"الوطني للبحث الميداني البيئي" يدرس التنوع الأحيائي في الجبل الأخضر بمشاركة 30 عالما

الشقصي: مسح شامل للتنوع الأحيائي للوقوف على تهديدات الحياة الفطرية بالمنطقة

الكلباني: دراسة الغطاء النباتي في الجبل الأخضر تثري البحوث حول أنواع الأشجار

الراشدي: جمع المتغيرات لوضع تحليل إحصائي للعوامل المؤثرة على الطبيعة

مسقط - الرؤية

يشارك أكثر من 30 عالما وباحثا في الدراسة التي يجريها المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، بالتعاون مع منظمة "ايرث ووتش"، حيث يدرسون التنوع الأحيائي في نيابة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية.

ويشارك في البحث عدد من الجهات الحكومية والتطوعية بالسلطنة، وذلك ضمن البرنامج العلمي لمشروع الوحدة البيئية الميدانية لدراسة التنوع الأحيائي التي يقوم بتنفيذها المركز في منطقة جبال الحجر، ومشروع دراسة الغطاء النباتي بالجبل الأخضر وجبل شمس. وتم خلال هذا المشروع دراسة التنوع الأحيائي والفطري في منطقة الجبل الأخضر، ودراسة الحياة الطبيعية لعدد من الحيوانات البرية المتواجدة، كما تمت دراسة أنواع النباتات البرية النادرة والأشجار المعمرة في الجبل كشجر البوت والعلعلان والسدر والعتم وغيرها من الأشجار. إلى جانب دراسة أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة في منطقة الجبل، والتدريب على تركيب الكاميرات الفخية لعملية رصد الحيوانات والطيور، وكيفية تركيب المصائد للحشرات والقوارض والفراشات.

خطة علمية

وأكد الدكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني أن هذا المشروع يأتي تنفيذه ضمن الخطة العلمية التي ينفذها المركز لمشروع دراسة الوحدة الميدانية المتنقلة بهدف دراسة التنوع الأحيائي في سلسلة جبال الحجر وهي تعتبر تجربة حية للعمل الميداني في المجال البيئي، وتخدم الكثير من الباحثين والمهتمين بالشأن البيئي من حيث جمع البيانات والصور والرصد البيئي من واقع العمل الميداني. وقال إنّ أهمية هذه الوحدة تكمن في دراسة الوضع البيئي في السلطنة وأهمية دراسة التنوع الحيوي فيه، بحيث تساهم في وضع الأطر العلمية للعديد من المواضيع البيئية بمشاركة عدد من الجهات ذات الاختصاص. وأضاف أنّ الوحدة تقوم بمسح شامل للتنوع الأحيائي ودراسته في مناطق متفرقة في جبال الحجر مثل محمية السليل الطبيعية ومحمية رأس الشجر وجبل قهوان والجبل الأخضر وجبل شمس وغيرها من المناطق، وقد تم اختيار مناطق الدراسة لما تزخر به هذه المناطق من تنوع بيولوجي واسع جدا ولما تمثله من بيئات خصبة للدراسة والاستكشاف البيئي.

وأوضح الشقصي أن أهمية هذه الدراسة تأتي أيضًا في أن الغطاء النباتي في منطقة الجبل الأخضر قد تعرض لبعض التهديدات سواء أكانت طبيعية أو بشرية مما آثر على مستوى الغطاء النباتي فيه وتعرضت بعض الأشجار المعمرة والنباتات البرية لخطر الانقراض، لذلك أطلق المركز الوطني بالتعاون مع برنامج منظمة إيرث وتش مشروع دراسة الغطاء النباتي في الجبل الأخضر وجبل شمس، وذلك بهدف تنسيق الجهود وإشراك أفراد المجتمع المحلي في المحافظة على الغطاء النباتي من خلال الجمع بين نتائج البحوث العلمية والمعارف المحلية والسعي لإيجاد نظام مستدام للمحافظة على النظام البيئي في منطقة الجبل، و تأتي هذه الخطوة في إطار تطوير نظام بيئي مستدام بتقييم الوضع الراهن للنظام البيئي، وتحديد المخاطر التي تهدد سلامته. وبيّن أنّ المرحلة الأولى من هذا المشروع تمثلت في تقييم الغطاء النباتي وجمع البيانات حول أوضاع النباتات والعوامل البيئية ومدى التأثير البشري وذلك بهدف تحديد ما يواجه الغطاء النباتي خاصة أشجار العتم والعلعلان والنباتات الأخرى من المهددات وإشراك أفراد المجتمع المحلي في تناول هذه المخاطر وسبل علاجها.

الغطاء النباتي

وأوضح عزان بن سالم الكلباني باحث حياة بيئة برية بالمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة أنّ مشروع دراسة الغطاء النباتي في الجبل الأخضر قد أنطلق من البحوث السابقة لعدد من العلماء ويهدف إلى مواصلة هذه البحوث حول أشجار العتم والعلعلان، وتم اختيار عدد من المواقع لدراسة التنوع البيئي في مختلف مناطق الجبل وتحديد أنماط الغطاء النباتي، ولم يتم اختيار هذه المواقع عشوائياً بل أنها تمثل مختلف البيئات والارتفاعات في الجبل الأخضر. وأوضح أن الفريق البحثي يعمد إلى تقييم الشجيرات والأعشاب والحشائش في كل موقع باستخدام مربع نموذجي مساحته 10X 10 متر مربع؛ حيث يتم تسجيل أعداد كل سلالة من النباتات. أما بالنسبة للأشجار الكبيرة فيستخدم مربع نموذجي أكبر مساحته 20X 20 مترا، ويستفاد من هذه المربعات في تحديد الأنواع والسلالات النباتية التي تنمو في كل موقع.

فيما قال عبد الحليم بن عبد الله الراشدي مساعد مهني حياة برية بالمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة إنه يتم جمع وتحليل عدد من المتغيرات في كل موقع من المواقع مثل نوع البيئة والارتفاع والتربة والمكونات العضوية، وبعد ذلك يتم إجراء تحليل إحصائي لتحديد العوامل المؤثرة في توزيع النباتات في كل منطقة من المناطق، كما يتم استخلاص معايير بيئية أخرى من خلال نظام المواقع الجغرافية مثل حجم الحوض النباتي والظلال والمسافة الفاصلة عن التجمعات السكانية. إضافة لذلك، تستخلص البيانات من خلال المسوحات التي يجريها فريق المسح الاجتماعي الاقتصادي التابع للمشروع ومثال ذلك المناطق التي تتعرض للرعي المكثف وفيما إذا كان السكان المحليون يقومون بممارسات لها تأثير مباشر على البيئة (كجمع الحطب، وإطعام الماشية، واستخدام أخشاب الصنوبر)، بحيث يمكن من خلال دراسة هذه المعطيات تحديد مدى تأثير الأنشطة البشرية على الغطاء النباتي.

وقالت فاطمة بنت خالد الزدجالية مساعدة باحث بيئي بالمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة إن المشروع يشتمل على الكثير من أنشطة جمع المعلومات والبيانات من خلال العمل الميداني واستخدام نظام المواقع الجغرافية وفرق المسح الاجتماعي والاقتصادي وتستخدم هذه البيانات بعد معالجتها كمؤشرات حول تفاعل البيئة الطبيعية والغطاء النباتي مع الأنشطة البشرية. وبعد ذلك تنشر نتائج هذا المشروع من خلال الخرائط البيئية لتسليط الضوء على التحديات البيئية والحلول المقترحة. وتشكل نتائج المشروع قاعدة أساسية يمكن من خلالها تطوير نظام مستدام للمحافظة على أشجار العتم والعلعلان في السلطنة.

وقال هلال بن محمد النبهاني رئيس قسم إدارة المناطق الساحلية بوزارة البيئة والشؤون المناخية مشارك في هذه الدراسة إن مشاركة وزارة البيئة والشؤون المناخية في هذه الدراسة تأتي ضمن جهودها الرامية لحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية ولإدراكها بأهمية المسوحات الميدانية وضمن خططها الرامية لزيادة تأهيل الكوادر الوطنية، مشيرا إلى أنه من خلال هذه الدراسة استفدنا الكثير عن الطرق الحديثة والعلمية للمسوحات الميدانية للتنوع الأحيائي وكيفية التعامل مع تلك الأحياء، وكذلك التعرف على مدى تواجد وكثافة مفردات الحياة الفطرية أهم مما سيساهم في التخطيط المستقبلي واتخاذ الإجراءات الكفيلة بصون الموارد الطبيعية من خلال الاعتماد على الكوادر الوطنية في هذا الشأن.

محمية طبيعية

وقال سالم بن صالح العمري أخصائي محميات طبيعية مشارك بوزارة البيئة والشؤون المناخية إن المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة يؤدي دورا بارزا في دراسة التنوع الأحيائي بالجبل الأخضر، من خلال عمل المسوحات الميدانية للغطاء النباتي والطيور والثديات والطيور وتدريب الكوادر الوطنية بالشراكة مع منظمة إيرث وتش العالمية. وأضاف: "كانت استفادتنا كبيرة من المشاركة في هذه الدراسة وزيادة معرفتنا بما تحويه السلطنة بشكل عام ومحمية الجبل الأخضر بشكل خاص من تنوع أحيائي". وتابع: "نحن في وزارة البيئة والشؤون المناخية نشارك في تسهيل القيام بهذه المسوحات وتحليل المعلومات المتحصلة منها وتشكيل الأطر والقوانين التي ستساهم في حماية وصون البيئة في المنطقة بما يتماشى مع التنمية المستدامة".

وأوضحت أسماء الشيبانية (من جامعة نزوى) أهمية مشاركتها في هذه الدراسة التي يقوم بها المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بالتعاون مع منظمة ايرث ووتش في دراسة التنوع الأحيائي في منطقة الجبل الاخضر؛ حيث تزخر بيئة الجبل بتنوع أحيائي فريد جدا من نباتات وأشجار معمرة وحيوانات برية وطيور، لذلك دراسة هذا التنوع شي مهم جدا في الحفاظ عليه من الانقراض والتدهور. وقالت: "استفدنا من هذه الدراسة في التعرف على أهم التحديات التي تواجهها البيئة الطبيعية في الجبل وكيفية إيجاد الحلول المناسبة لها بطرق علمية للحفاظ عليها، إلى جانب التعرف على أنواع النباتات والأشجار البرية المعمرة، وأهم الحيوانات البرية والطيور المتواجدة بالجبل"، مشيرة إلى أهمية تكثيف الحملات التوعوية للسياح بأهمية المحافظة على البيئة العمانية وصون مواردها الطبيعية.

تعليق عبر الفيس بوك