إلزام محلات الحلاقة الرجالية باستعمال الأدوات ذات الاستخدام الواحد

مسقط - الرؤية

تبدأ بلدية مسقط يوم الإثنين القادم تنفيذ القرار الإداري الذي أصدرته في مارس الماضي والقاضي بإلزام جميع صالونات الحلاقة بالمحافظة والبالغ عددها 1262، باستخدام أدوات الحلاقة ذات الاستعمال الواحد، والالتزام بكافة الاشتراطات الصحية حافظاً على صحة مرتادي الصالونات، ولحمايتهم من الأمراض الفيروسية المعدية التي تنتقل عن طريق أدوات الحلاقة ذات الاستخدام المتكرر،

يذكر أن هذا القرار صدر استناداً على بحوث ودراسات طبية عديدة حيث أكد الدكتور محمد بن عبد الله الشعيلي اختصاصي (أ) أمراض جلدية وتناسلية وجود أنواع من الميكروبات والفيروسات والبكتيريا لديها القدرة على التكيف والعيش في أدوات الحلاقة بعد ملامستها للجلد لفترات طويلة والتي قد تنتقل إلى الأفراد دون أن يشعروا بها، مشيرًا إلى أنّ استخدام طرق التعقيم التقليدية التي يتبعها الحلاقون في العادة كاستخدام المعقمات والكحول أو حرق أطراف الشفرات بالنار هي غير كفيلة بقتل هذه الميكروبات أو غيرها من ناقلات الأمراض، فعملية التخلص من الميكروبات تتطلب طرق تعقيم مشروطة بظروف بيئية معينة وأجهزة طبية خاصة لا تتوافر في محلات الحلاقة لكون بعض الميكروبات والفيروسات تحتاج حرارة عالية لقتلها.

وأوضح الشعيلي أن أدوات الحلاقة تعتبر ناقلا نشطا للأمراض الجلدية ولا يقتصر الأمر على شفرات الحلاقة فقط فإن مقبض الشفرة ويد الحلاق قد تكون غالباً ملوثة بأنواع معينة من الميكروبات والفيروسات وهذا ما يحتم ضرورة لبس القفازات واستخدام المطهرات. كما أكد أن المنشفة تعد ناقلا لبعض الأمراض فلو كان الزبون يُعاني أحد الأمراض الجلدية أو كان مصابا بقيح جلدي على سبيل المثال، فإنّه من السهولة بمكان انتقال العدوى إلى الزبون الآخر الذي استخدم المنشفة الملوثة وكذلك المريلة التي توضع على الزبون فإنها قد تكون ناقلة للقمل وغيره.

وأشار الشعيلي إلى أن أبرز الأمراض الجلدية انتشارا هو الثالول الفيروسي الذي ينتشر في فروة الرأس واللحية والذي ينتقل عن طريق الأمواس والأمشاط الملوثة، بالإضافة إلى الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم مثل الالتهابات البكتيرية والفطرية ومرض التهاب الكبد الوبائي والإيدز. مؤكدا أن الاهتمام بالعوامل الوقائية سبب رئيسي ومباشر لعدم نقل الأمراض. وفي هذا الصدد جاء قرار البلدية في سبيل توفير بيئة صحية وآمنة للعمل في محلات الحلاقة بتوفير المغلف الصحي الخاص الذي يتضمن (حامل الشفرة ومريلة البلاستيك والمشط والمسحة الطبية) كما يتعين على العاملين بهذه المحلات ارتداء الزي الخاص بالعمل وهو (معطف أبيض وكمامة الفم والقفازات) .

ويستهدف القرار 542 محلاً للحلاقة الرجالية في ولاية السيب و302 محل في ولاية بوشر و268 محلا في ولاية مطرح و93 محلا في العامرات و57 في قريات. وشددت البلدية على مرتادي الصالونات بالتأكد من قيام الحلاق باستخدام مغلف أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد وفتح شفرة الحلاقة الجديدة أمامهم وإزالة القطعة البلاستيكية.. وكذلك التأكد من أن المغلف الصحي يحتوي على (حامل الشفرة ومريلة البلاستيك والمشط والمسحة الطبية) وأن العامل يقوم بتعقيم يديه ويرتدي الزي الخاص.

وقد استعدت البلدية لتطبيق هذا القرار بإطلاق حملتها الإعلامية عبر وسائل الإعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعية والتي تستهدف مختلف شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين وكذلك العاملين في محلات الحلاقة الرجالية للتوعية بأهمية استخدام أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد حفاظًا على الصحة العامة للأفراد وتمهيدًا لتطبيق القرار. حيث بدأت البلدية ببث ثلاثة إعلانات إذاعية توعوية باللغتين العربية والإنجليزية عبر إذاعة البرنامج العام والبرنامج الأجنبي وإذاعة الشباب، كما أطلقت إعلانا مرئيا يبث عبر التلفزيون المحلي وقناة البلدية في اليوتيوب. ونشر إعلانات توعوية في الصحف المحلية العربية والإنجليزية، بمعدل إعلان في كل يوم، وقد تضمنت صفحات البلدية عبر شبكات التواصل الاجتماعي كذلك منشورات توعوية متعلقة بالقرار. إضافة لذلك قامت البلدية بإعداد 6000 مطبوعة توعوية تنوعت بين كتيبات توعوية ومطويات وبوسترات وإعلانات رول آب سيتم توزيعها على مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية وفي الأماكن العامة ومحلات الحلاقة للتوعية بضرورة تطبيق القرار وأهميته.

ولتفادي ارتفاع أسعار الحلاقة فقد قامت البلدية بالتنسيق مع هيئة حماية المستهلك لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع أصحاب محلات الحلاقة الرجالية من زيادة أسعار الخدمة حيث أكدت الأخيرة أنها بصدد اتخاذ كافة التدابير لضمان عدم رفع الأسعار إلا بعد تقديم المبررات والمسوغات لذلك وبنسبة معقولة.

تعليق عبر الفيس بوك