البريمي - سيف المعمري
تتواصل عمليات التنقيب في الموقع الأثري المكتشفبمنطقة حماسة بولاية البريمي وتعود عملية اكتشاف الموقع الأثري إلى عام 2014 عندما عثر أحد المواطنين القاطنين بجوار الموقع على (لقيا) آثرية، وتواصل بعدها مع دائرة التراث والثقافة وتم أرسال (اللقيا) الأثرية المكتشفة إلى وزارة التراث والثقافة وقامت الوزارة وبالتعاون مع جامعة زايد بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بعملية المسح الجيوفيزيائي للموقع الآثري المكتشف والذي كشف عن وجود موقع آثري يعود إلى عصور تاريخية مختلفة وقامت الوزارة بوضع خطة لعملية التنقيب عن الموقع الأثري وتعاقدت مع بعثة أجنبية من بريطانيا للقيام بعمليات التنقيب، حيث تمت الاستعانة ببعض العمالة الوافدة للقيام ببعض الأعمال غير التقنية التي تخص التنقيب وتحت إشراف مستمر من دائرة التراث والثقافة في محافظة البريمي وكذلك الفريق الأجنبي المتواجد في الموقع.
وقال عبدالله بن محمد بن راشد البادي أخصائي نظم معلومات جغرافية بدائرة التراث والثقافة بمحافظة البريمي: في العام الماضي تمّ التنسيق بين كل من وزارة التراث والثقافة وجامعة زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة على أن يتم مسح منطقة حماسة وأثناء المسح الجو فيزيائي تم الكشف عن عدة مواقع أثرية في منطقة حماسة من ضمنها هذا الموقع، حيث تم العثور على مجموعة من أواني الطبخ التي تستخدم للشرب والصحون المصنوعة من الفخار والممر وعددها 15 قطعة ومعظمها مكتمل وتعود إلى العصر الإسلامي وعصور ما قبل الميلاد والعصر الحديدي، كما تمّ العثور على أشكال فخارية تعود إلى الحضارات المجاورة التي قامت في البصرة وسامراء وجلفار وبهلا ومن الحضارات ما وراء البحار في الصين والهند بكميات كبيرة، مما يشير إلى أنّ الموقع غني تراثيًا وتاريخيًا، وأضاف أنّه تمّ التنقيب في هذا الموقع نهاية شهر مارس الماضي، وكان الموقع عبارة عن كثبان رملية وتدريجياً تكشفت معنا هذه الجدران الظاهرة حيث يظهر في الموقع العديد من الغرف، حيث اكتشفنا أنها كانت تستخدم في عمليات تخزين التمور واستخراج الدبس، وفي إحدى هذه الغرفة وجد عدد أثنين من (التنانير) لصناعة الخبز ومازال العمل في بدايته، ويتوقع هناك المزيد من الاكتشافات المهمة التي تتحدث عن تاريخ المنطقة، مشيراً إلى أن منطقة حماسة بولاية البريمي بشكل عام وأثناء المسح الجيوفيزيائي في العام الماضي تم فيها الكشف عن عدة مواقع أثرية تعود إلى بداية العصر الإسلامي والبعض الآخر إلى ما قبل الميلاد والبعض الآخر يعود إلى فترة العصر الحديدي، وتم وضع هذه المواقع ضمن إحداثيات معينة ورفع تقرير مفصل إلى وزارة التراث والثقافة للتعامل مع هذه المواقع المهمة التي تمّ الكشف عنها في منطقة حماسة بولاية البريمي، لافتا إلى أن التنقيب سيستمر في هذا الموقع حتى تاريخ 21 مايو الحالي على أن يتم معاودة التنقيب في نفس الموقع في الموسم القادم مع بداية الشتاء ومع تحسن درجات الحرارة هنا في ولاية البريمي.
يذكر أن "الرؤية" سبق وأن طرحت موضوع آثار حماسة في صفحة ولاية وقضية خلال العام الماضي وتناولتها بجميع حيثياتها ودعت المختصين بوزارة التراث والثقافة إلى الاهتمام بمنطقة حماسة الأثرية وترميم معالمها والكشف عن عمقها التاريخي.
