مواطنون: رعاية كبار السن واجب ديني ومسؤولية أخلاقية

الرؤية - عهود المقبالية

أكد مواطنون أن رعاية الأبناء للآباء وكبار السن واجب ديني وامتثال لأمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين ورعايتهم، علاوة على أنه مسؤولية أخلاقية أمام المجتمع، مشيرين إلى ضرورة غرس ثقافة احترام الكبير في نفوس النشء.

وقالوا إنّ التوسع في إنشاء دور رعاية المسنين أمر إيجابي، ويبرز مدى تكاتف المجتمع وتضامنه مع هذه الفئة التي تحتاج إلى من يعولها ويخدمها.

وقال عبد المجيد العنبوري إنه يتعين على الأسرة أن تعامل المسنين بكل احترام وتقدير وتوفر لهم كل المتطلبات اللازمة لجعلهم سعداء، ومشاركتهم في صنع القرارات داخل الأسرة. وأضاف أنّ طريقة التعامل مع المسنين تختلف من بيت إلى آخر، فهناك من يعتني بهم أشد الاعتناء وهناك من يتجاهلهم ويرتكهم لمشاكل الدنيا، وهذا التصرف ينم عن سوء تربية ربما أو سوء خلق الأبناء، ويجب على الآباء غرس خصال الاحترام وتوقير الكبير واحترام الصغير لكبار السن منذ الصغر. ويزيد: نرى أن ظاهرة إرسال الوالدين إلى دور مسنين في الدول الأخرى منتشرة بكثرة، لكنه أشار إلى أنّ السلطنة تكاد تخلو من هذه الظاهرة، إلا في أحيان نادرة، مشيرا إلى أن هذه الفئة تحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام الصحي، وأشد ما يحتاجونه هو أبناؤهم الذين تخلوا عنهم بعد أن أفنوا حياتهم في تربيتهم. وتابع: لا أعتقد أن السلطنة بحاجة إلى دور رعاية للمسنين لأنّ هذه الظاهرة شبه منعدمة في السلطنة، فأمثلة عقوق الوالدين غير منتشرة بين العمانيين، لكن توفير دار رعاية مركزي أمر ضروري حيث إن هناك بعض كبار السن دون عائل.

وقال محمد السيابي إنّ الأسرة ليست سوى روابط من المودة والرحمة والألفة، وبالتالي يتعين على الأسرة الحفاظ على ذلك الرباط، بين الأبناء والآباء، وأن يراعوا كبار السن بالحب والتقدير والعطف والاحترام، وعدم نبذهم، لافتاً إلى أنه لا ينبغي عزل المسن عن أداء أدواره الاجتماعية داخل الأسرة؛ لأنهم في هذا السن بالذات يحتاجون للرعاية بشكل أكبر، وقد طالتهم يد الزمن تاركة فيهم تغيرات جسدية ونفسية، وبهذا يجب ملامسة احتياجاتهم المعنوية والمادية وتوفير سبل الراحة لهم.

وأوضح السيابي أن ترك الآباء في دور المسنين من السلوكيات الظالمة في حق الوالدين، وله أثر نفسي سيئ وخيبة أمل على الآباء، مشيرًا إلى أن هجر الوالدين في دار لم يعتادوا عليها، وخضوعهم لإمرة آخرين لم يعتادوا عليهم ولا يعرفونهم، أمر بالغ القسوة.

وأشار السيابي إلى أن المسنين القانطين خلف جدران دار المسنين في حاجة إلى الزيارات المستمرة والدائمة من أبنائهم، لكي يرفعوا من معنوياتهم، ويدركوا أن أبناءهم لم يتركوهم وأنهم بجانبهم دائمًا. وأوضح أنّ هناك الكثير من الطرق التي من خلالها يمكن رفع المعنويات والحالات النفسية البائسة لكبار السن، ويجب على الأبناء أن يوفروا للمسنين ما يمكن توفيره من احتياجات ومستلزمات بصورة مستمرة. وتابع: "يجب أيضا أن يضع الأبناء الأمر الرباني برعاية الوالدين والإحسان إليهم، نصب أعينهم، حيث يقول الله تعالى: "فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما". وتابع أن تعامل الأبناء مع آبائهم المسنين يجب أن يكون مليئا بالعطف والود؛ حيث يلزم المشاركة معهم بالكلمة الطيبة وأخذ المشورة منهم، ومجالستهم ومصاحبتهم من وقت لآخر، وعدم تهميشهم لما في ذلك من آثار سلبية على نفسية وصحة الآباء المسنين. ويزيد السيابي أن الآباء الأخيار قدوة لأبنائهم، فإذا تلمس الأبناء حب الأب لجدهم الكبير، فهذا سوف يغرس في نفوسهم قيم عالية في المعاملة الحسنة بين الأب وابنه، وهو ما ينعكس أيضاً إيجابيا مستقبلا عندما يصبح الأب شيخًا عجوزًا، فيجد أبناءه حوله، فالجزاء من جنس العمل.

وتؤكد أمينة الغيثية أن كبار السن هم "بركة البيت"، وسراج يجتمع حوله الأبناء للاستئناس بهم ومؤانستهم في الوقت نفسه، وهم يستحقون القدر الوافر من اهتمام العائلة حتى يشعروا بأهمية وجودهم.

وقالت إنّ هناك من يجهل أهميتهم ويعاملهم معاملة سيئة دون اهتمام أو تقدير، مشيرة إلى أنّ هناك قلة فقط من يدركون حق هذه الفئة ويسعون لإكرامها، كما أكرمتهم سابقا، وفاز بالأجر من أدرك مسناً في بيته وشمله برعايته وحبه واهتمامه، وبِره، كما حثنا ديننا الحنيف على الإحسان إليهم.

وأضافت أن كبار السن فئة متواضعة قنوعة ولا تطلب مالا، لكنها ترغب فقط في الاهتمام والحب، مشيرة إلى أنهم قد يحصلون على ذلك في دور المسنين، على الرغم من أن هذه الدور قد لا تكون الملاذ الآمن لهم، فكم من مرات سمعنا وشاهدنا الإهمال والإجحاف في حق هؤلاء المساكين، وكيف تتم معاملتهم من قبل العاملين المكلفين بهم. وأبدت الغيثية دهشتها من إهمال بعض الأبناء للآباء، ووجهت الدعوة للأبناء لرعاية الآباء والمسنين.

وأضافت: في وجود محيط يسمح باهتمام الجميع بكبير السن لا يحبذ أبدا وجود عامل أو عاملة، لكن في حال كانت الظروف تستدعي استقدام عامل أو عاملة للاهتمام بكبار السن، فلابد من مراعاة عدة جوانب؛ منها أن كبار السن لا يحتاجون فقط لمن يساعدهم على الحركة وقضاء حوائجهم، بقدر حاجتهم الماسة لدفء العائلة وتواجد الأبناء والأحفاد من حوله. وأوضحت أنه من جانب آخر لا ينبغي ترك العامل مع المسن لوحده لأوقات طويلة، فلربما يتعرض للضرب أو الإهانة من العامل أو حتى المعاملة السيئة بشكل عام.

وقالت هاجر المعمرية إن المسنين يحتاجون للرعاية اللازمة لهم والجلوس معهم ومشاركتهم الحديث والأخذ بآرائهم، لكن في المقابل هناك من يلجأ إلى دار المسنين لترك آبائهم وأمهاتهم دون الاكتراث للآثار النفسية التي قد تصيبهم، فلابد من رد الجميل، وتنفيذ الأمر الإلهي بالإحسان للوالدين. وأوضحت أن الشخص المسن هو من يزيد الحياة جمالاً بتواجده وتجاربه، وهو ما يستدعي معاملتهم بطيب واحترام.

وترى المعمرية أهمية توفير الأبناء لغرفة خاصة بالوالدين، وأن يعملوا على تقديم الرعاية لهم، كما يتعين غرس حب كبار السن في نفوس الأبناء الصغار، وتربيتهم على احترام الكبير وتقديره وخدمته.

وقالت سلمى البلوشية إنّه من الواجب على الأسرة كلها أن ترعى المسنين، وأن يحصل المسن في المقابل على الاحترام والتقدير ومراعاة ظروفهم الصحية والعقلية، والسعي إلى توفير احتياجاتهم ومتابعتهم المستمرة، كما يجب تعويد الأطفال على احترامهم وتقديرهم.

وأوضحت أنّ كبار السن يحتاجون أولاً لأن يشعروا بقيمتهم وتقديرهم، وأن ما قدموه في مرحلة شبابهم وقوتهم سوف يجازون عليه أفضل الجزاء، فهم يتوقعون من أبنائهم أن يبروهم ويقوموا بخدمتهم كما ربوهم صغارا، ويتمنون من أبنائهم أن يتحملوا ضعفهم وشيخوختهم.

تعليق عبر الفيس بوك