أهلنا في اليمن.. لكم الله

فايزة سويلم الكلبانية

في الوقت الذي تحتفل فيه سلطنتنا الحبيبة وتصدح بالأهازيج فرحة بوصول صاحب الجلالة ﻷرض السلطنة بعد طول غياب معافى سالما ولتجسد ذروة الالتحام بين القيادة والشعب؛ يوجد في الجانب الآخر من العالم العربي ما ينغّص فرحتنا، حيث تتحول الساحة اليمنية إلى دمار شامل يستهدف سكب دماء اﻷبرياء من أطفال ونساء ورجال، وهدم للبيوت والمستشفيات والخدمات بهجوم من طائرات حربية مقاتلة "عربية باسلة" تقودها بعض الدول العربية تحت مسمى "عاصفة الحزم" وليتهم يدركون نتائج حزمهم الخاطئ.. معللين لأنفسهم ولمن حولهم من دول مساندة لهذه المجزرة بأنّهم يستهدفون الأطماع والمخططات الإيرانية.. ولا أدرى كيف نعاقب نَفسًا بإزهاق نفس أخرى.. فهل من يستشهدون في اليمن الشقيق اليوم هم تبع ﻹيران أو غيرها أم أبرياء لا حول ولا قوة لهم سوى أنّهم صاروا ضحيّة حرب غاشمة وقرارات مؤلمة مؤسفة إن صح التعبير..

المضحك والمبكي في آن واحد أنه في خضم فوضى هذه الحرب المدمرة أنّ الطائرات قصفت مخيمًا للنازحين اليمنيين في منطقة حجة اليمنية؛ باﻹضافة إلى أنّ الطائرات قتلت مئات اليمنيين الأبرياء في مخيّم آخر تابع للأمم المتحدة، وقصف الطيران أيضًا بوابات سجون في اليمن لمساعدة سجناء القاعدة على الهرب.

المفارقة؛ أنّه وفي الوقت الذي تخسر فيه هذه الدول العربية المليارات لقصف الأبرياء في اليمن مخلفة أشلاء تقشعر لها اﻷبدان من وحشيتها نجد أنّ سعر برميل النفط يرتفع لينتعش الاقتصاد الإيراني الذي يتوهم البعض أنّهم يضعفونه من جديد.. ليعلنوا بداية انتصار "عاصفة الحزم" بأيد وأسلحة عربية غاشمة..

اعتقد أن بعض الحكام لم يستفيدوا جيدا من تداعيات الربيع العربي" وما ترتب عليه من نتائج في ربوع المنطقة العربية، فهم إن صحّ التعبير في سباتهم الطويل والعميق.. فبالأمس القريب شهدت المنطقة العربية طوفانا من الثورات المتوالية، التي أدت إلى مغادرة البعض وتشبث آخرين دخلت دولهم في دوامة من العنف وعدم الاستقرار، وما يؤسف له بحق أنّ الهدف الذي كان يرمي إليه العدو قد تحقق، والمتمثل في انفلات الأمن، وزعزعة الاستقرار والثقة بين الحاكم والمحكوم والقتل والدمار وسفك الدماء واستشراء الخراب في دولنا العربية.. ولعل داعش هي أكبر دليل على عدم وعينا الدرس؛ إذ فقد البعضُ البوصلة وتاهوا في صحراء القتل ملوِّثين أياديهم بدماء الأبرياء، تاركين رأس الأفعى هناك تتمدَّد في صمت.

ولتتوالى الأحداث ونستيقظ بين ليلة وضحاها على بزوغ شمس حرب عربية جديدة، تقودها المملكة السعودية -بمشاركة عشر دول عربية؛ منها 4 من دول مجلس التعاون- في تحالف أُطلق عليه إعلاميًّا "عاصفة الحزم".

وبين هذا وذاك.. تبرز التساؤلات حول عدم مشاركة السلطنة في هذه الحرب، ونقول لهم بأنَّ السياسة الحكيمة والدبلوماسية المتزنة التي تنتهجها بلادنا، والمستمدة من الفكر النير لمولانا المعظم -حفظه الله- تأخذ بعدًا أكبر؛ فهي تستند إلى عدم التدخل في شؤون الغير، وتنأى عن كل ما يُثير الفتن أو ما كان في غير موضعه؛ بما يفرض عليها عدم المشاركة في العنف والحروب كونها دولة مُحبِّة للسلام.

وفي معتقدي، أن تلك الحرب الغاشمة المستعرة هنا وهناك، ستظل وصمة عار تلاحق الأجيال العربية القادمة التي تعثرت نوقها في صحاري التيه العربي الطويل.

همسة لقادة "عاصفة الحزم".

كنا نتمنى أن توجهوا طائراتكم الحربية شطر الأراضي المقدسة لتحريرها من عدو يحتل أرضا عربية منذ عقود..

ليتكم تعلّمتم الدرس.. لتفرقوا بين أعداء الله وأحبابه..

ليتكم اتحدتم ﻹصلاح وتقوية الوحدة العربية بدلا من التفرقة والقتل والدمار..

لكم الله يا أهل اليمن السعيد..

Faiza@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك