السلطنة تشارك في ندوة الملكيّة الفكريّة والموارد الوراثيّة والمعارف التقليدية بجنيف.. اليوم

مسقط - الرؤية- العمانية

تشارك السلطنة ممثلة بالهيئة العامة للصناعات الحرفية في الندوة الدولية حول الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي غير المادي والتي تنظمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الوايبو" بمدينة جنيف في سويسرا خلال الفترة من 23- 25 يونيو الجاري.

وتناقش الندوة عدداً من المحاور أبرزها التفاعلات والأبعاد الإقليميّة والدولية لمبادرات الملكية الفكرية وصون الموروثات والمعارف الثقافية غير المادية بالإضافة إلى الاطلاع على عدد من والتجارب والدراسات المتعلقة بتعزيز كفاءة برامج ومشاريع حماية الملكية الفكرية لدى الدول الأعضاء بالمنظمة

وانطلاقاً من التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- بأهمية الحفاظ على الصناعات الحرفية باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الهوية والثقافة الوطنية تحرص الهيئة العامة للصناعات الحرفية بكل جهد وعزيمة على الحفاظ على المنجزات والمكتسبات الحرفية المتحققة وتطويرها وفق معطيات روح العصر.

وشهد القطاع الحرفي العُماني نمواً قياسياً ونقلة نوعية في مختلف مجالات العمل والأداء الحرفي وتلبية للرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه- للحفاظ على الموروثات الحرفيّة وتعزيز الدافعية الذاتية للإقبال عليها، وتنفيذاً للتوجيهات السامية لعاهل البلاد المفدى حققت الهيئة أعلى مستويات الرعاية والدعم والتأهيل والتدريب والإنتاجية، مجسدةً بذلك مبادئ التطوير والتحديث الرشيد الذي يقوم على أساس احترام مهن الآباء والأجداد والحفاظ على الهويّة الوطنية للبلاد.

وتأسيساً لرؤية السلطنة نحو تجويد أطر التنمية الشاملة والبناء المستدام تسعى الهيئة وبشكل دؤوب لتوفير وإيجاد فرص وظيفيّة للشباب العُماني الموهوب في مختلف مجالات العمل من خلال مشاريع التدريب والإنتاج الحرفي والتي تستقطب العديد من الطاقات الوطنية المطوّرة والمبتكرة.

وتعد المراكز الحرفيّة من المشاريع الرائدة في تجويد العمل والإنتاج الحرفي من خلال إسهاماتها في توطين المعارف والتمكين الحرفي وفي هذا المجال قامت الهيئة بإنشاء مراكز مخصصة للتدريب والإنتاج بهدف الدفع باستمرارية الصناعات الحرفية إلى جانب المساهمة في عملية تطوير القطاع الحرفي عبر تأمين كوادر عُمانية مدربة ومؤهلة حتى تتمكن من دخول سوق العمل إلى جانب التشجيع على إيجاد ثقافة العمل الحر وبناء المؤسسات الحرفيّة الصغيرة والمتوسطة، وتحرص الهيئة على تنفيذ مشاريع حرفيّة تتناسب مع احتياجات البيئات الحرفية من أجل إتاحة أكبر قدر من فرص إلحاق الكوادر الحرفية العُمانية بمختلف برامج التأهيل والتدريب الحرفي تأكيداً على دور الحرفيين في تطوير الأداء .

ومؤازاة لجهود الهيئة تتم رعاية الحرفيين بصور متعددة من خلال تقديم الدعم المادي أو بتوفير الآلات والمعدات والأدوات الحديثة كما عززت الهيئة برامج للدعم والرعاية المتكاملة الابعاد للحرفيين سواء على الصعيد الإنتاجي أو القدرة التموينية المتعلقة بتأمين كافة مسببات استمرارية الحرف، وفي هذا المجال تم تدشين مبادرات متنوعة كالدعم النقدي والتمويني بالإضافة إلى الاستشارات التصميميّة وخدمات التقييم الحرفي للمنتجات الحرفية المطابقة للمواصفات العُمانية للموروثات الحرفية المطورة.

ويشهد القطاع الحرفي تطوراً ملحوظاً في إرساء دعائم الإنماء والتطوير الحرفي من خلال طرح مبادرات حرفيّة شاملة لدعم ورعاية الحرفيين وفي هذا المجال استحدثت الهيئة مشروع خاصاً بإنشاء القرى الحرفية في عدد من ولايات السلطنة بهدف ضمان استمرارية المهن التقليديّة والصناعات الحرفيّة وتمّ دعم تلك التجمّعات بأحدث المعدات والتقنيات المطوّرة للعمل الحرفي، كما تمّ تطبيق مبادرة الحقيبة الحرفية لأول مرة، وهي مبادرة تهدف إلى تأمين نوعي وريادي للحرفيين بطرق وتقنيات مبتكرة تسهم في تعزيز الإنتاج وتطويره لمنتسبي التجمعات الحرفيّة.

وأوضحت المؤشرات الإحصائية ارتفاع أعداد الحرفيين في كافة محافظات السلطنة وفق ما أظهرته أحدث البيانات وشهد السجل الحرفي خلال عام 2014م ارتفاعًا بنسبة 17.76% مقارنة بنفس الفترة من العام 2013م حيث قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بحصر جميع الحرفيين في السلطنة بهدف التعرف على الإحصائيات الدقيقة للحرفيين بالإضافة إلى أنواع الصناعات الحرفية العمانية والتوزيع الجغرافي لها بالإضافة إلى الحرص نحو تحديد الخصائص الديموغرافية والاجتماعية للحرفيين من حيث النوع والسن ومدى التفرغ لممارسة الحرفة من أجل وضع الخطط اللازمة لتدريب الحرفيين وتطوير قدراتهم ومهاراتهم وفقا للاحتياجات الفعليّة لكل نوع من أنواع الصناعات الحرفية، وتشير آخر البيانات الإحصائية للحرفيين إلى وجود أكثر من ثلاثة عشر ألف حرفي وحرفيّة بمختلف ولايات السلطنة وذلك حتى نهاية عام 2014م.

وتحرص الهيئة وبشكل علمي على مُواءمة الزيادة في عدد الحرفيين من خلال تنفيذ مجموعة متكاملة البرامج التأهيلية والتدريبية وقد بلغ عدد برامج التدريب والتأهيل المنفذة وعدد المنتسبين إليها خلال 2014-2015م أكثر من 50 برنامجاً تدريبياً وتأهيلياً بواقع استفادة لحوالي 600 حرفي وحرفية.

وتتبنى الهيئة ثقافة مؤسسية ترتكز على توفير بيئة عمل منظمة للأداء وفي هذا المجال تمّ توفير حلول جديدة متنوّعة ومبتكرة من أجل تحقيق الإجادة الحرفيّة وتمّت الاستفادة من توظيف مخرجات البيئة المحليّة بهدف إيجاد منتج حرفي وطني متكامل وفي هذا الإطار نفّذت الهيئة خطة إنتاجيّة لصناعة حزام الخنجر من النسيج القطني وفي إطار الحرص على تأصيل إنتاج جميع أجزاء الخنجر، كما توصل عدد من الباحثين والمختصين بالهيئة إلى اكتشاف نوع من التربة المحليّة المستخدمة في إنتاج صناعة الفخاريات المبتكرة من البيئة المحلية ويمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية على مستوى كفاءة الإنتاج الحرفي.

وقد أنهت الهيئة مؤخراً مشروعاً توثيقياً لتصنيف وتوصيف الصناعات الحرفية العُمانية، ويعد المشروع مرجعاً موحداً لتصنيفات الحرف العُمانية وتمّ من خلاله إنجاز المشروع وحصر مختلف الأنشطة الحرفية العُمانية وتوثيقها وجمعها تحت منظومة واحدة كما سيسهم المشروع في إيجاد أرضية لعمل مناهج تدريب حرفي لمختلف الصناعات الحرفية وتوفير مرجع للباحثين والمهتمين بقطاع الصناعات الحرفية.

ودشّنت الهيئة العامة للصناعات الحرفية خلال الفترة من 2005 إلى 2014 حوالي 30 منفذاً تسويقياً بمختلف محافظات السلطنة، فيما بلغ عدد المشاريع الحرفية 115 مشروعاً حرفياً تقوم بتسويق منتجات حرفيّة متنوعة لجميع الحرف أشهرها: البخور والعطور والفخار والخزف والنسيج والفضيّات والمنتجات النحاسيّة.

وتواصل الهيئة تدشين منافذ جديدة لبيع المنتجات الحرفيّة وتمثل تلك المنافذ ترجمة لمحور دعم الحرفيين حيث يتم شراء المنتجات الحرفيّة المطورة من الحرفيين ومن ثم إعادة بيعها من خلال المنافذ الحرفيّة من أجل الأخذ بمسببات نجاح المشاريع الحرفية للشباب الواعد والمنتسب للقطاع الحرفي.

ويعد البيت الحرفي العماني أحد أبرز المنافذ التسويقيّة للصناعات الحرفيّة حيث تعمل تلك البيوت على تعزيز الاستثمار الحرفي وبإتاحة الفرص أمام الحرفيين لإدارة مشاريع الترويج لمنتجاتهم الحرفية، وتأسيساً لهذا النهج تم خلال هذا العام تدشين عدد من بيوت الحرفي العُماني بالإضافة إلى إنشاء أسواق حرفيّة في كل من ولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية وولاية البريمي بمحافظة البريمي وولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة كما سيتم قريباً الإعلان عن افتتاح منافذ حرفية جديدة.

تعليق عبر الفيس بوك