رباعية الحلم والإرادة والواقع والانجاز

حمد البرواني

من كان في بصيرته شك أنّ الأحلام ماهي إلا أماني العاجزين فليولِ وجهه شطر تعليمية شمال الشرقية، ليرى بعين البصر والبصيرة أنّ للأحلام ألف حكاية وحكاية حتى تكون واقعا معاشا.

تفاصيل الحلم: للحلم تفاصيل كثيرة تعود بشريط الذكريات إلى سنوات مضت لرؤية إبداعية تضمنت في إحدى محاورها تعليما إبداعيا ينشد توفير بيئة علمية للمتعلمين مختلفة كليا عمّا هـو مألوف في بيئة التعلم..

فراود الحلم حالميه بإنشاء مركزً ينقل المتعلمين إلى عالم آخر للتعلم عالم محوره التفاعل والتجريب والمشاهدة والتعلم بالمرح والاكتشاف فبدأت أول تفاصيل حكايا الحلم بإنشاء مركز للاستكشاف العلمي.

الإراده: كلمة لا تظهرها تفاصيل الأحلام الوردية فهي ذلك الحد الفاصل من اليقين بمدى الإيمان بالحلم أو التخلي عنه وللإرادة حكاية أخرى مع الحالمين بين مواصلة الحلم بطموح الراغب إلى بصمة الإنجاز تحمله في ذلك همة الطامحين إلى بلوغ مدارك غايتهم وبين واقع يقول من أين لكم سبيل إلى تحقيق أحلامكم التي تسابق واقعكم فهلا عشتم الواقع بحقيقته وتركتم الاحلام؟

وبين الحلم والإرادة تفاصيل حكاية طرق متعددة فأخذ الحالمين بوصلة (الإرادة) معينا لهم لتخطئ حواجز الواقع الوهمية وصولا إلى وجهة الواقع كما راودهم في حلمهم.

متخذين من دروس الحياة والآخرين قدوة لهم فالإنجازات التي نراها في عالم اليوم ما هي في الأصل إلا حلم داعب أجفان أصحابها يوما ما وما كان لها أن تتحقق إلا بفضل إراده قويّة فمن يملك الإرادة لتحقيق أحلامه سيراها حتمًا يومًا ما أمام بصره تحدثه بأنّها حلمه الذي آمن به وسعى إلى تحقيقه بإدارة الإرادة.

الواقع: حكاية إنجاز يري بعين البصر والبصيرة واقعا معاشا لا حلما بتفاصيل وردية فهو واقع يحكي قصة حلم وارادة اجتمعا ذات يوم ليكون الواقع الذي نتجول في دهاليزه في يومنا هذا هو واقع يخبرنا ان (الاحلام) بحاجة الى ( الاراده) لتكون ( واقعا) شاخصا يحدث الاخرين عن بصمة انجاز اساسها حلم آمن به من راوده ..

فمركز الاستكشاف بواقعه الحالي الذي يدهش جلّ زائريه هو مثال على إبداع الإرادة التربوية في تحقيق ما تسعى إليه في تطور العمل التربوي المتصل بتطوير أساليب التعليم، وجعل بيئة التعلم أكثر تشويقا لطلبة العلم عن طريق الممارسة المحسوسة وهو رسالة إلى كل التربويين بأنّ بأيدينا أن نغيّر كثيرًا من الواقع الذي نعيشه إلى واقع أفضل متى ما أردنا أن نكون إيجابيين في طرحنا وفي تعاملنا مع الواقع بإمكانياته القائمة فالمركز مثال حي على أنّ بالتربية والتعليم من يؤمن بأن تغيير الواقع ينبع من إرادة الأفراد بالنظر إلى كثير من التحديات على أنها دافع إلى الإنجاز وأنّ التغير يبدأ من الدائرة الضيقة وصولا إلى العمومية الواسعة.

فكان أن تجلت هذه الإرادة الصلبة التي كانت في يوم ما حلما إلى أن أضحت إنجازا تمثل بفوز مركز الاستكشاف بجائزة الرؤية 2015 كأفضل مؤسسة حكومية لتؤكد أن الإنجاز القائم على التخطيط والعمل الدؤوب تكون ثمرته اعترافا من الآخرين بحجم الجهود التي بذلت للوصول إلى هذا الإنجاز الذي يفخر به الجميع..

فبوركت مساعي من عمل لأجل أن يكون مركز الاستكشاف العلمي منارة شاهدة على الإبداع والتميز والتغيير التربوي إلى ماهو أفضل، مستلهمين من خدمة وطنهم وقودًا للإنجاز وتخطي كل التحديات، وبلاشك فإن جائزة الرؤية تعد وسامًا على صدورهم وملهمة لهم للحفاظ على سيرة هذا المركز والعمل بجهد أكبر لتحقيق إنجازات أكبر.. فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

تعليق عبر الفيس بوك