بين حدوث المعجزة لجوارديولا وخيط الأمل لأنشيلوتي!

حسين الغافري

لأول مرة منذ ما يزيد عن سبعة أعوام يخسر برشلونة نسبة الاستحواذ على الكرة لصالح منافسه، ورقمياً منذ 422 مباراة خسر امتلاك الكرة مرتين، في الأولى انتصر بسداسية بيضاء وفي الثانية بثلاثية بيضاء، وبطبيعة الحال يمكن القول إن الخسارة كالتي حدثت على أرضية "الكامب نو" يتمناها كل مُحب للفريق الكتلوني إن كانت نتيجتها ثلاثية بيضاء، وفوز دائماً!. إجمالاً، قدم برشلونة وبايرن ميونيخ الألماني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وجبة كروية دسمة من كرة القدم الممتعة والحديثة.. والمباشرة - إن صح التعبير-. مباراة لم تبدأ بعادة بقية المباريات من حيث الهدوء والتأني والبحث عن مفاتيح الخصم خلال السيّر في أطوار المباراة وإنما أتت مباشرة الخطورة والكرة تحركت سريعاً خلال التسعين دقيقة؛ أملاً في البحث عن افتتاح التسجيل منذ صافرة البداية. ثلاثية بيضاء جاءت في آخر ربع ساعة من اللقاء جعلت برشلونة يفكر بلقاء الإياب على أنه معبر لا أكثر للنهائي الحلم، ولكن هل فعلاً انتهت حظوظ الألمان نهائياً؟!. هل لا زال من يؤمن بأن ليس هُناك مستحيل في عالم كرة القدم والنتيجة ستنقلب؟!.

لماذا خسر البايرن بتلك الطريقة؟!

يتساءل بعض مُتابعي المستديرة عن سر سقوط البايرن في آخر ربع ساعة أمام برشلونة بثلاثية بيضاء بعد أداء جيد طيلة الـ 75 دقيقة!. حسناً، دعونا نطرح سؤالاً مضادا، هل قرأ جوارديولا اللقاء كما ينبغي؟ وهل فعلاً كانت أفكار جوارديولا هي نفسها في بداية الشوط الأول؟!. يمكن القول إن بايرن ميونيخ خنق برشلونة في أرضه وقدم مباراة تكتيكية عالية المستوى في بداية اللقاء، ضيّق المساحات وقرّب تدوير الكرة ووصل إلى المرمى باستمرار، ولاحت الفرص المحققة لولا رعونة مهاجميه والتي كانت ستغير شكل المباراة. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي. الشوط الثاني، كان قريباً لأن يذهب كالشوط الأول ويعود الألمان إلى أرضهم بنتيجة التعادل وهي نتيجة طيبة تمنحهم حظوظا أكبر في إليانز أرينا، ولكن من شاهد المباراة ليتأكد أنّ جوارديولا طمع في الفوز باللقاء رغم الغيابات البارزة في المجموعة. استعجال واضح في لعب الكرة عند حدوث الأخطاء وخصوصاً لقطة الهدف الأول بعد أن سعى اللاعبون بهجمة ألمانية مرتدة تربك حسابات برشلونة! وهو ما كان سلبياً بعد هدف أول انطلق فيه الألمان في البحث عن التعادل وكأنت النتيجة سيئة للغاية!. أيضاً لقطة الهدف الثالث تشرح كُل شيء، فلاعبو البايرن اندفعوا إلى الهجوم بكل إصرار والدفاع كان متقدما للمنتصف ما دفع ميسي ونيمار إلى استغلال ذلك خير استغلال. ويمكن القول إن سقوط البايرن كان من قراءة جانبها الصواب بين الشوطين لجوارديولا، والاندفاع الكبير في الهجوم، وقراءة لم توفق مرةً أخرى بعد الهدف الأول ضدهم ما جعل الفريق يترك المهام الدفاعية ويصعد للتعويض رغم أنّ الهزيمة بهدف كانت ليست سيئة إطلاقاً والحظوظ كانت ستكون كبيرة في لقاء الإيّاب!.

فرص حدوث "معجزة"

بطبيعة الحال، لا يمكن أن نفتح زاوية تفاؤل بالعودة في اللقاء إن ربطناها بذكريات ربع النهائي بعد عودة الألمان أمام بورتو البرتغالي. فمع كامل الاحترام للنادي البرتغالي إلا أن مسألة طرح القراءة من هذا المخرج تبدو غير منصفة. بايرن ميونيخ يعاني في الدكة الفنية من الغيابات الكبيرة خصوصاً روبن وريبيري وآلبا. وفرص تأهله تبدو معقدة والتاريخ يثبت أنّ العودة من ثلاثيّة لم تحدث.

أنشيلوتي و"لقاء الموسم"

سقوط ريال مدريد بثنائية لهدف على ملعب يوفنتوس تبدو نتيجة ليست سيئة اطلاقاً. في البداية، ما سيكون مؤثراً على اللقاء هو العامل البدني بدرجة أولى والعامل النفسي ثانياً. ريال مدريد قدم مباراة بدنية بدرجة كبيرة مرتين خلال أيام بسيطة. لقاؤه وترحاله إلى إيطاليا أخذ من الفريق جزءا من طاقته لاسيما أنّ اليوفي كان قد أراح أبرز نجومه نظراً لحسمهم الدوري مبكراً. أيضاً المباراة الكبيرة أمام فالنسيا كانت قد أخذت من الفريق الملكي جهداً مضاعفاً مما أدى إلى إجهاد الفريق فضلا عن أنّ إصابة الألماني كروس ستقلل الخيارات المتاحة لأنشيلوتي إن لم يتواجد. العامل الآخر هو نفسي بشكل واضح. وبسقوط الفريق أمام فالنسيا بنتيجة التعادل انتهت نظرياً بطولة الدوري لصالح الغريم الكتلوني؛ مما يضع لقاء الإيّاب أمام يوفنتوس في مفترق طرق بين الذهاب إلى نهائي برلين وإنقاذ الموسم أو الخروج بلا لقب هذا الموسم.

نحن على موعد قادم يومي الثلاثاء والأربعاء من التشويق يلقي بظلاله على احتمالين مهمين. أولهما فرصة أخيرة لجوارديولا كي ينقذ نفسه من الإقالة؛ والتي يتم تداولها بشكل صحفي واسع، وقد تطفو على السطح إن خرج من بطولة الأبطال الأوروبية. أمّا الثانية فهي كخيط الأمل الذي يتمسّك فيه أنشيلوتي من أجل إنقاذ موسم الريال والذهاب إلى النهائي الحلم، ولكن هذه المرة ستكون بعلامة الامتياز نظراً لقلة الخيارات المتاحة وأمام منافس صعب كيوفنتوس.. دعونا نترقب وننتظر اللقاءين.

تعليق عبر الفيس بوك