"اتحاد الكتاب العرب" يشيد بدور السلطنة في حل الخلافات العربية وترسيخ ثقافة التسامح

الأعضاء أكدوا أن التفاعل الفكري بديل ناجح لـ"صراع الحضارات"-

مسقط- الرؤية-

أشاد البيان الختامي لاجتماعات اتحاد الكتاب العرب بالدور الإيجابي الذي تقوم به السلطنة في السعي نحو الصلح بين الأطراف العربية المتنازعة، والعمل على تجسير هوة العلاقات الأخوية بينها،والسعي لحل المشكلات التي تعاني منها بالطرق السياسية والدبلوماسية السلمية، كما أثنى البيان على سعي السلطنة الحثيث لإيجاد حل للأزمة اليمنية.

وأكد بيان الحريات- الذي أصدره الاتحاد في ختام أعماله في مدينة طنجة المغربية- على دور السلطنة في الترسيخ لثقافة التسامح والتوافق المجتمعي رغم التعددية في المجتمع. وكانت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء قد تلت أمام الاتحاد العام للكتاب العرب بيان الحريات الخاصة بالسلطنة والذي أعدته الجمعية وأشاد بسعي الدولة نحو ترسيخ ثقافة التسامح والوئام بين أبناء المجتمع والدفع بمختلف الحريات إلى الأمام.

وصدر عن اجتماعات الكتاب العرب في مدينة طنجة المغربية بيان ثقافي، أكد فيه الكتاب والمثقفون رفضهم لتهميش العديد من الحكومات والسلطات العربية للمثقفين، والنظر إلى الثقافة والمثقفين بصفتهم مشكلة، على الرغم من كونهم قاطرة أي مجتمع حديث للتغيير، الوضع الذي أسهم في إضعاف دور الثقافة والمثقفين، فزادت حدة الاحتراب بين أبناء الهوية الواحدة، ووجدت دعاوى التعصب والإرهاب تربة صالحة تعيش فيها، ويستثمرها أعداؤها.

وأكد الكتاب والمثقفون العرب على أن أمن الوطن العربي، يكمن في أمنه الثقافي، وأن أمنه الثقافي في أمن مثقفيه، الأمر الذي يتطلب من الحكومات العربية أن تكون الثقافة في سلم الأولويات، كي يستطيع الأدباء والكتاب أن يلعبوا أدوارهم التنويرية والفكرية المنوطة بهم، وذلك من خلال استراتيجية ثقافية مشتركة ومتكاملة لتجفيف منابع الإرهاب الذي بدأ يهدد الوطن العربي برمته.

وطالب الكتاب والمثقفون السلطات العربية بأداء استحقاقات الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات الأدبية العربية، وجميع المنظمات المعنية بالثقافة، وتقديم الدعم اللازم لها لتتمكن من أداء دورها على الوجه المأمول.

وأدان المجتمعون ما تعرض له التراث المادي والمعالم الأثرية والمعمارية والمتاحف في عدد من الدول العربية من اعتداء وتدمير وسرقة وتشويه على أيدي التنظيمات الإرهابية المشبوهة، فضلاً عن التراث والموروث العربيين في فلسطين المحتلة، اللذين يتعرضان بصورة مخطط لها ومنتظمة للسرقة والتهويد.

كما رفض المجتمعون ما تتعرض له الهوية العربية من شرذمة وتجزئة، وما يتبع ذلك من التفكيك والانقسام على المستوى السياسي، ويرفضون المشاريع الخطيرة التي يجري تنفيذها على الأرض لخلق واقع جديد يؤدي إلى تقسيم البلدان العربية وتأسيس كيانات قائمة على صراع الهويات، وينبهون إلى الدور السيئ الذي يلعبه عدد من منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان الممولة من الخارج؛ حيث يرون أن مردّ ذلك كله تغييب الهوية العربية الجامعة.

وطالب المجتمعون بإعادة الاعتبار للهوية العربية بصفتها هوية جامعة في مقابل الهويات الفرعية والمذهبية والطائفية. داعين إلى تعزيز الثقافة العربية الجامعة وحمايتها من كل أشكال التجزئة؛ هو الضمانة الأولى للمحافظة على الوحدة الثقافية والهوية العربية المقاومة لكل عناصر تجزئة الهوية والضعف والانغلاق.

وشدد الاتحاد على أهمية مكافحة "الأمية الثقافية" لخطورة هذه الأمية في خلق مساحات تسمح بصعود تيارات التطرف والإرهاب والعنف والجهل، بدلاً من قيم الحوار والجدل والتنوع والوعي. معتبرين مواجهة هذه الأمية مسؤولية مشتركة يلزم معالجتها على كل الأصعدة التربوية والجامعية والإعلامية والفكرية، خصوصًا بعدما تراجعت مبادئ الدين الداعية إلى العدل والحق والحكمة والموعظة الحسنة، لصالح صعود صور جديدة من التدين الخاطيء القائم على العنف والكراهية والتعصب والإرهاب.

ودعا البيان إلى الاهتمام باللغة العربية وتعزيز مكانتها بوصفها عنصرًا جوهريًّا من عناصر الهوية العربية، وأنه لا يمكن تجديد الخطاب الديني دون الاهتمام باللغة العربية، ورد الاعتبار إلى المثقف العربي التنويري. كما يرفض الأدباء والكتاب العرب ما تتعرض له اللغة العربية من إهمال، استمرارًا لتهميش الثقافة والمثقفين، ويرون أن اتقان العربية يجب أن يكون شرطًا من شروط التعيين في الوظائف الحكومية في الدول العربية, ويدعون كل المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية والمجامع اللغوية إلى مزيد من الجهد في سبيل أن تستعيد العربية مكانتها التاريخية المستحقة، لتسهم في الحفاظ على الهوية العربية الجامعة المشتركة.

وأكد المجتمعون في بيانهم على أن مبادئ التفاعل الثقافي هي البديل عن "صراع الحضارات"، وفي سبيل ذلك يدعمون مشروع "طريق الحرير الثقافي" بوصفه طريقًا ثقافيًّا يهدف إلى تجديد قيم التواصل والتبادل الثقافي على المستوى العالمي، ويدعون إلى إنشاء مركز خاص يعنى بكل ما يستعيد روح التفاهم والحوار والتفاعل القائم عل احترام الخصوصات الثقافية، حيث يمكن أن يكون هذا المشروع عنوانًا بديلاً لدعاوى العولمة والقرية الكونية الواحدة التي تقوم على حُطام القرى جميعًا، قرية واحدة يمارس فيها مركز ثقافي وتقني غربي متقدم فرض ثقافته بوصفها حضارة ينبغي تعميمها على سكان الكرة الأرضية كلهم.

وطالب الكتاب والأدباء العرب الدول العربية بإيلاء ثقافة الأطفال وأدب الأطفال والناشئة اهتمامًا نوعيًّا في هذه المرحلة، لما لذلك من دور تربوي في تنشئة الأجيال الجديدة على القيم التنويرية الكفيلة بحمايتها من الوقوع في شراك قوى الإرهاب والتعصب والظلامية.

كما جدد الكتاب العرب وقوفهم مع ثقافة المقاومة بكل صورها وأشكالها، ويجددون رفضهم لكل أشكال التطبيع. كما يؤكدون موقع القضية الفلسطينية المركزي الوجود في الثقافة العربية، وفي سياق ذلك دعوا إلى دعم الثقافة الفلسطينية المقاومة، مع إيلاء الاهتمام بالكتاب والمثقفين في المناطق المحتلة منذ عام 1948، وضرورة أن تفتح لهم الأبواب والنوافذ الثقافية العربية لفك حصار الاستهداف والاحتواء والتهويد، كما وجهوا التحية لأولئك الأدباء على صمودهم ودورهم في المحافظة على الثقافة العربية الفلسطينية تحت حراب الاحتلال،كما يدعو المجتمعون إلى أهمية تعزيز دور ثقافة المقاومة بكل السبل الممكنة، في الأقطار العربية كافة.

تعليق عبر الفيس بوك