المنامة- رويترز
قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أمس الأحد إن على المنتجين من داخل المنظمة ومن خارجها العمل سويا لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط، مشيرًا إلى أنّ تخمة المعروض ربما تبلغ حوالي مليوني برميل يوميا.
وأضاف عبد الله البدري في تصريحات لمؤتمر بالبحرين إنه لا يشك في أن الأسواق ستسترد توازنها في النصف الثاني من 2015، موضحا أنه لا يعتقد أن العوامل الأساسية تبرر تراجع السعر بالشكل الذي شهدته الأسواق. وقال إن النفط مازال ينطوي على فرص هائلة رغم التقلبات الأخيرة وعدم التيقن في سوق الخام، مضيفاً أنّ توقعات القطاع في المدى الطويل مازالت قوية. وتراجعت أسعار النفط تراجعًا حادًا في الأشهر الأخيرة بسبب تخمة كبيرة في المعروض نتيجة لزيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي والطلب العالمي الضعيف. وتسبب التراجع السريع في متاعب لبعض صغار منتجي الخام وأجبر شركات النفط على تقليص الميزانيات. لكن البدري قال إنه يتوقع نمو الطلب على الطاقة 60 بالمئة بحلول 2040 وأن يظل النفط مصدرا محوريا للطاقة. وقال إنه منذ 2008 زادت الإمدادات من خارج منظمة أوبك نحو ستة ملايين برميل يوميا، بينما استقر إنتاج أوبك تقريبا عند حوالي 30 مليون برميل يوميا.
وقال البدري إن الدول الأعضاء لا تستطيع "دعم سعر" النفط الصخري الذي يتنامى إنتاجه في السنوات الأخيرة، وتلقي عليه المنظمة باللوم في إضعاف أسواق النفط. وأضاف أن النفط الصخري أو المحكم كما يطلق عليه أيضا "ليس تحديا لنا". فيما قال وزير النفط الكويتي علي العمير إن بلاده قادرة على التعايش مع أسعار النفط الحالية. ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن العمير قوله إن تراجع انتاج النفط الصخري ساهم في تحسن أسعار النفط العالمية، لكن الأسعار لن ترتفع كثيرا طالما استمر تباطؤ الاقتصاد العالمي. واضاف أن ثمة عوامل عديدة تؤثر على أسعار النفط بما في ذلك أعمال العنف في العراق وليبيا. وقال العمير "إن الدول المنتجة لو خفضت إنتاجها فإن ذلك لن يحدث تأثيرا كبيرا على تحسن أسعاره ما دام الاقتصاد العالمي لم يشهد تحسنا هو الآخر". وأضاف أن التوقعات تشير إلى أن الأسعار قد تتحسن هذا العام، لكنه ذكر أنها قد تظل في نطاق بين 50 و60 دولارا للبرميل. وأغلق مزيج برنت يوم الجمعة الماضي على أقل من 60 دولارا للبرميل بقليل ليرتفع من أدنى مستوى له في منتصف يناير المسجل عند 45 دولارا للبرميل. وسئل العمير عن القرار الذي تبنته أوبك في نوفمبر الماضي بالإبقاء على مستوى الإنتاج دون تغيير بدلا من خفضه سعيا لدعم الأسعار فأجاب "ليس قرارا عدائيا وإنما منسجم ومتزن". وأضاف أن قضية انخفاض أسعار النفط هي مسؤولية جماعية تخص جميع الدول المنتجة سواء من داخل أوبك أو خارجها. وفي الأسبوع الماضي قال وزير النفط السعودي علي النعيمي إنه يتوقع استقرار الأسعار نتيجة توازن العرض والطلب وحث المنتجين من خارج أوبك المساهمة في تحقيق هذا التوازن في السوق. وقال وزير النفط الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي إن السوق ستحدد السعر العادل والمستدام للنفط الخام.