اجتماع "الريكوفي" يبحث تنمية واستدامة المصائد السمكية وتطوير "الاستزراع" بالسلطنة والدول الأعضاء

مسقط - الرُّؤية

بدأتْ، أمس، فعاليات الاجتماع الثامن للهيئة الإقليمية لمصائد الأسماك "الريكوفي"، والتي تستضيفها السلطنة -ممثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية- خلال الفترة من 12-14 مايو الجاري.

ورَعَى حفلَ الافتتاح سعادة الدكتور حمد بن سعيد بن سليمان العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية، بحضور سعادة الدكتور أحمد بن ناصر بن عبد الله البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة، وسعادة السيد هلال بن مسلم بن علي البوسعيدي المستشار بمكتب وزير الزراعة والثروة السمكية، وسعادة الدكتور الزين مصطفى المزمل ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" بمكتب المنظمة في مسقط. وحضر حفل الافتتاح عددٌ من مديري العموم ومديري الدوائر بوزارة الزراعة والثروة السمكية ومسؤولي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" والهيئة الإقليمية لمصائد الأسماك "الريكوفي".

وقال الدكتور أحمد بن محمد المزروعي مدير عام تنمية الموارد السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية -خلال كلمة له- إنَّ منظمة الفاو أنشئت في العام 2001 الهيئة الإقليمية لمصائد الأسماك؛ بهدف تعزيز التعاون في مجالات الثروة السمكية بين الدول الأعضاء في الهيئة، ولتكون كمنبر حكومي يساعد الدول على مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك في هذه المجالات. وأضاف بأنه منذ تأسيسها قامت الهيئة بتنفيذ العديد من المبادرات المهمة في مجالات الثروة السمكية والاستزراع السمكي، ومنها تأسيس مجموعتي عمل فرعيتين لمصائد الأسماك والاستزراع السمكي، وإنشاء النظام الإقليمي لمعلومات الاستزراع السمكي...وغيرها من المشاريع المشتركة المنبثقة عن أعمال مجموعتي العمل. وتابع بأنه ومن خلال أعمال الهيئة، كان هناك مجموعة من المبادرات التعاونية الثنائية والثلاثية بين الدول الاعضاء في الهيئة، ولعل أبرزها: التعاون الثلاثي بين إيران والعراق والكويت لتطوير المصائد السمكية في شمال الخليج العربي، كما تتيح الهيئة للدول الأعضاء الالتقاء والتباحث مع المنظمات الدولية من خلال دعوة هذه المنظمات إلى اجتماعات الهيئة.

وأضاف مدير عام تنمية الموارد السمكية بأن الهيئة الإقليمية لمصائد الأسماك أكملت هذا العام عامها الرابع عشر، ومن المؤكد أنها أدَّت أدوارا بارزة في مسيرة تطوير قطاعات الثروة السمكية والاستزراع السمكي في دول المنطقة؛ من خلال مجموعات العمل والاجتماعات والمشاريع والنشر المعلومات والتقارير. غير أنَّ المزروعي قال إنه لا يزال يعتقد أنَّ هناك دورا أكبر يمكن أن تقوم به الهيئة في هذا الجانب لتحقيق الأهداف المرجوة منها.. موجِّها الشكر إلى منظمة الفاو على دعمها المتواصل لأعمال الهيئة كإحدى الهيئات الاقليمية التابعة لها. لكنَّ المزروعي دعا الدول الأعضاء إلى القيام بأدوار أكبر لتحسين عمل الهيئة؛ وذلك من خلال العديد من الأمور؛ كالحرص على دفع المساهمات المالية في وقتها وتمويل بعض المشاريع التي يتم الاتفاق عليها في مجموعات العمل، والحرص على المشاركة في اجتماعات الهيئة ومجموعات العمل بضباط الاتصال.

وأكد المزروعي أنَّ توفير المساهمات المالية في وقتها يضمن تنفيذ العديد من الأعمال والأنشطة التي يتم الاتفاق على تنفيذها؛ حيث إنَّه من الملاحظ عدم تنفيذ العديد منها سابقا، بسبب عدم توافر المبالغ المالية اللازمة.

وتابع بأنَّ من القضايا المهمة الأخرى في مجال تحسين عمل الهيئة هي إنشاء سكرتارية خاصة بها موظفون مؤهلون لإدارتها ونقل موقعها إلى المنطقة؛ حيث سيساهم ذلك في تحسين عملها، ونحن في السلطنة نؤمن بشدة بدور منظمة (الريكوفي) كمنتدى حكومي لتبادل ومناقشة قضايا الثروة السمكية وندعم أية مبادرات من شأنها تحسن الأدوار التي تقوم بها، وفي هذا الشأن ندعو المشاركين من الدول الاعضاء في هذا الاجتماع إلى المشاركة بفاعلية في أعماله مع الأخذ في الاعتبار أنَّ استمرار الهيئة بوضعها الحالي لا يمكنها من تحقيق جميع الأهداف المرجوة منها.

وبعد ذلك، بدأتْ الجلسة العلمية الأولى للاجتماع، وبحضور ممثلي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والعراق وإيران ومسؤولي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والهيئة الإقليمية لمصائد الأسماك "الريكوفي". وسوف تستكمل أعمال الاجتماع صباح اليوم الأربعاء على أن تختتم فعاليات الاجتماع بجلسة علمية ختامية غداً الخميس.

ويُمثل السلطنة في هذا الاجتماع وفدٌ مكوَّن من الدكتور أحمد بن محمد المزروعي مدير عام تنمية الموارد السمكية وضابط الاتصال الوطني للهيئة، والمهندس داود بن سليمان اليحيائي مدير دائرة تنمية الاستزراع السمكي ورئيس لجنة الاستزراع التابعة للهيئة، والدكتور عبدالعزيز بن سعيد المرزوقي مدير مركز العلوم البحرية والسمكية التابع لوزارة الزراعة والثروة السمكية.

كما يُشارك في أعمال هذا الاجتماع وفود من جميع الدول الأعضاء في الهيئة؛ وهي: السلطنة والإمارات والسعودية والكويت وقطر والبحرين والعراق وإيران، إضافة إلى خبراء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو".

مصائد الأسماك

وألقى سعادة الدكتور الزين مصطفى المزمل مُمثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" بمكتب المنظمة في مسقط، كلمة؛ قال فيها: إنَّ مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية تدعم سبل العيش لما يقارب الـ12 في المئة من سكان العالم، وتشكل الأسماك 17 في المئة من الاستهلاك العالمي للبروتين الحيواني والإنتاج السمكي في زيادة مستمرة؛ حيث بلغ المستخدم منه للغذاء حوالي 136 مليون طن في العام 2012، وبلغ إنتاج المصائد البحرية والاستزراع السمكي في منطقة الهيئة الاقليمية لمصائد الأسماك في العام 2013 ما يقارب الـ850 ألف طن، وهو ما يعد مساهمة حقيقية في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل في المنطقة لأكثر من 180 ألف صياد، إضافة إلى توفير 400 ألف فرص عمل ثانوية لأنشطة ما بعد الحصاد.

وأضاف سعادة الدكتور ممثل المنظمة في مسقط بأنَّ زيادة الطلب على الأسماك يحتم على هذا القطاع أن يكون أكثر إنتاجية واستدامة، وأن يمكن لنظم أكثر فاعلية وشمولية والرؤية المستقبلية هي تحقيق مساهمة مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية في التنمية المستدامة والأمن الغذائي؛ تماشيا مع أهداف وإستراتيجية الفاو، والتي اعتمدتها الدول الأعضاء في المنطقة ومنظمة الفاو تعمل على تقديم المشورة والتوصيات، وكذلك وضع المبادئ والمعايير لمساعدة الدول الأعضاء، وأعدت المنظمة -بالتعاون مع الشركاء- عددًا من المبادئ التوجيهية والتي تعتبر وثائق توفر الأطر التي يمكن استخدامها كمرجع عند إعداد الإستراتيجيات والسياسات والقوانين والبرامج والأنشطة.

ومن جانبه، أوضح بييرو مانيني الاستشاري في المصائد السمكية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، أنَّ أهمية هذا الاجتماع تأتي من النقاط المحددة التي سيتم مناقشتها بين دول الخليج العربي والعراق وإيران والمنظمات الدولية لتنمية وتطوير المصائد السمكية وإدارتها واستدامتها وفق الخطط المشتركة التي سيتم الاعتماد عليها، كما سيكون هناك تعاون مع دول الجوار مثل: اليمن وباكستان؛ لأنَّ المصائد متداخلة لا حدود بينها ويعول على هذا الاجتماع للوصول الى طريقة عمل تساهم في المحافظة على الأوضاع الأحيائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية للمصائد السمكية وتنميتها وحمايتها من الاستنزاف.

محاور رئيسية

فيما قال الدكتور أليساندرو لوفتيل خبير المصائد السمكية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو": إنَّ هذا الاجتماع على مدى ثلاثة أيام سيناقش محاور أساسية؛ أهمها: العمل بشكل جماعي بين الدول الأعضاء في المنظمة وتحديدا في مجال إدارة المصائد السمكية وفي التحكم في المخاطر التي تواجه تلك المصائد من أمراض تصيب الأسماك، إضافة إلى العمل بشكل منظم في تنمية المصائد المشتركة حيث الكثير من الأسماك؛ وفي مقدمتها: أسماك الكنعد التي تهاجر على شكل أسراب في مياه الخليج العربي، ولا توجد حدود لتلك الهجرات مما يتطلب العمل على التعاون بشكل ثنائي أو ثلاثي، وفي أغلب الأحيان جماعيًّا لمتابعة تلك الهجرات، وتحقيق الاستفادة القصوى من تلك المصائد مثلما هي الحال في شمال الخليج العربي؛ حيث العمل يسير بشكل إيجابي للاستغلال بكفاءة لمصائد الأسماك.

وأضاف خبير المصائد في منظمة الفاو بأنَّ الاجتماع سيستعرض مقترحات الدول الأعضاء في الهيئة الإقليمية لمصائد الأسماك، وسيتم مناقشتها بتوسع؛ وأهمها: آلية تبادل المعلومات والبيانات السمكية بين الدول الأعضاء، كما أنَّ الاجتماع سيختتم بصدور توصيات علمية تحدد العمل خلال الفترة القادمة وخلال المستقبل على المدى البعيد.

ويناقش الاجتماع -وعلى مدى ثلاثة أيام- العديد من المواضيع التي تتعلق بقطاع الثروة السمكية في دول الهيئة؛ ومنها: تقرير عن الأنشطة التي تمَّت خلال هذه الدورة بين عامي 2013-2015، والتقرير المالي والإداري للهيئة، وتقارير لجنة الاستزراع السمكي ولجنة المصائد السمكية عن الاجتماعات التي تمَّ عقدها خلال هذه الدورة، والنظام الإقليمي لمعلومات الاستزراع السمكي، ونتائج مسح دراسة الوضع الاقتصادي والاجتماعي لقطاع الثروة السمكية في الدول الأعضاء بالهيئة، والوضع الحالي للهيئة والتوقعات المستقبلية لتطوير عملها...وغيرها من المواضيع ذات الصلة التي تهم قطاع الثروة السمكية في الدول الأعضاء في الهيئة.

تعليق عبر الفيس بوك