أنتِ أيتها المرأة(2-2)

عبدالله الحجي

يقول الشاعر إن الرجالَ الناظرين إلى النساء***مثلُ السباعِ تطوفُ باللحمانِ

إن لم يصنْ تلك اللحومَ أسودُها*** أُكِلت بلا عوضٍ ولا أثمانِ

اعلمي أيتها المرأة - رعاك الله - أنك مستهدفة من قبل أعداء الإسلام والفضيلة، همهم أن تنسلخي من أخلاقك، ودينك؛ حتى تصيري ألعوبة في أيديهم، يصرفونك كما يريدون، بعيدة عن قيم الإسلام، وقد تفطنوا إلى أن المرأة هي السلاح الناجع لهدم الأخلاق، وتمييع الصفات، وتعطيل كريم الخصال، وطيب الشمائل في الواقع المعيش. وفساد المرأة مؤذن بفساد المجتمع، ولقد صرح بذلك بعض أئمة الكفر في قولهم:" كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع".

فمراد أعداء الإسلام:" حمل المرأة المسلمة على اقتفاء أثر المرأة الأوروبية، واتباع الطرق الاجتماعية الرائجة بين أمم الغرب"، ومن واجب المرأة المسلمة مواجهة هذه الدعوات الجهنمية بالاستقامة في الدين، والمحافظة على شرفها وعفتها من أن تلوثها الذئاب البشرية، ولتكن المرأة الأوربية لها عبرة وعظة، حيث أصبحت المرأة في أوروبا في وضع مزر، مجرد متعة لا غير؛ فانحلت أخلاق الغرب، وكثر فيهم المجون، وكل ألوان الخلاعة، حتى استفحل الأمر، وبلغ مداه؛ فنادى مفكروهم بضرورة وضع ضوابط للعلاقة بين الرجل والمرأة هناك، وضرورة التحلي بالأخلاق؛ لكي لا يقود الانحلال إلى سقوط المجتمع وضعفه، وفي الجانب الآخر شجعوا المرأة المسلمة على التحلي بأخلاقها، والتمسك بدينها، فاستمعي أيتها المرأة المسلمة إلى ما يقوله البروفسور فون همر:" والحجاب في نظر الإسلام، وتحريم اختلاط النساء بالأجنبي ليس معناه انتزاع الثقة بهن، وإنما هو وسيلة إلى الاحتفاظ بما يجب لهن من الاحترام والاحتشام، فالحق إن مكانة المرأة في الإسلام جديرة بأن تغبط بها".

إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي*** ولم تستحِ فافعلْ ما تشاءُ

فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ*** ولا الدنيا إذا ذهبَ الحياءُ

بل صرَّح أحد الغرب وهو هيلسيان ستانسبري قائلا:" إن المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشباب في حدود المعقول ... ولهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة؛ بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية ومجون أوروبا وأمريكا" ، فاسمعي أختاه يا من تساهلت في الحجاب، ولبست القصير؛ فجعلت مفاتنها ظاهرة بارزة، وهمها اللهاث وراء كل صيحة موضة.

ليس للبنتِ في السعادةِ حظٌّ *** إن تناءى الحياءُ عنها وولى

والبسي من عفافِ نفسكِ ثوبًا*** كلُّ ثوبٍ سواه يفنى ويبلى

أيتها الأخت المسلمة، عودي إلى ربك، ودينك، وأخلاقك عودا حميدا، عودي إلى كتاب ربك، فهو الدواء لكل داء أصاب القلب، واهتدي بهدي نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - وبهدي الصالحات عائشة، وخديجة، وفاطمة. وإن كنت قد أسلفتِ شيئا من الذنوب؛ فاستفيقي من غفلتك، وعدلي مسارك إلى الطهر، والحياء، والحشمة، والأخلاق الرفيعة، فذلك خير لك في دنياك قبل أخراك، فالبدار البدار إلى التوبة والإقلاع عن كل ذنب ارتكبتيه، فكل نفس بما كسبت رهينة، واعلمي أختاه أن الله يقبل توبة التائب ما لم يغرغر، فهبي، واسرعي إلى قول ربك: )وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ(. استعيني على الصلاح بمصاحبة النساء الصالحات اللاتي نوَّرن قلوبهن بنور الإيمان، وتلاوة القرآن، وطهرن أفعالهن بماء التقوى، والعمل الصالح، والخشية من الرحمن، فالمرأة كثيرة بأخواتها، قليلة بنفسها، )مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(.

ليس يرقى الأبناءُ في أمةٍ *** ما لم تكنْ قد ترقتِ الأمهاتُ

وإياك إياك أختاه من مصاحبة صديقات السوء، فهن بلاء عليك، وسبب لانحرافك، ضيعن شرفهن، فلا ترينهن إلا في أماكن الشبهة والحرام، يتجولن هنا وهناك كأغنام لا راعي لها، وبلباس تستحي المرأة الشريفة النزيهة لبسه، حيث لبسن الملابس الضيقة الشفافة غير الساترة؛ اتباعا لآخر صيحات الموضة الممقوتة، أفنين حياتهن في اللهو والغفلة والبعد عن الله، فتهاون في الصلاة، واقترفن من المنكرات ما لا يعلمهن إلا الله، فـــــــــ"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، فيا ويلهن من عذاب ربهن، ومن ظلمة قبورهن ووحشتها، أما يخشين نار جهنم يوم تلتهم أجسادهن إن لم يتبن،) وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(.

تعليق عبر الفيس بوك