توصيات بإيجاد إستراتيجية وطنية للمحافظة على الأفلاج وتطوير أساليب إدارتها

إبراء - الرُّؤية-

اختتمت، أمس، بمركز الاستكشاف العلمي بولاية إبراء في محافظة شمال الشرقية، ندوة "الأفلاج إرث حضاري وضرورة تنموية"، بتنظيم من الجمعية العمانية للمياه ضمن برنامجها للعام 2015، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية والتعليمية بالسلطنة، وبمشاركة أكثر من 160 باحثا وخبيرا ومسؤولا بالمؤسسات المعنية والمواطنين بولايات شمال الشرقية.

وأسفرتْ الندوة عن عدَّة توصيات، تلاها في البيان الختامي للندوة أحمد بن ناصر العبري عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للمياه ورئيس اللجنة العلمية بالجمعية؛ أهمها: إطلاق إستراتيجية وطنية للمحافظة على الأفلاج وتنميتها وتطوير أسس وأساليب إدارتها واستخداماتها للانتقال من الطرق التقليدية إلى الأساليب الحديثة المتطورة بما يكفل حقوق مالكيها وأسس توزيع حصصها وهويتها ومرجعيتها على أن تشمل هذه الإستراتيجية تهيئة المجتمع وتأهيل وكلاء الأفلاج والقائمين على إدارتها. ومن التوصيات كذلك: إنشاء متحف وطني للأفلاج؛ بهدف عرض التاريخ العماني الأصيل للأفلاج العمانية والحضارة المرتبطة بها، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الدور المتعاظم للأفلاج ودورها في استدامة الحضارة والتنمية والمحافظة عليها كإرث حضاري متميِّز للسلطنة.

وأوْصَت الندوة كذلك بتحديث وتطوير الخرائط الخاصة بالأفلاج الناتجة من مشروع حصر الأفلاج، ورفع كافة المسارات للقنوات الرئيسية للأفلاج والسواعد المرتبطة بها وفق أحدث التقنيات الخاصة بالخرائط الرقمية عالية الدقة، والحرص على الاستفادة من هذه البيانات في تصميم مشاريع البنية الأساسية لتلافي التداخل مع مسارات الأفلاج وإتاحة هذه البيانات للباحثين والدارسين في المجالات ذات الصلة، إضافة إلى توصية تشجيع إنشاء المشاريع السياحية والمبادرات الأهلية والفردية للاستفادة من المقومات السياحية للأفلاج التي ترتكز على مقومات استغلال البيئة التراثية والهندسية للأفلاج العمانية والواحات الزراعية الريفية المرتبطة بها.

ومن التوصيات كذلك: تخصيص قطع من الأراضي التجارية السكنية كأصول تتبع للأفلاج للمساهمة في تمويل صيانة وإدارة الأفلاج ومراجعة وتطوير التشريعات الخاصة بحماية الإفلاج وتحديد إحراماتها لدرء زحف الأراضي والأنشطة الأخرى على أمهات الأفلاج ومساراتها وإيجاد الآليات المناسبة لمراقبة وضبط تطبيق هذه التشريعات واللوائح والقوانين ذات الصلة.

الندوة في يومها الختامي تضمَّنت تقديم جلستين الأولى تتمحور حول دور الأفلاج التنموي والجلسة الثانية حول استخدام مياه الأفلاج؛ حيث سيقدم خلالهما تسع ورقات عمل تتناول الأفلاج ودورها التنموي وصيانتها وكميات مياه الزراعة والعيون المائية، إلى استعراض تجارب ناجحة في إدارة الأفلاج، وكذلك جهود الجهات الحكومية ذات العلاقة في تنمية قطاع الأفلاج والمحافظة عليه؛ حيث شارك بها عدد من المختصين من كل من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إضافة إلى ورقتي عمل من كل من جامعة الشرقية وجامعة نزوى.

واستمرَّتْ الندوة لمدة يومين، وقُدِّم من خلالها 13 ورقة علمية تناولتْ عددا من المحاور؛ أهمها: الأفلاج إرث حضاري واجتماعي، وحوكمة استخدام المياه في الأفلاج، ودور الأفلاج في التنمية الزراعية والاقتصادية والسياحية، إضافة إلى دور الجهات الحكومية والقطاع المدني في صيانة وتطوير نظم الأفلاج، والأفلاج كأحد محاور التنمية في محافظة شمال الشرقية وتأثير النمو الحضري على استدامة منظومة الأفلاج التحديات التي تواجه الأفلاج كرافد رئيسي للتنمية الزراعية.

وسلَّطت الندوة الضوء على أنظمة الأفلاج ودورها التاريخي والحضاري وطرق تنميتها وتوفير منتدى لجلب الخبرات وتبادل الأفكار في مجال إدارة الأفلاج واستدامة مياهها والتعرف على دور الأفلاج الاجتماعي والمائي والزراعي والاقتصادي والسياحي في التنمية الشاملة للسلطنة، إضافة إلى نشر الوعي بأهمية الحفاظ على مياه الأفلاج كأحد مصادر المياه الرئيسية ودعم مشاركة كافة الجهات المعنية في تنميتها وترشيد استخدامها.

وفي ختام أعمال الندوة، تمَّ تكريم المشاركين في تقديم أوراق العمل والمساهمين في إنجاح أعماله من المؤسسات الحكومية والخاصة والمؤسسات الإعلامية والأفراد.

تعليق عبر الفيس بوك