مباحثات بين الوثائق والمحفوظات الوطنية والأرشيف التركي تستعرض أوجه التعاون المشترك في الدراسات والبحوث

مسقط - الرؤية

عقدتْ هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، أمس، جلسة مُباحثات مع الأرشيف التركي؛ لبحث الجانب الوثائقي والعديد من الموضوعات المعنية بالدراسات والبحوث، علاوة على أوجه التعاون المستقبلية التي تخدم الجانبين.

وواصل سعادة البروفيسور أوغور أونال المدير العام لأرشيفات الدولة بجمهورية تركيا -يرافقه الدكتور مدير الأرشيف العثماني والوفد المرافق له- زيارته لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والتي تستغرق ثلاثة أيام. واطلع الوفد من خلالها على تجربة السلطنة في مجال الوثائق والمحفوظات، والدور الذي تقوم به في إدارة الوثائق والمحفوظات وجهودها المتواصلة في إبراز التاريخ العماني التليد وبناء منظومة عصرية لإدارة الوثائق بأحدث التقنيات المتوافرة عالميا، كما قام الوفد بزيارة الى مجلس الشورى والاطلاع على مخازن حفظ الوثائق.

وحول أهمية جلسة المباحثات، قال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إنه تم استعراض التعاون بين البلدين في مجال إدارة الوثائق، وتم الاتفاق بين الجانبين على دفع التعاون نحو تمكين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من الحصول على المزيد من الوثائق العثمانية التي تخص سلطنة عمان والعمل معاً نحو استغلالها والاستفادة منها في مجال البحوث والدراسات واعداد المؤتمرات المشتركة لإبراز كل من الدور العماني والتركي في الجوانب الحضارية والتاريخية.

واتفق الجانبان على تبادل الخبرات والاستفادة من إمكانية كل منهما في مجال التدريب الفني والتقني، والعمل نحو إصدار الكتب التي تتحدث عن العلاقات بين البلدين.. وأضاف سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني بأنَّ الهيئة ستواصل إعداد برنامج عمل للشروع في مواصلة استنساخ الوثائق والخرائط التي بحوزة الأرشيف خلال الحقبة العثمانية في إسطنبول أو تلك الوثائق التي تتوفر في مقر مديرية الأرشيفات بأرشيف الدولة بأنقرة.

ومن جانبه، أعرب سعادة البروفيسور أوغور أونال المدير العام لأرشيفات الدولة بجمهورية تركيا عن سعادته وانبهاره الكبير بما تملكه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من الكوادر الفنية المؤهلة بطريقة احترافية تتناسب مع طبيعة العمل، إلى جانب الأجهزة المتقدمة في هذا المجال والتي تساعد في تسريع وتيرة العمل. وأكد أنَّ التعاون المشترك يأتي في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين والمتمثل في الأرشيف التركي وهيئة الوثائق بالسلطنة.

وقال أونال إنَّ الوفد حريص على الاستفادة القصوى من الإمكانات التي تملكها الهيئة في شتى المجالات، كما أشاد سعادة البروفيسور بالدور الخارجي الكبير الذي تقوم به الهيئة والمتمثل في إقامة الندوات والمعارض الدولية، والذي بدوره يفتح افاق جديدة للسلطنة في هذا الجانب؛ حيث سبق وأن نظمت الهيئة ندوة "عمان في الوثائق العثمانية والعلاقات الدولية" بتركيا. كما رحب الوفد التركي بتبادل الخبرات بين الجانبين وزيارة الوفود المختلفة والزيارات الميدانية بينهما وإقامة الندوات والمعارض المختلفة والمتجددة، والتي ستعرض كل جديد من الوثائق المشتركة بين البلدين؛ وذلك في إطار التعاون المشترك بين البلدين.

إلى ذلك، استهلَّ الوفد التركي زيارته للهيئة لليوم الثاني على التوالي بزيارة المختبر البيولوجي والتعقيم، والاطلاع على تجربة الهيئة في هذا الجانب من حيث الأجهزة المتطورة والكادر الفني الذي تملكه في سبيل المحافظة على سلامة الوثيقة من العوامل المختلفة. وقدم فريق العمل شرحا مفصلا لآلية سير العمل والمواد الطبيعية المستخدمة في عملية التعقيم في سبيل إنجاح العملية بالشكل المخطط لها. وبعد ذلك، قام الوفد بزيارة قسم التخزين الإلكتروني، وزيارة قسم الترميم الذي يُعد من الأعمال ذات الطابع الفني، لما يقوم به من دور مهم في المحافظة على الوثائق. فبعد فحص الحالة المادية للوثيقة والتأكد من أنها بحالة مادية غير جيدة يتم تحويلها الى قسم الترميم حيث يعتمد الترميم على حالة الوثيقة ومقدار الضرر الذي أصابها، فيكون بذلك إما ترميما جزئياً أو كليا. وبعد ذلك، اطلع الوفد على المعمل الكيميائي والذي يختص بعمليات اختبار الأحبار والحموضة ومعالجاتها، وكذلك تحضير الألياف المستخدمة في الترميم وصناعه الأصماغ الطبيعية المستخدمة في تدعيم الوثائق. مروراً بالمعمل اليدوي ويختص بعمليات الترميم التي يقوم بها المرمم بشكل كامل دون استخدام آلة معينة ويلزمه تحضير مواد الترميم من أوراق ترميم وأصماغ التدعيم والترميم، ومن ثم المعمل الآلي ويختص بعمليات الترميم عن طريق الاستعانة بآلات الترميم المخصصة لهذا الأمر مثل آلة ملئ الثقوب والضاغط الحراري وكذلك المكبس الآلي.

ويُشار إلى أنَّ عددا من المسؤولين في الأرشيفات الدولية ينظمون زيارات عمل للاطلاع على تجربة سلطنة عمان في مجال إدارة الوثائق والتي تعد من التجارب المتميزة في منهجية العمل المتبعة في إدارة نظام الوثائق وفق المواصفات العالمية المعتمدة من المجلس الدولي للأرشيف.

تعليق عبر الفيس بوك