فلسفة الحكمة العمانية

إيمان بنت الصافي الحريبي

تشكل فلسفة عدم التدخل في شؤون الغير والتسامح والهدوء، ومناصرة الحق، والعدل والسلام والأمن والتسامح والمحبة، والدعوة إلى تعاون الدول من أجل توطيد الاستقرار وزيادة النماء والازدهار ومعالجة أسباب التوتر في العلاقات الدولية بحل المشكلات المتفاقمة؛ حلاً دائماً وعادلاً يعزز التعايش السلمي بين الأمم ويعود على البشريّة جمعاء بالخير العميم. وكانت هذه الفلسفة صمام الأمان لهذا البلد وهي في ذات الوقت مرتكزات وأطر فلسفية بنيت عليها المراحل المبكرة من النهضة والمسيرة العمانية، وهي ذاتها التي تمشي عليها الرؤية الحالية والمعاصرة وللنهضة المباركة. وهي- بلاشك- أسس صالحة وتشكل القاعدة والأساس المتين للفلسفة العمانية داخليًا وخارجيًا. ومن الملاحظ أنّه ووفق هذه الفلسفة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ساهمت في المحافظة على المكتسبات وتعزيز القيم ولم تقف عند هذا الحد بل ساهمت في تشكيل الشخصيّة العمانية وفق رؤية عمانية رائدة صاغها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أبقاه الله- فجلالته يرى أنّ الإدارة الحصيفة تقتضي بأنّه "إذا أردت أن تكون قويًا في الخارج فكن قويًا في الداخل, والانفتاح هو جزء من تقوية الداخل, وهو انفتاح مدروس ولكنّه أكيد. والجرعة العالية للانفتاح قد تفقدنا مصالح نريدها للشعب العماني" هذا يعكس فلسفة القيادة الرشيدة التي قامت على الانفتاح المرن والمتدرج والانتقال المتأني سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والعلمي وبالتالي الثقافي والمجتمعي، بما يكفل الانتقال المرن السلس دونما خلل في النسق القيمي الاقتصادي ودونما تمزق في النسيج الاجتماعي.

لذلك فإن المتتبع لسياسة السلطنة وعلاقاتها مع كافة دول العالم سيرى ثبات هذه الفلسفة التي قامت عليه هذه الدولة منذ نشأتها ورصانة مبادئها وثباتها في ذات الوقت فهي تبقي دائمًا على أواصر الأخوّة والتواصل والوحدة العربية وتمد يد العون وتحل الأزمات بهدوء فأصبحت مرجعًا حين يبحث العالم عن الحكمة وصوت العقل فيوؤد أمام حصافة رأيها وصدق توجهها كل خلاف، فيغلُب صوت السلام والسلم والأمن والأمان الذي يبحث عنه العالم فوجده في عمان فأخذوا يستأنسون برؤية قائد عمان. الثبات في المبادئ هي جنّب عمان الفتن والقلاقل التي يعيشها العالم في هذه الأيام وهو نجاح يسطر بأقلام الفخر والعرفان لرجل عظيم استطاع أن ينأى ببلده وشعبه ويدير البوصلة في الداخل نحو البناء والتنمية. ولم تكن عمان بمعزل عن الخارج إلا من مفهوم السلم والتسامح حتى تصدّرت المشهد السياسي.

أخيرا، لطالما اتّسمت المواقف العمانية دوماً بالصراحة والصدق والوضوح واكتسبت التأييد والتقدير من جانب الجميع داخل المنطقة وخارجها ودائما ما تقرب وجهات النظر بين الأشقاء وتتعاون على كافة الأصعدة مع دول المنطقة لبناء حياة أفضل لشعوبها في الحاضر والمستقبل.

تعليق عبر الفيس بوك