وزيرة الاقتصاد الألمانية تستعرض مع وفد "الغرفة" تعزيز التعاون التجاري وآليات النهوض بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

فرانكفورت- أحمد الفارسي

استقبلت معالي الوزيرة إيفلين لمكه وزيرة الاقتصاد وشؤون البيئة والطاقة والتخطيط المحلي بجمهورية ألمانيا الاتحادية الوفد التجاري العُماني الزائر لجمهورية ألمانيا الاتحادية، ويمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرفة تجارة وصناعة عُمان فرع محافظة شمال الباطنة.

وشمل اللقاء على كلمة لمعالي الوزيرة التي رحّبت بالوفد العماني، وأشارت إلى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في كافة المجالات والأصعدة، كما أثنت على حجم التعاون القائم بين البلدين. وقالت وزيرة الاقتصاد وشؤون البيئة والطاقة والتخطيط المحلي بجمهورية ألمانيا الاتحادية إنّ هناك تعاونا ومتابعة دائمة لتطوير القطاع الصحي في السلطنة، لتكون المستشفيات بالسلطنة جاهزة تمامًا لاستقبال حالات مرضى السكري والجلطات بأنواعها وغيرها من الأمراض. وأضافت أنّ ألمانيا تعكف بالتعاون مع السلطنة على دراسة كيفية تقديم الدعم للسلطنة في مجال الحفاظ على البيئة من التلوث وإيجاد "صناعة نظيفة" حماية للبيئة العمانية. وعبرت لمكه عن سعادتها بزيارة الوفد التجاري الذي يضم اختصاصات مختلفة من الشركات المتوسطة والصغيرة بما يسهم في تقوية أواصر العلاقات الجيدة بين ألمانيا والسلطنة. وفي نهاية الكلمة أشارت إلى أن هناك علاقات قوية تربطها مع الشعب العُماني، مشيرة إلى أن ألمانيا تسعى دائما لتطوير وزيادة الصادرات الألمانية إلى السلطنة. وأكدت أنّ ألمانيا يعمل على تقديم التكنولوجيا والابتكارات الألمانية إلى السلطنة، من خلال الخبرات والتقنيات المختلفة، بما يلبي حاجة السوق المحلي في السلطنة.

إلى ذلك، قدّم خالد بن عبدالله الحوسني عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان فرع شمال الباطنة رئيس الوفد كلمة قال فيها إنّ الغرفة تلقت الدعوة الكريمة لزيارة ألمانيا بكل ترحاب، مشيرا إلى أنّ الزيارة تهدف في المقام الأول إلى زيادة تبادل الخبرات الفنية في مجالات عدة؛ أبرزها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأوضح في هذا السياق، أنّه تمّ تسيير وفد تجاري من السلطنة في عدة مجالات تلبية لدعوة ألمانيا، حيث يضم الوفد عددًا من أصحاب الأعمال.

وتابع أن الزيارة تأتي امتدادا للعلاقات التجارية الجيدة التي تربط جمهورية ألمانيا الاتحادية وسلطنة عمان، والتي يسعى الوفد من خلالها إلى الوصول إلى أهداف تخدم الطرفين، مشيرًا إلى المسيرة الاقتصادية للسلطنة من خلال ما شهدته منطقة الخليج من نمو متسارع خلال السنوات الأخيرة. وتابع أنّ حجم السوق الخليجية يبلغ حالياً 1.6 تريليون دولار، وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط فإنّ حجم هذه السوق يتوقع أن يصل إلى تريليوني دولار بحلول 2020، لافتا إلى أنّ هذه التوقعات تستند إلى عدد من العوامل من ضمنها التركيبة السكانية الشابة النامية والمتعلمة إلى جانب جهود تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط والغاز.

وزاد أنّ التطور الذي شهدته دول الخليج لم يقتصر على زيادة الترابط فيما بينها بصورة أكبر مما كانت عليه من قبل فحسب، وإنما باتت أيضا تتقدم لتأخذ موقعها وسط تدفق الكوادر البشرية والمنتجات الاقتصادية.

وأوضح أنّه في إطار حرص الغرفة على تفعيل وتوطيد العلاقات التجارية، يتم تسيير بعض الوفود التجارية إلى الدول الأخرى من أجل التعريف بالمنتجات العمانية وتبادل الخبرات و فتح مجالات التعاون .

ومضى قائلا إن هذه الوفود تسهم في التعرف على فرص الاستثمار وتسهيل التواصل بين أصحاب وصاحبات الأعمال وتوطيد العلاقات التجارية، لافتا إلى أنّ ألمانيا تتصدر قائمة الدول المصدرة للسلطنة في مجال السلع والخدمات. وختم الحوسني حديثه بالشكر الجزيل للقائمين على التنظيم والإعداد لهذه الزيارة بالإضافة إلى شكر جميع رجال الأعمال الألمان على حضورهم ومشاركتهم للقاءات الثنائية مع أصحاب الأعمال العمانيين.

وألقى عبدالله بن محمد السعيدي مدير فرع غرفة شمال الباطنة منسق الوفد، كلمة، تناول فيها رغبة الجانب العُماني في تعزيز التعاون مع أصحاب الأعمال الألمان، مشيرا إلى الحاجة إلى تدريب وتأهيل رواد الأعمال العمانيين في بعض الصناعات الخفيفة بألمانيا، والتي يمكن من خلالها نقل تجاربهم إلى السلطنة. ووجهه السعيدي دعوة إلى أصحاب الأعمال الألمان لحضور ملتقى فرص الأعمال المقبل في مسقط.

إلى ذلك، زار الوفد العُماني غرفة تجارة وصناعة ماينز، و التقى بأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الألمان، وعقدت جلسات حوارية بين الطرفين، بهدف التعارف واستعراض فرص الأعمال المشتركة.

وقدم المهندس إبرهيم الحوسني عرضًا مرئيًا عن السلطنة وأهم الموانئ والمطارات والفرصة الاستثمارية المتاحة.

وفي نهاية اليوم. أقامت معالي الوزيرة إيفلين ليمك وزيرة الاقتصاد وشؤون البيئة والطاقة والتخطيط المحلي بجمهورية ألمانيا الاتحادية، حفل عشاء على شرف الوفد التجاري العُماني الزائر.

وعبر المشاركون من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن مدى استفادتهم من اللقاءات المتعددة التي أجروها مع نظرائهم الألمان والتعرف عن قرب على أعمالهم ومؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة.

ومن المقرر أن يزور الوفد مجموعة من المصانع والتعرف على آلية وطرق الصناعات الألمانية، في مختلف التخصصات، وستنتهي الزيارة في السابع من يونيو الجاري.

تعليق عبر الفيس بوك