إعلاميون: إطلاق القناة الاقتصادية ضرورة لمواكبة مستجدات القطاع

الهوتي: البرامج الاقتصادية المتاحة غير تخصصية وموجهة لأصحاب الأعمال فقط

البلوشي: لابد أن تستعين الحكومة بالإعلام لتوعية غير المتخصصين ببرامجها التنموية

الحميضي: الإعلام المحلي يفقتر إلى نموذج اقتصادي توعوي مؤثر مجتمعيًا

 

أكّد عدد من المختصين بالمجال الاقتصادي والإعلامي أنّ المحتوى البرامجي بالقنوات الفضائية العمانية بحاجة إلى توجيه مزيد من الجرعات التوعوية من خلال زيادة البرامج الاقتصادية لتساهم في رفع الوعي الاقتصادي لدى مختلف شرائح المجتمع، إلى جانب الحاجة إلى زيادة البرامج التسويقية والترويجية التي تساهم في جذب الاستثمارات والتعريف بالمقومات الاقتصادية التي تحظى بها السلطنة، وأشاروا إلى أنّ الوقت قد حان لتدشين قناة اقتصادية متخصصة للترويج لفرص الاستثمار المتاحة بالسلطنة في مختلف المجالات.

 

الرؤية- فايزة الكلبانية

وقال أحمد بن عبد الكريم الهوتي رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرفة تجارة وصناعة عمان وهو مدير مكتب قناة الجزيرة بالسلطنة إنّ البرامج التلفزيونية تقاس بالكم وليس بالكيف سواء من ناحية الإعداد أو التقديم أو استخدام الوسائل البصرية المعينة، وللأسف فإنّ البرامج المتاحة تغطي مساحة ضيّقة من الموضوعات الاقتصادية، ومن الملاحظ أنّ جمهورها ومتابعيها قليل جدًا مقارنة بالجمهور من العامة الذي هو بحاجة إلى مزيد من التوعية بثقافة الاقتصاد ومصطلحاته وغيرها، لذلك ينبغي إجراء دراسات واستبيانات تأخذ في الاعتبار حاجة المشاهدين ورغباتهم، وتغطية المجالات التي لا تركز عليها برامج التلفزيون المعتادة، مشيرًا إلى ضرورة زيادة جرعات التوعية والتثقيف بالجوانب الاقتصاديّة المهمّشة حاليا حتى نرتقي إلى مستوى الطموح ونستثمر الموارد المتاحة في السلطنة على الوجه الأفضل.

 

التسويق والترويج

وحول مدى إسهام البرامج الاقتصادية المعروضة حاليا على مختلف القنوات في استقطاب الاستثمارات والترويج للسلطنة اقتصاديا، قال الهوتي إنّ الطريقة التي تقدم بها هذه البرامج ليست معنية باستقطاب الاستثمارات، مؤكدا على أنها مجرد مزيج من البرامج مختلفة الأفكار والأهداف وغير تخصصية، ولا زلنا بحاجة إلى جرعة من البرامج التسويقية التي تتبع أساليب تسويقية تخصصية للتعريف بالمقومات التي تحظى بها السلطنة من مشاريع واستثمارات ومنشآت، مؤكدًا أننا بحاجة إلى إعداد المزيد من البرامج الاقتصادية بميزات احترافيّة لتحقيق الأهداف المنشودة.

 

قناة متخصصة

وأكّد محمد بن عيسى البلوشي معد ومقدم برنامج "مشاريع الشباب" بإذاعة سلطنة عمان على أهميّة العمل على زيادة الوعي الاقتصادي لدى مختلف فئات المجتمع، في ظل توجهات الحكومة حاليًا لدعم المشروعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتداول قضايا حماية المستهلك وآليات العمل بالمناطق الاقتصادية والصناعية المنتشرة في ربوع السلطنة، وما يترتب عليه من جهود لإيجاد فرص عمل والتنافس الوظيفي والتجاري، وعلى هذا الأساس يجب أن يقوم الإعلام بدور فاعل للاستفادة من ذلك الزخم الاقتصادي لتوعية المجتمع وتبصيره بالقوانين الاقتصادية والثقافة الاقتصادية العامة بالتنسيق مع متخصصين يعرضون تلك القاضايا بشكل موثق ومبسط لتدركه مختلف فئات المجتمع، بما يكفل تفاعل جميع شرائح المجتمع مع الخطط التنموية في مختلف المجالات.

وعن دور البرامج الاقتصادية في رفع الوعي المجتمعي، أكد البلوشي على ضرورة إيجاد برامج اقتصادية متخصصة تسهم في رفد الوعي الاقتصادي المجتمعي بالكثير من المواضيع المهمة، ورأى البلوشي أنّ مساحة البرامج الاقتصادية الموجهة لفئة أصحاب القرار والتجار مقبولة إلى حد ما، لكن مع تطلعات الحكومة لأن يلعب الاقتصاد دورا أكبر من ذي قبل فإننا نتطلع لإطلاق قناة اقتصادية متخصصة لتحقيق الأثر الإيجابي المستهدف. أمّا فيما يتعلق بالبرامج الاقتصادية المفتوحة لكافة أفراد المجتمع فنعتقد أنّ المساحة لم تشغل بعد، على الرغم من أهميتها لتوصيل رسالة اقتصادية بلغة مبسطة ومفهومة لدى جميع المستويات التعليمية، ومن ثمّ مع اكتمال المنظومتين نجد من الأهمية بمكان البدء في مشروع القنوات الاقتصادية المتخصصة والتي ستعمل على تسويق الاقتصاد الوطني للعالم. كما يجب الاهتمام بتأهيل وتدريب الكوادر المشغلة لقطاع الإعلام الاقتصادي، بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ومختلف الجهات الإعلامية.

 

علاقة تبادلية

وقال محمد الحميضي- أكاديمي- إنّ العلاقة بين الإعلام والتنمية الاقتصادية تبادلية في كل البلاد التي تستهدف تحقيق مزيد من معدلات التنمية، حيث إن الإعلام يعد شريكًا أساسيًا في تكريس النهضة الاقتصاديّة لكل دولة باحثة عن جذب الاستثمارات، وعلى الرغم من ذلك تفتقر السلطنة إلى نموذج مؤثر في مجال الإعلام الاقتصادي، ومن اللافت أنّ المؤسسات الإعلاميّة ذاتها يمكن تصنيفها كمؤسسات اقتصادية بشكل يحول الاعلام إلى صناعة تعتمد بشكل كبير على المردود الاقتصادي لضمان استمرار مسيرتها سواء الإعلانات التجارية أو العلاقات العامة التي تساعدها على البقاء والارتقاء، ومن هذا المنطلق تزداد الحاجة إلى بلورة نماذج للاعلام الاقتصادي المتخصص لمخاطبة كافة شرائح المجتمع وليس فئة أصحاب الأعمال فقط حتى تعود الفئة على مختلف الأطراف.

 

تعليق عبر الفيس بوك