تباين آراء المشاهدين حول تناول البرامج التلفزيونية لقضايا المواطن.. ومطالب بفتح "الملفات الساخنة"

 

الحمداني: رفض المسؤولين المشاركة في البرامج يعيق عمل الإعلام ودوره في المجتمع

المعمرية: "الإذاعة والتلفزيون"مطالبة بزيادة البرامج التوعوية للنهوض بفكر المواطن

البلوشي: الإعلام العماني لا يزال يعالج القضايا بنمطية وتقليدية

 

الرؤية- مدرين المكتومية

 

 

تباينت آراء المشاهدين حول آلية وطريقة مناقشة البرامج التلفزيونية لقضايا المواطن، ومدى اهتمام وسائل الإعلام المرئية باستعراض مختلف القضايا والموضوعات التي تمس حياة المواطن اليومية، حيث ذهب البعض إلى أن البرامج بعيدة عن ملامسة هموم المواطنين، وأنها لا تزال تقدم المحتوى التنموي، فيما أكد آخرون أن القائمين على هذه البرامج يبذلون جهودا كبيرة من أجل مناقشة هذه القضايا.

وطالب مواطنون البرامج التلفزيونية بضرورة تناول القضايا الحياتية للمواطن، وحثوا على ضرورة أن يناقش الإعلام ما سموها بـ"الملفات الساخنة"، التي تتعلق بالفساد والجرائم المنظورة في المحاكم والادعاء العام.

 

 

وقال عادل بن سالم الحمداني رئيس قسم البرامج المرئية في قطاع الأخبار إن المعيار الأهم في اختيار قضايا البرامج وموضوعاتها هو مدى ملامستها للحياة المعيشية للمواطن، والضرر الذي يمكن أن يلحق به إذا لم تتم الاستجابة السريعة لحل أي مشكلة تقع، وتستدعي مناقشتها. وأضاف أن البرامج ينبغي أن تختار القضايا الأكثر قربا لحياة المواطن وهمومه، وأن تولي اهتماما بالعديد من الشرائح المجتمعية، ولا تركز على شريحة دون أخرى. وأوضح أنه في حالة وجود أكثر من قضية للنقاش، يتم اختيار الأكثر إلحاحا للطرح، أي القضايا التي لا تحتمل التأجيل، وأحيانا يتم برمجة جدول بالمواضيع مع مراعاة جاهزية الأطراف الرسمية والمعنية للنقاش؛ حيث يستوجب الأمر استضافة المعنيين بالموضوع لعرض وجهة نظرهم حول القضية محل النقاش.

وتابع الحمداني أن المشكلة ليست في نقص المواضيع التي تستحق النقاش، بقدر موافقة واستعداد الجهات المعنية للمشاركة في مناقشة الموضوع، مشيرا إلى أن معدي البرامج يواجهون صعوبة في طرح القضايا بسبب رفض الجهة المعنية التعليق على القضية، فتظل المسألة دون حل، لاسيما إن كانت القضايا محل نقاش ساخن.

قصور واضح

فيما قالت بشرى المعمرية (صاحبة أعمال) إن هناك تقصيرا كبيرا في طريقة تناول الإعلام لمختلف القضايا بغية الوصول إلى حل حقيقي وناجع، مشيرة إلى أنّ طريقة نقل التلفزيون لوصول الطائرة الشمسية مطار مسقط شابه القصور. وأضافت أنه كان من الأولى أن تتم دعوة المخترعين وأصحاب الابتكارات للمشاركة في التعليق على الحدث، لكن التلفزيون اكتفى بالمسؤولين الرسميين.

وترى المعمرية أن تلفزيون السلطنة يكاد يكون مقصرا في تناول قضايا بعينها، حيث لا يركز على مناقشة قضايا الرأي العام والتي تشغل الشارع المحلي، داعية إلى إيجاد المزيد من البرامج التي تناقش أحوال وهموم المواطن في كل بقعة على أرض السلطنة، بهدف الوصول إلى حل واستعراض كافة جوانب القضية دون التركيز على جانب دون آخر. وناشدت المعمرية جهات الاختصاص في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بطرح مثل هذه القضايا الحيوية ومناقشتها مع المختصين، مؤكدة أنّ ذلك سينتج عنه المزيد من الوعي لدى المواطنين من جميع الجوانب القانونية والاجتماعية والاقتصادية. وأوضحت أنه من منطلق أن الإعلام يطلق عليه "السلطة الرابعة"، فلذا يتعين عليه مواصلة توعية المجتمع وإخباره بما يهمه من معلومات وقضايا، ومناقشتها من مختلف الجوانب عبر حوار مع مختصين تتم استضافتهم في مختلف البرامج.

وانتقدت المعمرية البرامج التي تبث حاليا؛ حيث ترى أنها رغم الجهود المبذولة إلا أن المواطن بحاجة إلى المزيد من البرامج الحوارية التي تلامس مشكلاته وتطرح قضايا الرأي العام، مشيرة إلى أنه من خلال هذه البرامج يتم بث رسائل توعية للمواطنين وتصل إلى كل محافظة وقرية ومنزل. وأوضحت أن الإعلام ينبغي أن يزيد من الجرعات التوعوية للنهوض بوعي المواطن بقضاياه.

وأوضحت أن الإعلام في السلطنة لا يزال تنمويا، يسعى لرسم صورة مثالية عن السلطنة، وهي صورة ليست منطبقة بالكامل على أحوالنا، علاوة على أن التلفزيون العماني لا يتابعه الكثير من المواطنين.

استعراض دقيق

وقال حمد بن عبدالله بن خلفان البلوشي طالب في تخصص علاقات عامة إن متابعة الإعلام للقضايا الآنية في مختلف المجتمعات تحمل أهمية كبيرة للمتابع والمجتمع بشكل عام، لأنّ المواطن دائما ما ينتظر أي معلومة بخصوص قضية ما تشغل الرأي العام. وأوضح أنه إذا لم يقم الإعلام بطرحها سيوجه له تهمة القصور في معالجة القضايا. ويرى البلوشي أنّ الإعلام العماني يبذل جهودًا واضحة وملموسة ويحاول الوصول للقضايا المجتمعية التي تهم مختلف الشرائح، كما أنه يحاول جاهدا أن يخرج من الصورة النمطية ويسلط الضوء على المستجدات وقضايا الرأي العام، لكن لا يزال التلفزيون بحاجة إلى أن يقف وقفة جادة مع القضايا الأكثر أهمية، مثل الجرائم المنظورة في المحاكم والادعاء العام، إلى جانب القضايا المجتمعية المهمة.

وأكد أن الإعلام العماني يسهم بدور بارز في تسليط الضوء على الفعاليات والمناشط المختلفة، معربا عن أمله في أن تتواجد كاميرات التلفزيون في مختلف المواقع لرصد الكثير من القضايا المجتمعيّة، ومتابعة أحوال المستشفيات، والسجون، والمحاكم، وغيرها من المواقع الحيوية، بما يضمن تعزيز الوعي المجتمعي بهذه القضايا والوصول إلى أفضل الحلول الممكنة في حل المشكلات.

تعليق عبر الفيس بوك