"المحفوظات الوطنية" توقع مذكرة تفاهم على هامش ندوة عمان في الوثائق الفرنسية الثلاثاء

مسقط - الرؤية

تنظم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الثلاثاء المقبل ندوة عمان في الوثائق الفرنسية بالعاصمة باريس، بالتعاون مع سفارة السلطنة بباريس وكل من الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي وأرشيف وزارة الدفاع الفرنسية، والأرشيف الوطني الفرنسي، كما توقع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية مع الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي مذكرة تفاهم في مجال الوثائق والمحفوظات، وينظم على هامش الندوة معرض وثائقي عماني يستمر حتى العاشر من أبريل الجاري.

وتهدف الهيئة من إقامة هذه الندوة العلمية الوثائقية إلى دراسة العلاقات العمانية- الفرنسية دراسة معمقة تشمل تاريخها السياسي والحضاري والاقتصادي والاجتماعي والعسكري والثقافي، وتجلي عناصر التفاعل بين البلدين الصديقين عبر مراحل متعددة تاريخياً، وتأكيداً للنظرة المشتركة بين كل من سلطنة عمان وجمهورية فرنسا لإبراز هذه الجوانب وتجسيد هذه العلاقة واستمرارها وتطوير التواصل والإخاء، وترسيخ ذلك للأجيال فيما يربط هذه المجتمعات من علاقات وطيدة، ويكمن ذلك التفاعل في إبراز التواصل الحضاري في رسم مسارات العلاقات بين عمان وجمهورية فرنسا، ومن هنا ارتأت الهيئة إقامة هذه الندوة العلمية، لاستعراض مسيرة تاريخ وحضارة عمان وتواجدها في الشرق الإفريقي والمحيط الهندي وعلاقاتها بفرنسا، واستجلاء الجذور والمرجعيات التاريخية للتطور، فالتاريخ هو مستودع التجارب وكاشف الحقائق، ولا بد من الانتفاع به، من خلال الرجوع إلى المصادر الأصلية سعيًا إلى كتابة تاريخ شامل يقوم على منهج علمي دقيق ومؤصل، فضلاً عن افتقار المكتبة العربية والأجنبية وعدم معرفتها واطلاعها بوضوح حول ذلك، وتأكيد أهميّة العلاقات العمانية-الفرنسية ودورها التجاري، لذلك اتجهت الدبلوماسية الفرنسية نحو تطوير العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع عمان، ويشمل ذلك الاهتمام الفرنسي بالتواجد العماني في شرق إفريقيا والمناطق المجاورة لها؛ حيث الندوة تلقي الضوء من خلال بحوثها المقدمة على حجم العلاقات القائمة، كما أنها ستكشف جانباً من الجوانب الحضارية والتاريخية والعسكرية لعمان ودورها وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية وفي ترسيخ علاقات متينة مع دول العالم، وستشكل أوراق العمل رصيداً هاماً لإبراز هذه الجوانب.

وتشمل المواضيع التي ستطرحها الندوة، العلاقات التجارية بين عمان وفرنسا في عهد السيد سعيد بن سلطان: 1806-1856، وكذلك تراث الأرشيفات والتعاون الدولي في الأرشيف الوطني (فرنسا): الخبرة والممارسات المشتركة، وتطرح قضايا سياسية في العلاقات العمانية ــ الفرنسية من خلال الأرشيف الوطني الفرنسي 1844ــ1907، كما تلقي الضوء على المحاولات الفرنسيّة لربط علاقات دبلوماسيّة وتجاريّة مع عمان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ستتابع الندوة نظرة الفرنسيين للحياة الاجتماعية العمانية من خلال الأرشيف الفرنسي، وتطلع الندوة على التعاون العسكري الفرنسي- العماني منذ عام 1980م، وتدرس العلاقات العمانيّة الفرنسية من خلال السفينة العمانية الصالحي: 1786-1790، وتتابع مسائل من تاريخ عمان الاقتصادي من خلال "مجلّة العالم الإسلامي" الفرنسية (1906-1926)، وتناقش العلاقات الاقتصادية العمانية الفرنسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كما تقدم قراءة على العلاقات العمانية الفرنسية: فترة تعيين القنصل بيار جوزيف بوشامب في مسقط.

وحرصًا من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على التعاون الثقافي والتاريخي مع مختلف المؤسسات الوثائقية في العالم، وما أوكل إليها قانون الوثائق والمحفوظات القيام بجمع الوثائق المتعلقة بالدولة في الخارج، توقع الهيئة مع الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي مذكرة تفاهم، وسيعمل بموجبها على تبادل نسخ من وثائق المحفوظات وأدوات البحث المتعلقة بهذه المحفوظات، والمطبوعات وأعمال البحث والدراسات التي تسهل البحوث حول هذه الوثائق.

وتشمل الندوة تبادل الخبراء في مجال الإدارة الرقمية للمحفوظات وبخاصة حفظ المحفوظات الرقمية على المدى الطويل، وتبادل المقترحات حول الأنشطة التي يمكن تنفيذها وفقا لأولويات كل طرف. وتنظيم الأنشطة المتعلقة بحفظ وثائق المحفوظات واستعادة قيمتها، وستشمل أيضا إمكانية تنظيم المؤتمرات والمعارض في مجال إدارة الوثائق والمحفوظات، كما ستشجع المذكرة على تبادل الدورات التدريبية، وزيارات الخبراء، والبحوث العلمية في مجالات التعاون المشار إليها.

وتقدم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية معرضا وثائقيا عمانيا مصاحبا لندوة عمان في الوثائق الفرنسية يستمر حتى العاشر من أبريل في باريس، ويهدف المعرض إلى إبراز المخزون الوثائقي للسلطنة لمختلف الوثائق ذات القيمة التاريخية، وكذلك إلى عرض الوثائق التي تمثل العلاقات العمانية مع جمهورية فرنسا ومع مختلف دول العالم بشكل عام.

ويركز المعرض الوثائقي المصاحب للندوة على صور صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله- مع إبرز رؤساء الجمهورية الفرنسية وبعض الشخصيات المهمة والتي تمثل جانبًا مهمًا من العلاقات العمانيّة الفرنسية الحديثة، وكذلك مواضيع من الوثائق تتحدث حول تاريخ عمان وتبرز نماذج من المراسلات بين الأئمة وسلاطين عمان لمختلف المواضيع والحقب الزمنية المتعاقبة بالعلاقات مع فرنسا، ودور سلاطين زنجبار في انتعاش الحضارة في شرق إفريقيا، ويتضمّن المعرض أيضًا العلاقات الدولية، والتي تؤكد علاقات عمان منذ القدم مع دول العالم المختلفة مثل فرنسا وروسيا وتركيا والهند وبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول متنوعة المواضيع سياسية وثقافية واجتماعية وغيرها، كما يشتمل المعرض على أهم الخرائط التي تضمها الهيئة لفترات زمنية مختلفة، كما يحتوي على مجموعة قيمة من المخطوطات والطوابع والعملات، ستعرض كذلك صور من الصحف والمجلات القديمة التي تمتلكها الهيئة ومجموعة قيمة من الصور القديمة لعمان، وصور حديثة تبين التنمية العمانية على مختلف الأصعدة، وعرض أفلام عن نهضة عمان الحديثة.

ويضم المعرض جانبًا من الحياة الاجتماعية والصناعات العمانية التقليدية التي مارسها العمانيون منذ أقدم العصور، إضافة إلى حضور المرأة العمانية في الحياة الاجتماعية والأسرية وفي مجالات التنمية. وتتناول الوثائق المعروضة فترات تاريخية مختلفة بدايةً من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين وتشمل وثائق العلاقات الدولية، والوثائق الخاصة، ومجموعة من المخطوطات القديمة، إضافة إلى الصور والطوابع والعملات، والأفلام التاريخية.

تعليق عبر الفيس بوك