"الثقافة" تقيم معارض تعريفية ومحاضرات توعوية بمختلف المحافظات احتفالا باليوم العالمي للتراث

الدراسات التوثيقية للحارت العمانية في معرض أثري بالمجمع التجاري "مسقط جراند مول"

عرض نماذج من مشاريع الترميم والصيانة بعدد من القلاع والحصون والمعالم التاريخية

زيارات افتراضية لمعالم تاريخية باستخدام تقنية "الإكولس" والتصوير بتقنية الليزر

زيادة الوعي التراثي لدى الأطفال من خلال عرض السلسة القصصية "آثار بلادي"

محاضرات تثقيفية بمدارس الخوض والعذيبة والقنطرة للتعريف بأهم القلاع والحصون

معرض أثري في قلعة بهلا و4 عروض مرئية في جامعة نزوى

دائرة الثقافة بمسندم تقدم عرضًا مرئيًا لصور من التراث على واجهة حصن خصب

استعراض أهم ملامح مشروع إنشاء سجل وأرشفة إلكترونية للمعالم التاريخية بمسقط

الرؤية - مدرين المكتومية

تحتفل وزارة التراث والثقافة اليوم باليوم العالمي للتراث الذي يوافق 18 أبريل من كل عام، وتقيم الوزارة بهذه المناسبة معرضاً في المجمع التجاري مسقط جراند مول خلال الفترة من 19 وحتى 21 أبريل. كما تنفذ عدة محاضرات ومعارض تعريفية من قبل دوائر التراث والثقافة في مختلف محافظات السلطنة احتفالا بالمناسبة.

وأكد أحمد التميمي مدير دائرة التراث والثقافة بمحافظة الداخلية في تصريح لـ"الرؤية" أن الوزارة تنفذ العديد من البرامج الهادفة إلى الحفاظ على التراث الأثري بالسلطنة، حيث يجري التنقيب عن الآثار وإجراء المسوحات الأثرية للمحافظة عليها، ففي ظل التعاون القائم مع البعثات الأثرية المختلفة في مجال التنقيب لتأهيل موظفي الوزارة.

وأضاف التميمي أنّ الوزارة تنفذ برنامج ترميم وصيانة المعالم التاريخية للمحافظة على القلاع والحصون والمساجد الأثرية والحارات، من خلال دائرة المتاحف التي تضطلع بعرض القطع الأثرية وترميمها في المتاحف المنتشرة بالسلطنة، كما تشرف الوزارة على برنامج توثيق المعالم التاريخية ودراستها، فضلا عن المشاركة في المؤتمرات والندوات المتخصصة للاستفادة من خبرات الآخرين. وأشار التميمي إلى أنّ برنامج عمل الوزارة في الخطة الخمسيّة المقبلة يتضمن مشاريع مهمة منها أعمال توثيق الحارات وترميم عدد من القلاع والمباني التاريخية والمساجد، والعمل على المسوحات الأثرية وأعمال التنقيب في مواقع مختلفة، وتمّ الانتهاء من ترميم جامع العارض في الحمراء وضريح ومسجد الشيخ ابن بركة في بهلا، والعمل جار في حارة البلاد في منح وحارة الجامع في أدم وسوق بهلا، إلى جانب ترميم مسجد الشرجه في نزوى ومساجد الحذفة.

فعاليات احتفالية

ويشتمل المعرض المقام في المجمع التجاري مسقط جراند مول على عرض محتويات الدراسات التوثيقية للحارات العُمانية، والتوثيق بمجلة الدراسات العُمانية، وعرض بعض نتائج مشروع توثيق المعالم التاريخية بمحافظة مسقط، كما يعرض نماذج من مشاريع الترميم والصيانة القائمة لعدد من القلاع والحصون والمعالم التاريخية والأثرية، ونماذج لبعض القطع الأثرية، ونبذة عن برنامج الآثار المغمورة بالمياه. ويتمكن الجمهور من الوقوف على طريقة ترميم المخطوطات عبر عرض حي ومشاهدة الأجهزة المستخدمة في ترميمها، وكذلك الاستمتاع بزيارة افتراضية لمعالم تاريخية باستخدام تقنية الإكولس والتصوير بتقنية الليزر، كما سيستعرض الأطفال السلسلة القصصية "آثار بلادي".

وتقام بهذه المناسبة عدة محاضرات ومعارض تعريفية من قبل دوائر التراث والثقافة في مختلف محافظات السلطنة، حيث سيتم إلقاء محاضرة بمدرسة الخوض للتعليم الأساسي (10-12) ومدرسة العذيبة الخاصة، في حين تقيم المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار، محاضرة في مدرسة القنطرة للتعليم الأساسي (5-10) للتعريف بأهم المعالم الأثرية والتاريخية بالسلطنة، والتعريف بأهم القلاع والحصون في محافظة ظفار وأهميتها، إلى جانب الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة للحفاظ على المعالم التاريخية.

وتقيم دائرة التراث والثقافة بمحافظة الداخلية معرضًا في قلعة بهلا وأربعة عروض مرئية في جامعة نزوى، وأمسية نسائية منوعة على المسرح الداخلي لقلعة بهلا إلى جانب إلقاء محاضرات بعدد من مدارس ولايات ومحافظة الداخلية، في حين تنظم دائرة التراث والثقافة بمحافظة البريمي محاضرة بمدرسة آمنة بنت الإمام جابر بن زيد الثانوية بنات وتتناول تراث محافظة البريمي والجهود المبذولة من قبل الوزارة بعملية الحصر والتوثيق وذكر المعالم الأثرية التي تمّ توثيقها بالمحافظة.

أمّا دائرة التراث والثقافة بمحافظة مسندم فتقدم عرضا مرئيا لصور عن التراث العالمي مساء اليوم على واجهة حصن خصب، وإقامة ورشة عمل توعوية في مدرسة مسندم للبنين عن الآثار المغمورة تحت الماء، وإقامة ورشة عمل توعوية في مدرسة خولة بنت الازور بنات عن الآثار المغمورة تحت الماء، إلى جانب إقامة معرض صور في مركز اللولو التجاري، في حين تقيم دائرة التراث والثقافة بمحافظة جنوب الشرقية محاضرة بمدرسة المروة الثانوية.

مكتشفات أثرية

ومن المكتشفات الأثرية الجديدة موقع جبل مضمار الاثري بولاية أدم - محافظة الداخلية الذي تم اكتشافه في عام 2009 م عند الطرف الشرقي لجبل مضمار وتمّ مؤخرًا التنقيب فيه من قبل وزارة التراث والثقافة وبالتعاون مع بعثة فرنسية من المركز الوطني للبحوث العلمية ( CNRS ) ضمن مشروع مسح وتوثيق الاستيطان البشري القديم في ولاية أدم. ويحوي هذا الموقع على عدة أبنية تم التنقيب في أحد هذه الأبنية وهو مبنى مستطيل الشكل ذو غرف متعددة مشيد بالطوب اللبن على أساسات حجرية ويعود هذا المبنى إلى نهاية العصر الحديدي المتأخر ( 300 قبل الميلاد( وقد شيّد هذا المبنى في مكان معزول بعض الشيء ويحتمل وجود بئر ماء بالقرب منه. ويبدو أنّ هذا المبنى كان ذا أهمية لدى سكان الموقع وربما كان مكانا لاجتماعاتهم وقد عثر داخل غرف هذا المبنى على مجموعة من المكتشفات الأثرية الفريدة من نوعها فقد تم الكشف ولأول مرة على جعبتين مصنوعتين بأكملهما من البرونز، مزودتين بحزام مصنوع، كذلك من البرونز، يبلغ طولهما 25 سنتمترا وتحتوي كل واحدة منهما على 6 سهام من البرونز، بالإضافة لقوس مصنوع من البرونز. ويبدو أن هذه الأدوات كانت نماذج لأدوات غير حقيقية استخدمت كهدايا كان يتم تبادلها بين الناس. ويبدو أنها كانت معلقة على جدران غرف المبنى إلا أنّها سقطت على أرضية الغرف لاحقا نتيجة انهيار المبنى. ويعد القوس والجعبتان مجموعة فريدة في سلطنة عُمان وفي شبه الجزيرة العربية بأكملها، وتعتبر هذه المكتشفات مصدرا استثنائيا للمعرفة بصناعة الأقواس والسهام العتيقة في شرقي الجزيرة العربية وسوف تكشف التنقيبات الأثرية المستقبلية في المبنى والمباني المجاورة المزيد من المعلومات عن طبيعة هذا الموقع الأثري، واستخدامات هذه المبنى والمباني المجاورة له ونمط الحياه الذي كان سائدا في هذا الموقع والعائد إلى نهاية العصر الحديدي.

الترميم والصيانة

ويعد بيت الغشام من المعالم الأثرية المميزة في ولاية نخل، وما يزال المعلم محافظا على طابعه المعماري القديم وهو ملك خاص لاحد ألأهالي. ويبلغ طوله (50) مترا وعرضه (40) مترا. ويتكون من قصبة مكونة من دورين (15) غرفة وبعض المخازن والصباح الرئيسي ومجلسين ومربط للخيل وبئر ماء. وهو مبني من مادة الجص والطين وقد شرعت الوزارة في ترميمه بالتنسيق مع أصحابه في عام 2012 وقد ساهمت الوزارة ببعض المواد والإشراف الفني. وحاليا جار العمل بالمرحلة الثانية للمشروع من قبل الملاك من أجل تطويره وتأهيله سياحيًا.

سجل للمعالم الأثرية

ويهدف مشروع إنشاء سجل للمعالم التاريخية بمحافظة مسقط إلى إعداد توثيق شامل يمكن من خلاله التعريف بمختلف المعالم التاريخية بمحافظة مسقط ووضع مخططات للمواقع المشمولة بالدراسة حتى تسهّل على الوحدات الحكومية كوزارة الإسكان ووزارة البلديات الإقليميّة وموارد المياه مراعاتها عند تنفيذ مشاريع التنمية المختلفة، كما تقوم بتوفير أرشفة إلكترونية تضم مختلف المعلومات الخاصة بالمعلم وتشمل: استمارة التسجيل والخرائط والمخططات والتوثيق والصور وغيرها من المرفقات وصولا إلى إعداد قاعدة بيانات مرنة، إلى جانب إنشاء خارطة خاصة بكل ولاية توضح بدقة التوزيع الجغرافي للمواقع، ودراسة مختلف خصائص ومميزات المعالم والطرق المثلى لحمايتها والاستفادة منها في التوظيف السياحي بالتنسيق مع المختصين من وزارة السياحة، كما يعد المشروع نموذجًا لأعمال التوثيق التي تنفذ تباعًا بمحافظات السلطنة من قبل دوائر التراث والثقافة.

تعليق عبر الفيس بوك