الرؤية - خلود الكمزارية
في ظل الطفرة التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم، يسعى كثيرون إلى الاستفادة من التطبيقات الحديثة في الجوانب المفيدة للإنسان، ومن هذه التطبيقات البرامج الدينية التي تساعد المسلم على قراءة القرآن وحفظه وقراءة الأذكار والأدعية، وغيرها من الخطوات التي تساعد المرء خلال شهر الصيام.
وأكد مستخدمون أنّ يوظفون هذه التكنولوجيا في رمضان، سعيًا منهم لاكتساب ثواب هذه البرامج ونشرها، لكنهم استنكروا في الوقت ذاته أنّ البعض يستخدمها فقط في نهار رمضان خلال ساعات الصيام فقط، فيما يعودون إلى البرامج الأخرى وتبادل النكات والمواقف الساخرة بعد الفطار.
وقالت إسراء عبد الله باعقبة (طالبة): "استخدم هاتفي في رمضان في قراءة القرآن الكريم والتسبيح عن طريق التطبيقات الخاصة بذلك، كما أني أخصص وقتًا لإرسال الرسائل الدينية والأدعية ورسائل التهنئة بحلول هذا الشهر الكريم، كما لا أتوقف عن إرسال الرسائل الأخرى الاعتيادية التي قد تكون توعوية أو ثقافية ومعرفية". وأضافت باعقبة أن هناك فروقا واضحة في محتوى الرسائل المتبادلة بين الأصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي في رمضان وغير رمضان.
وأضافت أن الرسائل في رمضان تأخذ الطابع الديني عن طريق النصح والإرشاد والتذكير بالدعاء وغيره، وفي الجانب الآخر هناك من يتحدث عن المسلسلات والبرامج التي تعرض في هذا الشهر وأيها أفضل للمشاهدة.
فيما قال علي حسن الكمزاري (موظف) إن المستخدمين يكثرون من استخدام التطبيقات الذكية في شهر رمضان لاسيما التطبيقات المتعلقة بأمور الدين مثل تطبيق القرآن الكريم بما يمكن المستخدم من قراءة القرآن في أيّ وقت وأيّ مكان بكل سهولة. وأضاف: "أخصص كل يوم عدة صفحات لأقرأها، وأنهي عدة ختمات بواسطتها خلال الشهر، بالإضافة إلى تطبيق الأذكار الذي يقوم بتذكيري بمواعيد أذكار الصباح والمساء وأدعية متعددة في كل وقت، وهذا يساعدني على حفظ الأذكار والأدعية أيضًا". وتابع أنّه يستخدم حساباته على تويتر وواتس آب وانستجرام، في نشر الرسائل والصور الدينية وبعض المقتطفات الدينية لتذكير الأصدقاء بالمحافظة على الصلوات والأذكار الدينية، مثل الدعاء عند الفطور والسحور وغيرها، لاكتساب الأجر في هذا الشهر الكريم، فهو شهر عبادة وكل كلمة نقولها نحاسب عليها. وزاد أنه شارك عبر تويتر في برنامج الصدقة الذي يقوم بنشر الأذكار والرسائل الدينية في حسابي الخاص، مؤكدا أنّ التطور في هذه التطبيقات والبرامج يساعد المرء على استخدامها بما يتناسب مع أجواء رمضان.
فيما تحرص أزهار الدفاعية (طالبة) على قراءة الأدعية وقصص القرآن والاستماع إلى القرآن الكريم في شهر رمضان بواسطة هاتفها الذكي، وتقول: "أنصت إلى القرآن الكريم تارة، وتارة أسمع بعض الأناشيد الدينية أثناء نهار رمضان، حيث تبعث على السكينة، وقد اعتدت على تخصيص رسائل في هذا الشهر أرسلها بشكل أسبوعي للأهل والأقارب، كما أقتني رسائلي بما يتناسب مع هذا الشهر الفضيل، وأحب كثيرا مشاركة مواقف رمضانية من حياة الصحابة أو التابعين، وأهوى قراءة الحكم الرمضانية التي تنبه الفرد إلى عاداته الرمضانية كي يجعل من رمضان محمل بالعديد من العادات الطيبة التي تحصنه طيلة أيام السنة، وليس فقط في رمضان. لكن الدفاعية تقول إنها لا تستخدم التطبيقات الدينية في الهاتف كثيرًا، حيث تفضل غلقها لتفادي الانشغال بها عن العبادات في رمضان، مشيرة إلى أنها تكتفي بالواتس آب وتويتر، حيث فيهما مشاركات دينية متنوعة تساعدها على العبادة واكتساب معلومات رمضانية جديدة. وأوضحت أن لرمضان نكهة خاصة في التعامل مع الهواتف، لكنها انتقدت تصرفات البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذا غالبا ما تكون الرسائل التي يتم تداولها في النهار دينية وتحفز على الصلاة والعبادة واستذكار نعم الله، فيما تتحول إلى النقيض بعد الفطور، ويغلب عليها طابع التنكيت والمرح.
حفظ القرآن
وقالت بتول اللواتية: "لدي برنامج للقرآن يسهل علي حفظ الآيات التي أريدها عن طريق ضبط سرعة القارئ وعدد الآيات وتكرارها طيلة اليوم والتحكم بحجم الخط، وهو برنامج "حفظ القرآن"، واستخدمه للقراءة ومحاولة الحفظ، وهناك أيضا برنامج للأذكار المتنوعة التي أقرأها وقت الفراغ، وبعض هذه البرامج لها ميزة في التنبيه من خلال إصدار صوت أو نغمة خاصة، واستخدام هذه التطبيقات في العبادة سهل جدًا ولا يحتاج إلى أي مجهود، لاسيما وأن الجميع يملك هاتفا ذكيا، يذهب به في كل مكان، ومن السهل تصفح الصفحات الإلكترونية الدينية ومشاهدة الروابط والصور والفيديوهات الإسلامية، ورغم كثرة الرسائل الدينية والأدعية والنصائح في هذا الشر إلا أنني لا أخصص رسائل معينة لإرسالها في رمضان فقط كما يفعل البعض".
أما مريم الشحية فقالت إن من الأنشطة المميزة لشهر رمضان الحرص على قراءة القرآن والأذكار والتسبيح والتهليل، إذ إنه شهر العبادات، مشيرة إلى أن من الإيجابيات التي تقدمها التكنولوجيا للمسلم في رمضان إمكانية تحميل التطبيقات الدينية. وأضافت أنه بات من الممكن قراءة القرآن الكريم عبر الهاتف وقراءة أذكار الصباح والمساء، والاطلاع على الرسائل الدينية على واتس آب، وكذلك الفيديوهات التي تحتوي على محاضرات دينية أو مناجاة أو أدعية وغيرها. وزادت أن للهواتف الذكية دور في التواصل الاجتماعي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فمن خلالها يمكن التواصل مع الأصدقاء والأقارب وغيرهم وتبادل تلك الرسائل فيما بيننا، بالإضافة إلى المجموعات التي يتم إنشاؤها عبر الواتس اب، فهي مفيدة لمناقشة الأمور الدينية خاصة في رمضان، إذا يتسابق الجميع لاكتساب الأجر والثواب.
وقالت حليمة علي: "يغلب على رسائل رمضان الطابع الديني في النصح والإرشاد، كما أنها تكثر خاصة قبل الفطور، فالجميع يرى في رمضان فرصة لزيادة العبادات، واستخدم الهاتف الذكي في تحميل برامج تساعد على حفظ القرآن الكريم من خلال الاستماع إليه بصوت القارئ الذي أريده، أو من خلال قراءة الصفحة التي أريدها، كما أن بعض التطبيقات توفر لنا نماذج من قصص الأنبياء والصحابة، فأصبحنا لا نستطيع الاستغناء عن هواتفنا حتى في رمضان، لكن نوظفها بأمور مفيدة، كما أننا نخصص رسائل تناسب هذا الشهر".
وقال يوسف لتوم: "بات من السهل قراءة القرآن ونشره وقراءة الأذكار والأدعية عبر تطبيقات الهواتف الذكية في أجهزة الأندرويد والآيفون، وبحلول رمضان يتغير نمط الرسائل المتبادلة في شبكات التواصل الاجتماعي، بعد ما كانت تكثر رسائل الطرائف والنكات أصبح الناس يهتمون بالرسائل الدينية، ونشر كل ما هو متعلق برمضان، وما تحمله من أجواء روحانية، وليت تلك الأجواء تستمر حتى بعد رمضان، بالإضافة إلى اجراء مسابقات دينية عبر تويتر وفيسبوك وغيرهما". وأكد أن هذه التطبيقات وسائل تحتوي على أحاديث دينية وقصص قرآنية ومعلومات مفيدة للقراءة والاستماع ويمكن ضبطها حسب الحاجة.