عمان .. صوت السلام القوي

مدين البلوشي

حافظت السلطنة على امتداد السنوات التي مضت على منهجها الواضح والصريح في التعامل مع مختلف الأحداث الإقليمية والدولية ذلك الذي يقوم على تغليب لغة العقل والمنطق لحل كافة الخلافات التي قد تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، وأكدت أنّ الاعتدال والوسطية والحوار هي الحلول الأنجع والأجدى لتجاوز كافة الأزمات.

ويستمد هذا الأسلوب روحه وحكمته من فكر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي يتخذ من الموضوعية والتوازن في العلاقات الخارجية أساساً راسخاً لا حياد عنه والذي يقوم على محاولة جمع الأطراف المتصارعة على طاولة واحدة والمساهمة في الحل وتجلى ذلك فيما يتعلق بالملف النووي الايراني .

لقد كانت مسقط خلال الفترة الماضية مقصداً لكبار السياسيين في العالم لما بذلته وتبذله من جهود جادة في سبيل التقريب بين الإيرانيين و(الغرب) الذي أسفر عن التوصل إلى الاتفاق المبدئي بين هذه الأطراف والذي قد يقود إلى حل نهائي لهذا الملف الشائك.

وليس من المبالغة في شيء إذا قلنا أنّ هذا الاتفاق النووي (الايراني - الغربي) ما كان ليصل إلى ما وصل إليه وما كانت الثقة التي اكتسبتها الأطراف لتكون لولا الجهد والنية العمانية الصادقة لحلحلة هذه القضية والذي بدوره أكسب السلطنة ثقة واحترام كافة دول العالم.

هذا المنهج السلمي للسلطنة ظهر مجدداً خلال الأحداث الأخيرة التي تشهدها منطقة الخليج العربي فيما يخص أحداث اليمن إذ دعت السلطنة منذ اللحظة الأولى كافة الأطراف اليمنية إلى الحوار والتفاهم قبل أن تتفاقم الأزمة.

لقد كان صوت السلام هو الصوت الأقوى الذي ظلّ يميّز السياسة الخارجية العمانية والتي ترى السلطنة أنه يجب أن يعلو فوق صوت الرصاص مستفيدة في ذلك من حكمة جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي آمن منذ البداية بأنّ المحبّة والحوار هما الوسيلتان اللتان تكمن بين ثناياهما أمن وسلامة دول وشعوب العالم.

تعليق عبر الفيس بوك