المعرض المصاحب لندوة "عُمان في الوثائق الفرنسية" يبرز ثراء المخزون الوثائقي للسلطنة

◄ مدير معهد العالم العربي: السلطان قابوس شخصية تحظى بالاحترام لما حققه لشعبه من إنجازات

◄ الصولي: التعاون بين سفارة السلطنة في باريس ومعهد العالم العربي ساهم في نجاح المعرض

◄ الصباحي: التحضير للمعرض بدأ مبكرا لضمان اختيار أفضل التصميمات المناسبة للصور والوثائق

◄ العبري: المعرض جاء مكمِّلا لما استعرضته ندوة عُمان في الوثائق الفرنسية من أوراق عمل

◄ الوثائق المعروضة تتناول العلاقات الدولية للسلطنة على مدى فترات تاريخية تبدأ من القرن السادس عشر

◄ صور نادرة لصاحب الجلالة مع رؤساء الجمهورية الفرنسية وبعض الشخصيات الدولية المهمة

◄ نماذج من المراسلات بين الأئمة وسلاطين عُمان تبرز متانة العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا

يُواصل المعرض الوثائقي المصاحب لندوة "عُمان في الوثائق الفرنسية" -الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، خلال الفترة من 7 وحتى 10 أبريل في باريس- إبرازَ المخزون الوثائقي للسلطنة من مُختلف الوثائق ذات القيمة التاريخية، وعرض الوثائق التي تمثِّل العلاقات العُمانية مع جمهورية فرنسا، ومع مختلف دول العالم.

وخلال افتتاح المعرض الوثائقي، أبْدَى معالي جاك لونج مدير معهد العالم العربي إعجابه بما يحتويه المعرض من مخطوطات ووثائق تؤرخ للعلاقات الفرنسية العُمانية وارتباطها الوثيق منذ القدم، كما ثمَّن أهمية العلاقات من خلال التعاون المشترك وإقامة الفعاليات والمؤتمرات والندوات الثقافية، وكذلك في الجوانب التجارية والاقتصادية والفكرية، كما عبَّر عن سعادته بالتوصل لتوقيع مُذكرة التفاهم في مجال الوثائق والمحفوظات التي تعزِّز التعاون المشترك، كما عبَّر عن سعادته بعودة صاحب الجلالة السلطان قابوس إلى عُمان.. وهنَّأ الشعب العُماني بهذه العودة. وقال إنَّه مُعجب بجلالة السلطان قابوس الذي حقَّق إنجازات كبيرة لبلده.. وأضاف: في كلِّ مرة أذهب فيها إلى عُمان أكون مبهورا بجماليات الهندسة المعمارية واهتمام جلالة السلطان بالثقافة والفنون، كالأوبرا السلطانية العُمانية التي تعد تحفة معمارية، كما أنَّ جلالة السلطان قابوس شخصية مُفعمة بالسلام والاحترام. ومن الضروري لفرنسا أنْ تقيم علاقات وطيدة مع السلطنة؛ فجلالته يُمثل القيم العليا والصفات النبيلة.

باريس (مُوفدة الرُّؤية) - مدرين المكتوميَّة

وتتناولُ الوثائق المعروضة فترات تاريخية مُختلفة؛ بدايةً من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين، وتشمل وثائق العلاقات الدولية، والوثائق الخاصة، ومجموعة من المخطوطات القديمة، إضافة للصور والطوابع والعملات، والأفلام التاريخية. كما يُركز المعرض الوثائقي المصاحب للندوة على عدة مواضيع؛ أهمها: صُور صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- مع أبرز رؤساء الجمهورية الفرنسية وبعض الشخصيات المهمة، والتي تمثِّل جانبا مُهمًّا من العلاقات العُمانية الفرنسية الحديثة، وتستعرض تاريخ عُمان وتبرز نماذج من المراسلات بين الأئمة وسلاطين عُمان لمختلف المواضيع والحقب الزمنية المتعاقبة بالعلاقات مع فرنسا، كما تشملُ دور سلاطين زنجبار في انتعاش الحضارة في شرق إفريقيا.. ويتضمَّن المعرض صورا عن العلاقات الدولية، التي تؤكد علاقات عُمان منذ القدم مع دول العالم المختلفة؛ مثل: فرنسا، وروسيا، وتركيا، والهند، وبريطانيا، وأمريكا...وغيرها من الدول مُتنوعة المواضيع سياسيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا...وغيرها. ويشمل المعرض أهم الخرائط التي تضمها الهيئة لفترات زمنية مختلفة، كما يحتوي على مجموعة قيمة من المخطوطات والطوابع والعملات، ويعرض كذلك صُورًا من الصحف والمجلات القديمة التي تمتلكها الهيئة، ومجموعة قيِّمة من الصور القديمة لعُمان، وصور حديثة تبيِّن التنمية العُمانية على مختلف الأصعدة، وعرض أفلام عن نهضة عُمان الحديثة، إلى جانب ملامح الحياة الاجتماعية والصناعات العُمانية التقليدية التي مارسها العُمانيون منذ أقدم العصور، ودور المرأة العُمانية في الحياة الاجتماعية والأسرية وفي مختلف مجالات التنمية.

وتتناول الوثائق المعروضة فترات تاريخية مختلفة بدايةً من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين وتشمل وثائق العلاقات الدولية، والوثائق الخاصة، ومجموعة من المخطوطات القديمة، إضافة إلى الصور والطوابع والعملات، والأفلام التاريخية.

زوَّار المعرض

وقالت نادية جرباز مسؤولة عن العلاقات لخارجية في جمعية ترقية الثقافات والسفر: وردتْ إلينا دعوة من معهد العالم العربي لحضور فعاليات ندوة عُمان في الوثائق الفرنسية، وكان برنامج الندوة ثريا من مختلف الجوانب المتعلقة بتاريخ والثقافة الاقتصاد والأدب، كما كان المعرض مستوفيا ومتكاملا من حيث عرض حجم العلاقات بين البلدين والامتداد التاريخي لها، وهو ما دفعني للعودة للمرة الثانية للتواجد في أروقة المعرض بهدف مزيدٍ من الاطلاع على الشواهد الحضارية لعُمان، كما أنني مُهمته كثيرا منذ زمن بعُمان وحضارتها الجميلة؛ فقد تعرَّفت على الامتداد الحضاري لعُمان في شرق إفريقيا، ولم أكن على دراية بأنَّ لعُمان امتدادًا بحريًّا إلا من خلال ما شاهدته من وثائق وخرائط تبيِّن ذلك، وما أتمناه فعلا أنْ يتكرَّر المعرض في السنوات المقبلة لتتاح لنا فُرص أخرى للتعرُّف بشكل أكبر وأوسع عن عُمان.

وقالت منوسو لبوزيل: فوجئنا من خلال زيارتنا للمعرض بالكم لهائل من الوثائق والمخطوطات، التي تتحدَّث عن التاريخ العُماني وعلاقاتها مع دول العالم ومع فرنسا بالأخص التي لها بعد تاريخي وحضاري قديم، وهو أمر يُشجِّع على استمرار هذه العلاقات الطيبة مع عُمان، كما أنَّ الصورَ التي تُعرض عن عُمان مُدهشة وتحفزنا لزيارة عُمان والتعرف على تاريخها وتراثها عن قرب.

وقال جوم بيج: تجولنا في أروقة المعرض الذي يضم الكثير من المخطوطات العُمانية التاريخية المهمة، وهو نتاج تاريخي رائع، كما شعرتُ في المعرض وكأنني أعيش قصة مختلفة كان أبطالها بحارة كبار قادرين على ركوب البحر، وأعجبنا المعرض كفرنسيين وجميع من زاره أشاد بتلك المخطوطات والوثائق التاريخية والثقافية الممتدة، ونتمنى أن تكون هناك مشاركات أخرى؛ لأنها فرصة للدارسين والباحثين للتعرف على هذه المقتنيات الثمينة من المخطوطات والتي من شأنها أن تقدم لهم معلومات قيمة لتخدمهم في الدراسات والبحوث التي يقومون بها. ومن الجميل أنْ يكون هناك تنسيق مع الجامعات والكليات لتعريفهم بما يحتويه المعرض، ونتمنى أن ننال فرصة للتواجد في المعرض من جديد لما يمثله من تظاهرة ثقافية جميلة وواسعة.

وقال إسماعيل شافعي من معهد العام العربي: إنَّ المعرض مُتميز جدا، وقد اطَّلعت على ما يحتويه من مخطوطات ووثائق عُمانية تاريخية، فضلا عن الوثائق التي تمثل حجم العلاقات العُمانية الفرنسية والتي تبدو أنها عميقة من الناحية الدبلوماسية، ولفت انتباهي تلك المناظر الخلابة التي جعلتني متلهف لزيارة عُمان؛ فمثل هذه الوثائق والمخطوطات والمعروضات بالمعرض تجعلنا نهتم كثيرا في السعي إلى زيارتها، والتعرف على شعبها عن قرب؛ فمن خلال المعروض أجد أنَّ تاريخ عُمان ممتد، وهو ما يكشفه المعرض، إلى جانب إظهار الامتداد الملاحي الذي لعبه العُمانيين منذ القدم.

التحضير للمعرض

ويُشار إلى أنَّ العمل للمعرض الوثائقي في باريس تطلَّب جهدا وتنسيقا متواصلا مع مختلف القنوات بين السلطنة والسفارة العُمانية في باريس، وتم التحضير له بشكل مناسب مهَّد لظهور فعاليات الندوة والمعرض بشكل متميز.. وقال حمد بن خليفة الصولي رئيس قسم التعاون الدولي بالهيئة في باريس حول الندوة والمعرض الوثائقي: إنَّ العمل المشترك مع سفارة السلطنة في باريس ومعهد العالم العربي كان جيدا جدًّا، خاصة وأنَّ الفريق اتسم بالتعاون وحب العمل، والحمدالله كانت الفعالية مكللة بالنجاح، والندوة استوفت مختلف الجوانب الحياتية والارتباطات التاريخية بين السلطنة وفرنسا، كما أن المعرض تضمن مجموعة كبيرة من المخطوطات والوثائق التي تعدُّ نتاجًا فكريًّا وثقافيًّا كبيرا ومهمًّا، خاصة وأنَّ زوار المعرض تدفقوا بكثافة لدرجة أنه كان مكتظا بالزوار الذين قدموا للاطلاع على الصور المعبرة عن العلاقات العُمانية الفرنسية والتعرف على التاريخ القديم لعُمان.

وعبَّر الصولي عن سعادته بما تحقَّق خلال الفعالية والإشادة بالمعرض من جانب زواره، فضلا عن توقيع اتفاقية بين البلدين تعنى بالوثائق والمحفوظات فيما يخص التعاون المشترك واستجلاب نسخ من الوثائق التي تخص السلطنة وتبادل الخبرات وإقامة مؤتمرات وفعاليات مشتركة توصل الرسالة للمتابع والمهتم والمطلع لتلك العلاقات الطيبة والقديمة.. وأكَّد الصولي فخره بأن تكون عُمان من الدول المميزة بين دول العالم بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لعُمان قائدا لشعبها.

وحول الإعداد للمعرض، قالت حنان بنت محمود بن عودة أحمد رئيسة قسم المعارض بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: تولي هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية اهتماما بالغاً بالمعارض الوثائقية لما لها من أهمية ودور كبير في تمثيل الذاكرة الوطنية لسلطنة عُمان فهي نافذة لتاريخ السلطنة وتعد أرضا خصبة للبحثين والمهتمين والمفكرين، ومد جسور التواصل مع العالم الخارجي من خلال مشاركتها لمثل هذه المحافل الثقافية، وتهتم الهيئة بالمشاركة في الفعاليات الثقافية الدولية والمحلية، وكان أبرزها المعرض الوثائقي السنوي احتفالا بالعيد الوطني المجيد وتنظيم المعرض الوثائقي الدولي في العاصمة الأوزبكية طشقند في سبتمبر الماضي والمعرض المصاحب للمؤتمر الدولي الثالث حول الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العُماني في دول البحيرات العظمى الإفريقية في العاصمة البوروندية بوجمبورا، كما شاركت الهيئة في معارض وفعاليات متعددة لهذا العام في مختلف دول العالم في البرازيل وتونس وفي جمهورية مصر العربية -متمثلة في جامعة الدول العربية- وفي سلطنة بروناي دار السلام، وتنظم المعرض الوثائقي المصاحب لندوة عُمان في الوثائق الفرنسية، والذي يقدم لغاية العاشر من أبريل الجاري، وتقدم الهيئة دورا كبيرا في إعداد وتنظيم المعارض وتنفيذها؛ بحيث تهتم بتنويع عرض الوثائق والمخطوطات في المعارض الدولية والمحلية من أجل التوعية الثقافية لمختلف شرائح المجتمع المحلي والدولي، وتحقيقا لرؤية هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والهدف من إنشائها لحفظ ذاكرة الوطن وإبرازه للجمهور للاستفادة من هذا الإرث الثمين.

وقال أحمد بن محمد الصباحي مُصمِّم داخلي وإخصائي معارض بالهيئة: إنَّ التحضير للمعرض يُمثل فرصة كبيرة لعمل إبداعي جديد مع تعدد المعارض الوثائقية نخرج بعمل تصميمي حديث؛ مما يُساهم في التفكير فيما هو جديد في تصميم المعرض، وقد سبقت المعرض الوثائقي المصاحب لندوة عُمان في الوثائق الفرنسية أعمال وتحضيرات؛ من أهمها: اجتماع فريق العمل والتنسيق مع السفارة العُمانية في باريس للتوصل إلى كيفية العرض المناسبة لوثائق عُمان التاريخية باستخدام لوحات مُصمَّمة بشكل يتناسب مع الوثائق المعروضة وأهمية الحدث ومكان المعرض.

وقال وليد بن علي العبري رئيس قسم الدراسات بالهيئة: إنَّ المعرض الوثائقي المصاحب جاء مكملا ومؤكدا على ندوة عُمان في الوثائق الفرنسية الذي أبرز الكثير من الوثائق التاريخية لعُمان، والعلاقات العُمانية التي ترتبط عُمان بها مع دول العالم، وما استعرضته الندوة من أوراق عمل ثرية أكدت قوة العلاقات العُمانية الفرنسية، وأبرزت الأهمية التاريخية لعُمان.

تعليق عبر الفيس بوك