أمل الجمالية: أُروّج للتراث العماني من خلال تصاميم الأزياء النسائية التقليدية

مسقط - خاص

انطلقت مصممة الأزياء العمانية أمل الجمالي في عالم التصميم من خلال مسابقة ليالي الأصالة، وقدمت العديد من العروض التي تميّزت بطابع خاص. وقالت إنّها تهوى الأزياء والتصاميم منذ صغرها حيث كانت بارعة في المزج بين الألوان واختيار المناسب منها لخلق موديلات جديدة. وأكّدت الجماليّة في حوارها مع "الرؤية" إنّ مجال تصميم الأزياء يمثل لها عشقًا خاصًا منذ طفولتها، حيث كانت تحيك فساتين عرائسها بنفسها، وعندما بلغت سن المراهقة كانت تصمم ملابسها وتختار شكل القصّة والأقمشة الملائمة لها.

وأضافت الجمالية: مع مرور الوقت نالت أزيائي رضا واستحسان أهلي وصديقاتي اللواتي شجعنني للانطلاق في هذا المجال خاصة عندما كن يطلبن مني أن أصمم لهن إلا أنّ الزواج واهتمامي بأولادي جعلاني ابتعد كثيرًا عن المجال ولكن والحمد لله بعد أن كبر أولادي اتخذت قرارًا بالعودة إلى تصميم الأزياء مرة أخرى.

وعلى خلاف كثير من المصممين، حرصت أمل الجمالي على تقديم عمل يمثل السلطنة في كل عرض لها مثل فستان علم السلطنة وفستان الأوبرا السلطانية، وعن ذلك قالت إنّ كل مصمم له طريقته الخاصة في التعبير عن حبه لوطنه وتقديم ما هو مميّز من انتاجه. فأحببت أن أصمم فستانًا مطورًا بحتًا يزهو بألوان علم السلطنة، إهداءً مني وافتخارا ببلدي العريق. أمّا بالنسبة لنوع القماش والخامات المستخدمة التي أدخلتها في تصميم الفستان فهي الحرير الطبيعي، والكريستال.

وعن عرض أصداء عماني الذي قدمت فيه فستانًا تم طباعة صورة الأوبرا السلطانية عليه، قالت الجمالية إنّ العرض عبارة عن قصة عمانية تُحيك الواقع القديم والحديث للسلطنة بطريقة حديثة ومختلفة بمشاركة العديد من الأيادي العمانية، إضافة الى وجود لوحتين مثلت إحداها "الأوبرا" والأخرى "ولاية مطرح" باعتباري مهتمة بإعادة إحياء القديم من التراث العماني من خلال تصاميمي وعرضها، مع المحافظة على قيمة العادات الأصيلة. والفكرة جاءت لتقديم ما يناسب المرأة العمانية في يومها، وتصميم أزياء مختلفة، مطبوعة بلوحات عمانية. وقد اعتدت في كل عام أن أقدّم ما هو جديد للسلطنة، فحرصت هذا العام أن يكون مختلفاً نوعاً ما، فمثلاً السنة الماضية كنت أول مصممة قامت بإهداء السلطنة فستانا يُمثل العلم العماني، فرأيت أنّ فكرة مشاركة جميع الأيادي العمانية من خلال تصاميمي جديدة وناجحة. وقدّمت الجمالية في المعرض أزياء مختلفة ومتنوعة مستوحاة من التراث العُماني الأصيل ولباس المرأة العمانية بطريقة حديثة ومختلفة، في حفل حضرته العديد من النساء العمانيات، والمذيعات، والفنانات. وتضمن الحفل شقين: الأول وهو معرض للأثاث الذي مزج أيضاً بين الحداثة والأصالة بلمسات التراث العماني، والذي استمد أيضاّ من البيئة العمانية، بالإضافة الى الشق الثاني قدمت فيه بعض القطع المطبوع عليها بعض الأعمال الفنيّة واللوحات لعدد من الرسامين والمصورين في الفوتوغرافيا والفنانين التشكيليين.

وحول أبرز الملامح المميزة لتصاميمها، قالت الجمالية: أسعى في تصاميمي لتقديم أزياء يمكن للمرأة ارتداؤها في المناسبات والسهرات وهو الخط الخاص بي في التصميم "الهوت كوتور"، والجرأة في التصميم في طريقة إدخال الألوان والخامات والإكسسوارات، إلى جانب الخياطة الراقية. كما أنني شديدة الحرص على أن تكون عباءاتي مفعمة بالأنوثة والأناقة، والتي تعكسها البساطة في التصميم وعدم التكلف. فتصاميمي موجهة لجميع النساء، أحاول من خلالها أن ألبي جميع الأذواق لتناسب النساء على اختلاف ثقافاتهن وشخصياتهنّ. كما أنّ صفة الجمال في أي شيء من حولي تحفّزني على الإبداع، وكل التفاصيل والجزئيات الصغيرة أو الكبيرة قد تلفت نظري لأستوحي منها فكرة تصميم جديدة. لذلك أخصص ساعتين يوماً لأطلع على آخر صيحات الموضة ليس للاقتداء بها أو اتباعها، بل لمواكبة كل ما هو جديد مما يبقيني على مستوى يصل لما نشاهده على منصّات الموضة العالميّة.

وقالت الجمالية في رد على سؤال حول المصمم العالمي المفضل لديها والصفات الواجب توفرها في مصمم الأزياء ليصل للعالمية، إنّها تقتدي بإيلي صعب، فهو يعد حاليًا من أفضل المصممين في العالم بالنسبة لي وذلك لعدة أسباب أهمها أنّه عربي واستطاع الوصول إلى هذه المكانة بعد جهد وعمل متواصل، فأنا لم أشاهد له تصميما واحدا يشبه الآخر أفكاره مبدعة ومتفرّدة وأعشق أسلوبه في استخدام الدانتيل والتطريز وتجسيده لكلمة الأنوثة بأبهى صورها وهي الصفة التي أحاول أن أعكسها في تصاميمي أيضًا. واعتقد أنّ المصمم الذي يطمح للعالمية لابد وأن يمتلك الموهبة والإبداع ويطلع على كل جديد في مجال الموضة والأزياء ولديه قدر كبير من العزيمة والإصرار والمثابرة على الوصول وتحقيق أحلامه والقدرة على مواجهة الصعاب أو العراقيل التي قد تعترض طريقه.

تعليق عبر الفيس بوك