاستخدامات المنزلية في الوحدات السكنية بمختلف أنواعها حيث مثلت 37.4% و52.7% على التوالي. كما يستخدم العمانيون والوافدون شبكة المياه العامة كمصدر لمياه الشرب بنسة 51.4% و55.7% على التوالي.

وقد أظهرت نتائج الدراسة أنَّ 53% من سكان السلطنة يستخدمون الشبكة الحكومية لتوفير المياه المنزلية، بينما يعتمد 21% على الآبار والتي تشمل الآبار الخاصة بنسبة 11% والآبار خارج المنزل بنسبة 10% وتشكل نقاط المياه العامة المصدر الثالث للحصول على المياه المنزلية بنسبة 20%.

وتحتل مصادر مياه الشرب بالأنابيب العامة الموصلة للمنازل الصدارة في مصادر مياه الشرب بمحافظات وولايات السلطنة؛ لتصل إلى ما نسبته 37.4% من إجمالي المستفيدين من مياه الشرب بالسلطنة؛ مما يُشير إلى الاهتمام الحكومي بتوفير المياه المأمونة صحيا للمواطنين وسهولة الوصول إليها.

وأفادت الدراسة بأن استخدام زجاجات المياه المعبأة جاء في المرتبة الثانية من مصادر مياه الشرب بالسلطنة؛ إذ مثَّل مستخدموها ما نسبته 24%، ثم تأتي نقاط المياه العامة في المرتبة الثالثة حيث مثَّل مستخدموها ما نسبته 22.8% من مستخدمي مياه الشرب على مستوى السلطنة.

وتأتي في مراتب تالية مصادر المياه الأخرى مثل الآبار خارج نطاق المنزل، والتي بلغت نسبتها 6.6%، وكذلك الآبار الخاصة التي بلغت نسبتها 3.7%.

وعلى الرغم من الجهود الحكومية لتوفير المياه المنزلية المأمونة لجميع السكان، فإنَّ الطبيعة التضاريسية والمناخ الجاف وقلة الموارد المائية السطحية والجوفية أدت إلى أن كثيرًا من التجمعات السكانية في السلطنة تحصل على مياهها المنزلية من مصادر مختلفة.

واستنادا إلى بيانات تعداد العام 2010، فإنَّ 5% من سكان السلطنة يعتمدون على مصادر غير مصنفة وترتفع النسبة إلى أكثر من 6% إذا ما أضيفت إليها المصادر الأخرى؛ الأمر الذي يثير القلق؛ حيث إنَّ عدم معرفة مصدر المياه قد يتسبَّب في الكثير من المشاكل الصحية للسكان إذا ما احتوت المياه على الملوثات العضوية والكيميائية.

ويميل سكان السلطنة إلى استخدام زجاجات المياه المعبأة بنسبة 24% وهي تحتل المرتبة الأولى من حيث الاستخدام في محافظة مسقط بنسبة تبلغ حوالي 39%.. ولاستخدام المياه المعبأة آثاره الاقتصادية والبيئية على المجتمعات، فبالإضافة إلى أنها تشكل عبئا على ميزانية الأسر فإنَّ التخلص من الزجاجات البلاستيكية التي تعبأ بها المياه والملصقات والأحبار تظل خبرا مقلقا على البيئة.

وعلى الرغم من انتشار نظام الأفلاج التي تمثل جزءا مهمًّا من المجتمعات العمانية، إلا أنها لا يستخدمها سوى 0.6% من السكان كمصدر لتوفير المياه المنزلية.

والجدير بالذكر أنَّ الموارد المائية بالسلطنة تشمل نوعين رئيسيين؛ هما: الموارد المائية التقليدية التي تشمل المياه السطحية والجوفية 84%، والموارد المائية غير التقليدية وتشمل مياه التحلية ومياه الصرف الصحي المعالجة وتمثل حولي 16% من جملة الموارد المائية.

ويقدر متوسط اجمالي كمية الأمطار التي تسقط على السلطنة بحوالي 9.5 مليار متر مكعب سنويا يتبحر منها حوالي 80%، كما أنَّ المتوسط السنوي لجريان الأودية بالسلطنة يقدر بحوالي 211 مليون متر مكعب.

وتساهم المياه الجوفية العذبة بحوالي 85% من الموارد المائية بالسلطنة.. وتنتج الأفلاج ما يقارب من 680 مليون متر مكعب من الماء سنويا. ووصل عدد العيون المائية حوالي 68 عينا مائية والآبار 167 ألف بئر.

وتبلغ السعة التخزينية للمياه الجوفية شبه المالحة 23.5 مليار متر مكعب، فيما تقدر السعة التخزينية للبرك والأحواض 78 ألف متر مكعب.

واحتجزت السدود منذ إنشائها حوالي 997 مليون متر مكعب وهو ما يعادل 78% من إجمالي كمية التغذية الجوفية السنوية بالسلطنة والتي تبلغ 1.3 مليار متر مكعب.

وفي الموارد غير التقليدية، بلغ إجمالي عدد محطات التحلية بالسلطنة 94 محطة؛ منها: 47 محطة لتحلية مياه البحر، و47 لتحلية المياه الضاربة في الملوحة، وتنتج هذه المحطات 197 مليون متر مكعب سنويًّا.

كما يوجد بالسلطنة 360 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بمختلف مناطق السلطنة تتراوح إنتاجيتها ما بين 25 إلى 20 ألف متر مكعب يوميًّا. والواضح أنَّ مصادر المياه الحالية لا يمكن أن تلبي الطلب المستقبلي، وأن السلطنة ستواجه فعليًّا أزمة مياه لا يمكن تجاوزها إلا بجهود مضاعفة.

تعليق عبر الفيس بوك