صالون فاطمة العلياني بالبريمي يستضيف جلسة نقدية حول أعمال الشاعر علي المخمري

البريمي - سيف المعمري

استضاف صالون فاطمة العلياني الأدبي جلسة نقدية بعنوان "قراءة نقدية في أعمال علي المخمري الشعرية وقدم القراءة د. ضياء خضير بحضور الشاعر علي المخمري، وأدار الجلسة أحمد البحري، الذي بدأ بالترحيب والتعريف بالشاعر ومقدّم القراءة الشعرية وبدأت الجلسة بتناول نبذة عن ديوان ترميم أعمال علي المخمري الشعرية، وأشار إلى العنوان باعتباره العتبة الأولى للولوج إلى النص، ووقف عند غرابة الاسم وشاعريته في الوقت نفسه. وتطرّق بالحديث إلى كل مجموعة شعرية حسب ما يتمثل بها من عاطفة وصور شعرية تركت أثرها في القول الشعري في شعره. وقال د. ضياء خضير في ورقته: علي المخمري واحد من الشعراء العمانيين الذين لم ينالوا، كما نعتقد، حقهم من الناحية النقدية والتداولية العامة التي تمتع بها شعراء عمانيون دون غيرهم، مع أنه شاعر مهم في ضوء كل المعايير النقدية المعروفة. وديوانُه أو مجموعة أعماله الشعرية الصادرة هذا العام 2015م عن دار (مسعى للنشر والتوزيع) البحرينية تحت عنوان (ترميم الأعمال الشعرية كشجرة مقطوعة ترقب الغيم) شاهد على ذلك. ومثل كل الشعراء الحقيقيين الذين نشعر أن لديهم ما يقولونه، ويتكلمون فيه بألسنتهم، لا بألسنة أخرى مستعارة من غيرهم، يملك على المخمري روحا شعرية نادرة وغير محددة بغير معرفته الضمنية أو الظاهرة بكون الشعر تعبيرا خاصا أو صوتا داخليا وعلامة على روح حيّة على غموضها وتواضعها أحيانا، ومتسائلة ومندهشة على الرغم من قناعتها وثبات رؤيتها أحيانا ثانية، وطائشة، وحتى رعناء رغم جديتها وعقلانيتها، أحيانا ثالثة.

وأضاف: روح غريبة، قد تتجاوز التخوم المألوفة ولا تعترف بالمتعارف عليه من الحدود الأخلاقية والاجتماعية والفنية القارّة، ولذلك فهي تستخدم عبر كل قصيدة وكل كلمة لسانا غريبًا تبدو معه أحيانا غير متأكدة مما تقول مع أنها تواصل القول، كما لو كانت تستخدم اللغة لأول مرة. نعم روح تغنّي غناء داخليا مسكونا بفرح طفولي لا مصدر ولا مرجعية معروفة له غير مجرد الوجود على هذه الأرض في زمان ومكان محددين وممتدين ومنفتحين في الوقت نفسه على الأزمان والأمكنة كلها. ونشهد في كثير من قصائد المخمري وفي كل واقعة أومدوّنة من وقائعة ومدوناته الكتابية الطريّة تصادما بين الأشياء والكلمات غرابة في الألفاظ والدلالات وما يخلقه كل ذلك من فوضى الحواس وتبادل الروائح والنظرات. نظرات الطفل الوليد الذي يخرج من (قماطه) ليكبر و(يخطو) خطوته الأولى كما في مجموعته البكر (الخطوة الأولى لاجتياز قماطي) لاكتشاف العالم من حوله دون أن يفارق طريقته الطفولية في التعامل مع الأشياء والكلمات والإحساس بطعم الحليب فوق الشفتين. الطفل الذي كبر حتى صار شيخا، والكبير الذي صغر حتى صار طفلا، يمارس الإحساس بالعالم وتجريب العيش فيه بطريقته الخاصة غير البعيدة عن طرائق الأطفال وأحاسيسهم. ومشكلته الكبرى أنّ الآخرين من الكبار يحاصرونه بعيونهم المعدنية ويصادرون عليه زمنه الخاص، زمن طفولته وفردوسه الأرضي الذي لا يتكرر ولا يستعاد.

تعليق عبر الفيس بوك