"بيئة" تدشن المردم الهندسي بولاية بركاء باستلام أول شحنة من النفايات البلدية.. اليوم

مسقط - الرؤية

يستلم مردم بركاء الهندسي اليوم أول شحنة من النفايات البلدية القادمة من محافظة جنوب الباطنة وأجزاء من محافظة مسقط وذلك بالتنسيق مع وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، حيث يعتبر مردم بركاء الهندسيالذي انتهت الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة" من أعمال تجهيزه مؤخراً من المرادم الحديثة التي صممتبحسب المواصفاتوالاشتراطات البيئية المعتمدة دولياً، وقد حرص المختصون بشركة "بيئة" على التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة ممن لها باع طويل في إدارة قطاع النفايات على مستوى العالم. حيث تهدف إستراتيجية الشركة للحد من مخاطر الأضرار الصحية والبيئية لمواقع الطمر التقليدية القائمة حالياً، وسعيًا منها إلى توفير مواقع هندسية صحية صديقة للبيئة للتعامل مع مختلف أنواع النفايات بالسلطنة بالشكل الآمن.

وأوضح هلال بن خلفان النعماني نائب الرئيس التنفيذي لقطاع النفايات البلدية بشركة "بيئة"، أن حجم المردم يتسع لـ 1.5 مليون متر مكعب من النفايات البلدية، أي أنه مهيأ لاستقبال ما يقرب من1100 طن من النفاياتالبلدية يومياً في مرحلته الأولى، أي ما يعادل401,500طن سنوياً.

مشيرا إلى أن الشركة قامت بعمل دراسات لتقييم الأثر البيئي والإجتماعي والصحي عن طريق إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال قبل إنشاء مردم بركاء الهندسي وأن المكون الرئيسي للمردم يتكون من خلايا ردم النفايات التي تكون محمية تماماً بواسطة طبقات عازلة حسب المواصفات العالمية المعتمدة وتزود هذه الخلايا أيضاً بنظام لتجميع العصارة والغازات الناتجة عن التحلل والتي يتم تجميعها ونقلها ومن ثم معالجتها في محطات معالجة خاصة بموقع المردم، إلى جانب نظام مراقبة بيئية يعمل على مدار الساعة.

ويقع مردم بركاء الهندسي على مساحة 204 آلاف متر مربع ويشمل الخلية الأولى بمساحة 170 ألف متر مربع. والمردم محاط بسور ويشتمل على بوابة للتحكم في الدخول للموقع، كما يحتوي أيضاً على موازين لقياس وزن شاحنات النفايات قبل إفراغها للنفايات وذلك لمعرفة كمية النفايات البلدية التي تصل إلى المردم بشكل يومي. ويحتوي المردم على مبنى إداري ومبنى للعمال وورشة للأعمال الفنية ومحطة وقود.علما أن الأعمال الإنشائية قد تم الانتهاء منها في ديسمبرعام 2014 وتم تجهيز المردم للتشغيل خلال الربع الأول من العام الحالي.

ولفت النعماني إلى أن إنشاء هذا المردم يأتي كجزء من منظومة "بيئة" لإرساء البنية الأساسية الضرورية لقطاع إدارة النفايات بحيث تكون قادرة على استيعاب الزيادة المضطردة في حجم النفايات الناجمة عن التوسع السكاني والتنموي في السلطنة. والجدير بالذكر أن المنظومة عند إكتمالها ستتكون من ما يقرب من 12 مردماً هندسياً متوزعة في مختلف محافظات السلطنة مصممة وفقاً للمواصفات الهندسية والبيئية المعترف بها عالمياً، وتتناسب مع ظروف كل محافظة لضمان التخلص من المشاكل الحالية الناتجة عن الوضع القائم في مواقع الطمر التقليدية. وأضاف هلال النعماني إلى أن هذه الخطة ستمكن الشركة من البدء في عملية إغلاق أماكن الطمر في المحافظات المختلفة علماً بأن الشركة قد بدأت فعليا في تأهيل بعض مواقع الطمر التقليدية الرئيسة وأن إغلاق ومعالجة التأثيرات البيئية الناتجةعن مواقع الطمر الحالية يأتيان في طليعة الإهتمام حيث تم مؤخراً إغلاق وإعادة تأهيل 6 مواقع طمر تقليدية بمحافظة الداخلية.

وحول هذا الموضوع، أفاد هلال بن خلفان النعماني نائب الرئيس التنفيذي لقطاع النفايات البلدية إلى أن المختصين بشركة "بيئة" يدركون حجم الاثار البيئية والصحية الناتجة عن المكبات التقليدية التي تنتشر حاليا في محافظة جنوب الباطنة. حيث توضح البيانات المتوفرة أن الطرق التقليدية المتبعة حاليا للتخلص من النفايات تتسبب في نشوب الحرائق الفجائية التي باتت مصدر قلق للمواطن والمقيم على حد سواء. كما أن عمليات الردم التقليدية تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في زيادة مستوى الانبعاثات الغازية التي تؤثر على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به، من خلال إنتشار بقع التلوث بشتى أنواعه، وتزايد إنبعاثات الغازات من جرّاء إندلاع الحرائق وإنبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الإحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان. كما أن الطرق التقليدية المتبعة في التخلص من النفايات لا تتضمن أي طبقات عازلة لقاع وجوانب المردم، مما يؤدي إلى تسرب السوائل الناتجة عن تحلل النفايات إلى التربة والمياه الجوفية، وبالتالي تلويثها وهو ما تؤكده دراسات فنية متخصصة.وعلى ضوء ذلك، يأتي تدشين مردم بركاء الهندسي كحل جذري للمشاكل البيئية والصحية الناتجة عن المكبات التقليدية في محافظة جنوب الباطنة.

وتم التنسيق في وقت سابق مع المديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بجنوب الباطنة لتحويل جميع النفايات البلدية التي يتم تجميعها من مختلف ولايات المحافظة إلى المردم الهندسي الجديد وبالتالي إغلاق مواقع الطمر التقليدية الحالية وتسويرها بسياج حديدي لضمان عدم طمرأي نفايات جديدة بها، وتعمل على البدء كخطوة أولى على غلقها وإعادة تأهيلها على النحو المتعارف عليه فنياً و بيئياً.

تعليق عبر الفيس بوك