شرم الشيخ (مصر) - الوكالات
اختلفتْ طبيعة مشاركات دول الربيع العربي في القمة العربية السادسة والعشرين، والتي تقام بمدينة شرم الشيخ المصرية، فبعد أربع سنوات من ثورات الربيع العربي تغيرت أحوال تلك الدول شكلًا ومضمونًا، بين دول نجحت في استكمال مسيرة ثوراتها بانتخاب رؤساء وتغيير أنظمتها وأخرى فشلت في وضع تصور ناضج للثورات ليتحول المشهد من ثوار في الميادين إلى جماعات إرهابية تمارس جميع أنواع القمع والقتل بدم بارد.
سوريا التي لم تشارك في القمة العربية ليصبح مقعدها "شاغرًا" ليست هي المرة الأولى، حيث يتكرر المشهد عقب قمة الكويت، وكان الرئيس السابق لما يسمى بـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا، بحث قبل القمة السابقة، مع أمين عام الجامعة العربية، المشاركة الائتلاف بقمة الكويت، ومتطلبات شغله لمقعد سوريا بالجامعة العربية.
وكانت جامعة الدول العربية منحت أثناء قمة الدوحة مقعد سوريا للائتلاف باعتباره ممثلًا شرعيًا للشعب السوري في خطوة رفضها النظام السوري ووصفها بأنها انتهاك لميثاق الجامعة وقواعد العمل العربي المشترك.
أما القمة الحالية، فتعتبر هي الأخرى نسخة من سابقتها بالكويت؛ حيث إن الائتلاف السوري المعارض لم يحضر قمة شرم الشيخ أو حتى يلقي كلمة فيها، وذلك بسبب عدم توجيه دعوة إليه للمشاركة فيها. وكان الائتلاف أرسل لكل من الخارجية المصرية والأمانة العامة للجامعة العربية مذكرة تتضمن تسمية وفد الائتلاف المشارك في قمة شرم الشيخ، إلا أن أياً من الجهتين لم ترد على المذكرة.
ويرى الائتلاف السوري المعارض حضوره لاجتماعات الجامعة العربية هو حق قانوني بحسب مقررات قمتي الدوحة والكويت 2013 و2014، وعدم توجيه الدعوة له لحضور قمة شرم الشيخ غير صحيح وغير قانوني ويتعارض مع مقررات الجامعة ويصب في مصلحة بشار الأسد.
ثورة الياسمين
أما تونس صاحبة "ثورة الياسمين"، فتشارك بوفد يرأسه الباجي قائد السبسي، الذي يعتبر أول رئيس تونسي منتخب عقب انتهاء المرحلة الانتقالية؛ حيث نجح في الانتخابات الرئاسية التونسية في ديسمبر الماضي، بنسبة 55.68%، مقارنة بـ44.32% لمنافسه منصف المرزوقى، والذي كان يؤيده الإخوان المسلمين في تونس والمتمثلين في حركة "النهضة".
وفي أكثر دول الربيع العربي التي انحرفت ثورتها عن المسار الطبيعي لها، يُشارك المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي في القمة، والذي يرأس وفد بلاده في القمة العربية السادسة والعشرين.
