وزير الأوقاف يدشن "رسالة الإسلام" في "تنمية نفط عمان" .. و7700موظف يتعرفون على محتوى المعرض

عروض مرئيىة لترسيخ القيم الإنسانية المشتركة-

الرمحي: التسامح والتفاهم وقبول الآخر صفات تميز العاملين في الشركة

المعمري: إقامة المعرض في الشركة يعكس حرص "الأوقاف" على استفادة شعوب العالم من المحتوى

العجمي: التسامح أبرز سمات الشخصية العمانية على مدى التاريخ

 

الرؤية- مدرين المكتومية

تصوير/ راشد الكندي

رعى معالي الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية صباح أمس الأحد افتتاح معرض رسالة الإسلام بشركة تنمية نفط عمان، بحضور معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز، وعدد من المستشارين والمسؤولين بالوزارة وشركة تنمية نفط عمان.

وقال معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز لـ"الرؤية": "نشكر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على إقامة هذا المعرض في شركة تنمية نفط عمان؛ حيث إن مفاهيم التسامح والتفاهم واحترام الإنسان بالغة الأهمية، ليس فقط على مستوى السياسة العامة للدولة، ولكن كقيم إنسانية ينبغي تطبيقها يوميا". وأوضح أنّ هذه القيم مطبقة في الشركة، ويتجلى ذلك من خلال عدد الجنسيات المختلفة الذي تضمه الشركة، والذي يزيد عن 60 جنسية، كل فرد منهم له أفكاره ومعتقداته الخاصة، لكن الجميع يعمل منذ البداية في تعايش تام. وشدد الرمحي على أن التطوير جزء من صناعة النفط في السلطنة، علاوة على تطبيق قيم قبول الآخر واختلافاته.

التنوع والاندماج

وبدأ الحفل بعرض مرئي لشركة تنمية نفط عمان حول مبادرتها التي أطلقت عليها اسم "التنوع والاندماج"، وحمل العرض في طياته مفهوم الاختلاف والترابط بعيدًا عن الجنس والدين والشكل واللون، وإنما الوقوف عند شيء واحد فقط وهو الإنسان.

وألقى عبد الأمير العجمي المدير التنفيذي للشؤون الخارجية بشركة تنمية نفط عمان كلمة، قال فيها: إنه لمن دواعي البهجة والسرور أن أرحب بكم جميعًا في شركة تنمية عمان؛ حيث حط رحال معرض التسامح والتفاهم والتعايش رسالة الإسلام من سلطنة عمان بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. وأضاف أن الله عز وجل أقر في القرآن الكريم سنة التعارف كأساس للتعاملات بين الشعوب والقبائل، فهي ميزة إنسانية في غاية الأهمية، تأخذ أبعادها من كون الاختلاف والتنوع عوامل تكامل وانتظام، لا عوامل تفرقة وخصام. وأكد أن التسامح سمة متوارثة في الشخصية العمانية التي تفاعلت مع كل الحضارات القديمة عبر التواصل البحري والتجارة؛ حيث كان لها تواصل مع حضارات الصين والهند والفراعنة، وغيرها من الحضارات. وتابع: "في عصرنا الحاضر فقد أعاد النهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الألق لعُمان وأمجادها وصورة التسامح التي عرفت بها على مر التاريخ، فغدت سلطنة عمان حضارة وتسامحا لا تنحصر إشعاعات الدور الحضاري للسلطنة داخل حدودها وإنما تنطلق عابرة للقارات لتغمر دولا عديدة تعبيرا عن الاهتمام بإثراء حوار الحضارات".

ومضى قائلاً: إنّه لشرف كبير أن تكون شركتنا هي أول شركة كبيرة في السلطنة تستضيف هذا المعرض، نظرًا لأنّ ثقافة التنوع تشكل معالم النسيج العملي والاجتماعي للشركة؛ حيث يبلغ عدد الموظفين في الشركة نحو 7700 موظف وموظفة ينتمون إلى أكثر من 60 جنسية من أغلب قارات العالم، وبالتالي تعد الشركة بحق قرية عالمية مصغرة، ومن هذا المنطلق شكلت الشركة فريق التنوع والاندماج لتفعيل وإثراء هذا المجتمع المتنوع، وربما تكون الشركة هي المؤسسة الوحيدة في السلطنة التي تحفز هذه الثقافة في العمل، فمفهوم التنوع والاندماج يجعل كل فرد منِّا يشعر أنه جزء من أسرتنا الكبيرة، ويتمثل هدفنا في إيجاد شركة يتمتع فيها الموظفون بروح المشاركة والاحترام والترابط والتنوع والاندماج، وهو ما يزيد قدرة الشركة على التعامل مع التغير والتميز في الأداء. وذكر العجمي أن التسامح شيمة من شيم المجتمع العماني المتجذر في هذا البلد على مر التاريخ، لذا فإن انفتاحهم على الآخر وعلى قيم التعايش لم يكن مستغربا، ونأمل أن يسهم هذا المعرض في تسليط مزيد من الضوء على رسالة الإسلام السمحة المبنية على العدل والإحسان والمحبة والتسامح.

تلا الكلمة عرض مرئي لوزارة الأوقاف حول رسالة الإسلام وترسيخ مبدأ التسامح والتفاهم بين عمان وشعوب العالم، من خلال الإدراك بأن الاختلاف موجود إلا أن القيم الإنسانية تلزمنا بتقبل الآخر بكل ما يحمله من دين ومبادئ وفكر.

شعوب العالم

وقدم الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية والمشرف العام على المعارض الخارجية كلمة قال فيها إن السلطنة تعد من الدول الرائدة في التواصل الحضاري؛ حيث وصل التجار العمانيون إلى الهند والصين يحملون قيم الدين الحنيف والأخلاق والمبادئ الرفيعة مما أكسبهم قبولا لدى هذه المجتمعات والحضارات الإنسانية. وأضاف أن عمان دخلت الإسلام طواعية وهي من الحضارات التي خصها النبي صلى الله عليه وسلم برسالة، مشيرا إلى أن إقامة المعرض في شركة تنمية نفط عمان تأتي انطلاقا من حرص الوزارة على أن تستفيد جميع شعوب العالم من محتويات المعرض التي تدعو إلى التسامح والتعايش والتفاهم والعيش المشترك، خصوصًا وأن الشركة يوجد بها أكثر من سبعة آلاف موظف من أكثر من 60 جنسية، وهو ما يعد دافعا لتحقيق أهداف المعرض وإيصال رسالته النبيلة إلى مختلف طوائف وشعوب العالم داخل السلطنة وخارجها. واختتم المعمري كلمته بالشكر الجزيل لشركة تنمية نفط عمان على استضافتها فعاليات المعرض، مثمنا جهود كل العاملين من كلا الجهتين التي أثمرت إقامة هذا المعرض.

ويسعى معرض رسالة الإسلام إلى ترسيخ الدعوة للتسامح والتقارب والتفاهم والحوار بين مختلف شعوب العالم، وساعيا إلى تقديم صورة لجوهر الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه السمحة، التي تنطلق من المساواة بين البشر، ومن الحرص على الحياة وإعمار الأرض، وتحقيق الخير والسلام للبشرية جمعاء. وتؤمن السلطنة بأهمية وضرورة أن يسود السلام والاستقرار أرجاء العالم.

يشار إلى أنّ معرض "رسالة الإسلام" أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام 2010، وزار أكثر من 20 دولة وأكثر من 66 مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان: "التسامح والتفاهم والتعايش.. رسالة الإسلام في سلطنة عُمان"، ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم. ويحظى المعرض بقبول متنامٍ في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها اليونسكو، والعديد من المراكز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين النَّاس والثقافات والأديان. ويتيح المعرض في محطته بشركة تنمية نفط عمان لموظفي الشركة التعرف على تلك المجالات والاستفادة من محتوياته العلمية والفنية.

تعليق عبر الفيس بوك