الجبل الأخضر مهوى قلوب السياح ومتنفس طبيعي يلامس السحاب

مسقط - الرؤية

يعتبر الجبل الأخضر من أهم المعالم السياحية في سلطنة عمان، ويتميز بارتفاعه الشاهق حيث يمثل أعلى قمة في السلطنة، بل وعلى مستوى دول الخليج العربية. كما أن يتمتع بدرجات حرارة معتدلة في فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة في المنطقة بأكملها، فهو يقي زائريه حر الشمس، فعندما تقترب منه تأخذك هيبة المكان وسحره وشموخه ،فتتمعن بخيالك في ما تكتنزه أعاليه من سمو يعانق الغيوم وأرض مليئة بالتاريخ الإنساني والجيولوجي.. إنه جزء من جبال الحجر تلك السلسلة التي تمتد في سلطنة عمان شرقا وغربا.. ويتمتع بالهدوء والقرى القديمة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ.

كما أن واحد من المزارات السياحية المهمة بمحافظة الداخلية ونقطة جذب هامة لكثير من السياح، حيث يأتي في مقدمة المواقع التي يتم الترويج لها كوجهة سياحية مميزة نظراً لروعة الطقس فيه على مدار العام وطبيعته الساحرة .

ويتميز الجبل الأخضر أيضا بوجود صناعات حرفية مختلفة يقوم الأهالي بمزاولتها مستخدمين المواد الطبيعية الموجودة في المنطقة، ومن أشهر هذه الصناعات صناعة ماء الورد وصناعة النسيج والذي يبرز بشكله المتميز وألوانه الجذابة. كما يتمتع الجبل الأخضر بوجود قرى جبلية قديمة تنتشر على ضفاف الأودية والمنحدرات منها قرية العين وقرية وادي بني حبيب والعقر وسراب وغيرها. ويقصده الكثير من السياح من المواطنين و الأجانب ليس من أجل الترفيه فقط وإنما للمغامرة و الاستكشاف فضلا عن الاستمتاع بجمال الطبيعة. ويعتبر اعتدال المناخ وانخفاض درجات الحرارة من العوامل الجاذبة للسياحة في الجبل الأخضر، ولكنها ليست العامل الوحيد فكثير من السياح أكدوا أن سكانه بمثابة قلب وروح المكان، حيث يستقبلون الضيوف بترحاب ويساعدونهم على التعرف على عادات وتقاليد المجتمع.

10 آلاف قدم فوق سطح البحر

ويقع الجبل الأخضر ضمن سلسلة الحجر الشرقي لسلطنة عمان ويمتاز بإرتفاعه الشاهق الذي يبلغ عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر، ويتميز بمناخ فريد من نوعه يقترب من مناخ البحرالأبيض المتوسط، حيث اعتدال درجات الحراره صيفا والبرودة الشديدة شتاءً، ويوجد به عدد من الكهوف والأغوار.

كما يشهد الجبل الأخضر سنويا العديد من المواسم الزراعية التي يتم فيها حصاد الرمان والخوخ والجوز واللوز والمشمش ومحصول الورد.. وتعتبر ثمار الرمان من أشهى الفواكه في العالم وقد حظيت بهذه المكانة نظرا لمذاقها الذي ليس له مثيل. ويظل الجبل الأخضر بتنوع مكوناته واعتدال درجة حرارته هو الوجهة المفضلة للسياحة الصيفية بالسلطنة. ففي الوقت الذي تشتد فيه الحرارة في معظم محافظات سلطنة عمان بصفة خاصة و منطقة الخليج بصفة عامة ، نجد أن هناك مناطق في عمان تنخفض فيها درجة الحرارة ، حيث تعتدل درجة الحرارة عند مستوى 22 درجة لتهبط في فصل الشتاء الى 5 درجات مئوية ، مما يجعله مقصدا سياحيا . ويحظى الجبل وحده بعدد زوار يتجاوز 152 ألف زائر سنويا وفق إحصاءات العام الماضي) وتتوفر فيه العديد من الاستراحات وأماكن الضيافة والشقق الفندقية والشقق السكنية التي يديرها الأهالي . من جانب آخر يتميز الجبل بالمدرجات المنتظمة الخضراء وهطول الأمطار طوال العام مما أضفى عليه طبيعة ساحرة . ويشتهر الجبل بإنتاج ماء الورد باستخدام طرق تقليدية تم توارثها عبر الأجيال ويتم استخلاص ماء الورد في فصل الربيع.

الحياة البرية والفطرية

تنتشر في الجبل الأخضر الحياة البرية والفطرية والعديد من المحميات الطبيعية التي صدرت بشأنها مراسيم سامية باعتبارها مناطق صون حيث تعيش هناك أنواع عديدة من الحيوانات والطيور النادرة مثل الصقور إضافة الى الوعل الجبلي والغزلان والذئاب والفهود التي تعيش في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها. وأهم ما يميز الجبل هو طبيعته الخلابة وبيئته المصانة وهو المنطقة الوحيدة التي تنمو فيها أشجار العرعر، أو العلعلان بلغة أهل الجبل، التي قد يتجاوز عمرها 400 عام. فضلا عن أن زيارة الجبل الأخضر توفر للسياح والزوار فرصة الالتقاء بالمجتمع المحلي و الاطلاع على الحياة اليومية لسكان الجبل وطقوسهم في الذهاب إلى مزارعهم المتوغلة في الجبال وكيفية تغلبهم على الصعاب اليومية في عملية حصاد المزروعات و جلب المياه و غيرها من أنشطة وقد يتعجب الزائر كيف تأقلم أبناء الجبل مع تلك الصعوبات. و يمكن للسائح أو الزائر للجبل الأخضر ان ينعم بمغامرة ممتعة وشيقة ويحظى برحلة مشي على الأقدام عبرمرتفعات قرية سيق، حيث يطلق اسم القرية على الممشى. كذلك يمكن التعرف على نظام الري بالأفلاج و كيفية تنيظمه بين المزارعين وفق نظام الحصص بين الأهالي المشتركين في الفلج. كما يمكن للزوار التواصل مع المزارعين المحليين والتعرف على عملية تقطير ماء الورد و كيفية جني ثمار الفواكه.

جهود وزارة السياحة العمانية

حرصت وزارة السياحة العمانية على الاهتمام بهذه الوجهة والترويج السياحي لها وللمنطقة ككل حيث يقول حمود بن خالد بن صالح القمشوعي مدير إدارة السياحة بمحافظة الداخلية بالندب إن الوزارة حرصت على الاهتمام بهذه الوجهة من خلال تشجيع الاستثمار السياحي في الجبل بإقامة العديد من المشاريع كالفنادق والمطاعم ومراكز المعلومات السياحية وكذلك قامت الوزارة بعمل لوائح إرشادية وتوعوية لزوار الجبل الأخضر بالإضافة الى مشروع الممشى الجبلي الذي يربط مختلف المناطق. وأضاف أنه يوجد بالجبل الأخضر مطعم سياحي بمنطقة الفياضية وتبلغ مساحته 495م2 ويتسع لـ 150 فرد اومساحة مجموع المظلات فيه 250م2 ، وهو يطل بموقعه المتميز على منظر المدرجات الزراعية والقرى المحيطة بها، لذا فإن هذا المشروع من المؤمل أن يكون له دور هام في زيادة الحركة السياحية للجبل الأخضر. وأضاف أنه يوجد كذلك مركز للخدمات السياحية بنيابة بركة الموز تبلغ مساحته 445م2 وتأتي فكرة المشروع من أجل تقديم خدمة توفير المعلومات السياحية للمنطقة بشكل عام والجبل الأخضر بشكل خاص، هذا ويشتمل المشروع على مركز للمعلومات السياحية ومقهى ودورات مياه ومصلى للرجال وآخر للنساء إضافة إلى دورات مياه عامة ومواقف للسيارات.

وفي مجال الترويج الإلكتروني، قامت الوزارة بوضع الخطط الإعلامية والإعلانية التي توضح من خلالها المقومات التي تشتهر بها السلطنة، عن طريق الترويج الإلكتروني أو ما يعرف بالترويج الشبكي عن طريق الانترنت والتي يزورها الكثير من الناس الذين يودون معرفة المزيد من المعلومات عن الجبل الأخضر. بالإضافة إلى الملتقيات والمهرجانات والكتيبات والمنشورات والخرائط السياحية، حيث تقوم الوزارة ممثلة في المديرية العامة للترويج السياحي بطباعة العديد من الكتيبات والمنشورات السياحية والتي تساعد المواطن والمقيم والزائر للسلطنة في الحصول على المعلومة الصحيحة لكل موقع سياحي في السلطنة. وأضاف حمود القمشوعي : تسعى الوزارة إلى إقامة العديد من المعارض السياحية الداخلية وذلك للترويج للمواقع السياحية بالسلطنة وتنشيط حركة السياحة الداخلية مما أدى إلى زيادة حركة السياحة الداخلية إذا ما قورنت بالفترة الماضية بالجبل الأخضر . وتقوم الوزارة بتنفيذ العديد من المحاضرات والندوات واللقاءات مع مختلف المدارس، والمجتمعات المحلية بقصد التعريف والترويج بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لقطاع السياحة.

تعليق عبر الفيس بوك