توقيع الاتفاقية الرئيسية لتوصيل خدمات النطاق العريض إلى المستهلكين

◄ الفطيسي: الاتفاقية حدث مهم لتطوير قطاع الاتصالات في السلطنة

الرُّؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ راشد الكندي

تمَّ، أمس، توقيع الاتفاقية الرئيسية لتمكين مزودي خدمات الاتصالات في السلطنة من استخدام شبكة الاتصالات التابعة للشركة العمانية للنطاق العريض، وتوصيلها للمستهلك النهائي للاستفادة منها؛ وذلك على هامش انطلاق معرض الاتصالات وتقنية المعلومات "كومكس 2015".

وقَّع الاتفاقية كلٌّ من: المهندس سعيد بن عبدالله المنذري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للنطاق العريض، وطلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاتصالات "عمانتل"، وجريج يونج الرئيس التنفيذي للشركة العمانية القطرية للاتصالات "أريدو".

وفي تصريحات على هامش التوقيع، قال معالي الدكتور أحمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات: إنَّ الاتفاقية تعتبر حدثا مهما للغاية في مجال تطوير قطاع الاتصالات في السلطنة.. مضيفا بأنَّ الحكومة بدأت منذ فترة في إنشاء شبكة من الألياف البصرية في مسقط؛ وبالفعل انتهى تنفيذ العمل في بعض أجزاء من المحافظة، وهذه المناطق ستكون بمقتضى هذه الاتفاقية جاهزة ليتمكن مشغلي الاتصالات في السلطنة من استخدام خدمات النطاق العريض في الأجزاء المنتهية وتوصيلها بدورهم إلى المنازل ليستفيد منها المستهلك النهائي لخدمات الاتصالات في المنازل.

وأكد معاليه أنَّ قيام شركة متخصصة -وهي الشركة العمانية للنطاق العريض- بمد البنية الأساسية اللازمة لخدمات النطاق العريض وإتاحتها لاستخدام شبكة مزودي خدمات الاتصالات في السلطنة يُعد نموذجا للتعاون في هذا المجال؛ حيث يعطي فرصة أكبر للمشغلين للتركيز أكبر على تقديم الخدمة وتحسينها، فيما تركز شركة النطاق العريض على تقديم البنية الأساسية.. وأشار معاليه إلى أنه من المتوقع خلال الأشهر القليلة المقبلة أن يلمس المجتمع نتائج هذا التعاون في توصيل خدمة الانترنت السريع عن طريق الفايبر إلى المنازل.

وأوضح معاليه أن هناك طموحًا في أن يتم تغطية 100 ألف وحدة سكنية خلال العام الحالي، حيث عقب الانتهاء من بعض الإجراءات الفنية سيتم توصيل الخدمة إلى 70 ألف منزل ومن ثم 30 ألفا قبل نهاية العام.. مضيفا بأنَّ عمل الشركة ليس محصورا فقط في مشروع الألياف البصرية في محافظة مسقط، وإنما بدأت في الخروج إلى المحافظات الأخرى بالسلطنة من خلال استغلال مشاريع البنية الأساسية الحالية كالصرف الصحي والمياه والطرق التي تقام في المحافظات وتمد الألياف البصرية من خلال هذه المشاريع، وهو أيضا ما يعد نموذجا للتكامل بين جميع مشاريع البُنى الأساسية.

وحول كلفة مد الشبكة وحجم الإنفاق عليها، أوضح معاليه أنَّ الشركة العمانية للنطاق العريض لم يجري إنشاؤها فقط بهدف تحقيق أرباح وإنما كجزء من تنفيذ خطط الحكومة في تأهيل البنية الأساسية في السلطنة على أفضل مستوى ممكن، وكونها شركة حكومية فإنها تعنى بتوفير بنية أساسية من خلال سعيها إلى تمكين المشغلين للاتصالات لاستخدام الخدمة بالتساوي بينهما.. وأشار معاليه إلى أنَّ استخدام شبكة الاتصالات التابعة للشركة العمانية للنطاق العريض تعد جزءا من الإستراتيجية الوطنية التي اعتمدها مجلس الوزراء لتطوير النطاق العريض والإنترنت، وما يجري تنفيذه يعد أيضا جزءا من الإستراتيجية.

ركائز عجلة التنمية

ومن جانبه، قال المهندس سعيد بن عبدالله المنذري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للنطاق العريض: نشعر بالفخر والاعتزاز بهذا التجمع الكريم الذي يُمثل ظاهرة تفردت بها السلطنة من نموذج تكاملي بين جميع أقطاب قطاع الاتصالات في السلطنة للنهوض بمستوى جودة خدمات الاتصالات على الرغم من التحديات الجغرافية الصعبة.

وأضاف بأن هذه الاتفاقيات تعتبر بداية التعاون الحقيقي بين الشركة ومشغلي الاتصالات المرخصين بالسلطنة من خلال تمكينهم من استخدام شبكات الألياف البصرية التي تم إنشاؤها في الأعوام الماضية مع مشاريع شبكات الصرف الصحي، والتي ستصل إلى ما يزيد على 100 ألف وحدة سكنية في محافظة مسقط بنهاية هذا العام؛ بحيث سيُتاح للمشغلين بعد توقيع هذه الاتفاقية تقديم خدماتهم تدريجيًّا لهذه المناطق حسب خططهم التسويقية.

وأضاف بأن الشركة العمانية للنطاق العريض ستبدأ في التوسع بتنفيذ مشاريع شبكات الألياف البصرية خارج محافظة مسقط ابتداءً من النصف الثاني من هذا العام، إضافة إلى مشاريع تدعيم أبراج المشغلين بالألياف البصرية لتمكينهم من توفير خدمات النطاق العريض عبر شبكات الهاتف المتنقل.

وأكد أنَّ بنود الاتفاقية تتجاوز فوائدها توفير شبكات الألياف البصرية للمشغلين؛ لتمتد إلى توحيد الجهود وتوزيع المهام والأدوار من خلال التخطيط المشترك وتفادي الازدواجية في تنفيذ البنية الأساسية؛ إذ إنَّ الشركة تم تأسيسها من قبل الحكومة لتكمل جهود المشغلين ولتكمل ما تم إنشائه منهم من شبكات الاتصالات.

وقال طلال المعمري الرئيس التنفيذي لعمانتل: إنَّ الاتفاقية جاءت على هامش أكبر حدث سنوي لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وهو "كومكس"، مضيفا: "كشركاء في هذا القطاع الحيوي والمهم نعبر جميعا من خلاله عن دعمنا للإستراتيجية الوطنية للنطاق العريض التي اعتمدتها الحكومة، والتي تصبُّ في نهاية المطاف في دعم خطط التحول الرقمي التي بدأت الحكومة في تطبيقها".

واعتبر المعمري أنَّ خدمات النطاق العريض إحدى الركائز الرئيسية لعجلة التنمية في أي بلد.. مشيرا إلى أنَّ الدراسات العالمية تؤكد أنَّ زيادة عدد مشتركي النطاق العريض بنسبة 10% يساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تزيد على 1%، وإدراكا من الحكومة بأهمية ذلك وضعت لهذا الغرض الإستراتيجية الوطنية للنطاق العريض، والتي يُشكل إنشاء الشركة العمانية للنطاق العريض أحد مكوناتها الرئيسية.

وأضاف بأنَّ تمكين أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة من الاستفادة من خدمات النطاق العريض أمر نحرص جميعا على تحقيقه، وستساهم هذه الاتفاقية في مساعدتنا كمشغلي اتصالات في الوصول إلى عدد أكبر من المشتركين في المناطق التي تتواجد بها شبكة الشركة العمانية للنطاق العريض.

وقال المعمري: "ننظر إلى هذه الاتفاقية كمبادرة مكملة للجهود التي قامت وتقوم بها عمانتل في مد تغطية شبكات النطاق العريض تسهم في توسيع قاعدة المستفيدين من خدماتنا للنطاق العريض، ويؤكد دخولنا في هذه الشراكة رغبتنا الصادقة والأكيدة في العمل مع مختلف الشركاء في قطاع الاتصالات بما يُساهم في دعم خطط وجهود الحكومة في التحول الرقمي".

وخلال كلمة جريج يونج الرئيس التنفيذي لـ"أريدو" في حفل توقيع الاتفاقية، قال: "إن هذه الاتفاقية جاءت لتتوج الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية من قبل مختلف الجهات المعنية".. مؤكدا أنَّ الألياف البصرية الحكومية -والتي تدار من قبل الشركة العمانية للنطاق العريض- تمثل ثروة وطنية، ومن ثم عندما تصبح متوفرة في السلطنة، لتقديم خدمات النطاق العريض للأفراد والمؤسسات التجارية بجودة عالمية؛ فهذا يساهم بذلك في التنمية الوطنية.

وأضاف بأن توافر هذه الشبكة للمشغلين في إطار تنظيمي يمنحهم فرصة إعادة تقديمها للجمهور كمنتجات ذات قيمة مضافة، وهو ما يمثل خطوة إيجابية كبيرة في تطوير الحياة الرقمية والرقي بالمجتمع الرقمي في السلطنة. وهو يؤكد من ناحية أخرى أهمية أن يستمر هذا التعاون بين كل الأطراف من أجل نجاح هذه المبادرة.

وأكَّد أنَّ الاتفاقية تُعد خطوة مهمة في ثورة النطاق العريض التي تشهدها السلطنة، وأن "أريدو" تتطلع لأن يكون لها دور مهم في هذه المبادرة، وأن تكون جزءا لا يتجزأ من هذا الإنجاز.

تعليق عبر الفيس بوك