التمكين الاقتصادي للشباب

فايزة الكلبانيَّة

يُسعدني البعضُ من شباب بلادي الطَّموحين ممَّن أجدهم يعملون في وظائف بعُقود مُؤقتة، وغالبا ما تكون مُؤسَّسة تابعة للقطاع الخاص، وفي الوقت ذاته يسرقون الوقت مُتردِّدين بين كُرسي العمل بالمؤسسة، وكرسي الدِّراسة في إحدى المؤسَّسات التعليمية كالجامعات والكليات، أو حتى مدارس الثانوية، يعملون بدوام جُزئي ليحقِّقوا حلمهم في الحصول على سلاحهم الأقوى؛ ليكون لديهم مؤهلٌ علميٌّ أو شهادة يتمكَّنون بعدها من الارتقاء بمستواهم الوظيفي، أو إبداله بوظيفة أفضل، وتارة أجدُ البعضَ منهم يعملون من المنزل أو مُلتحقين بأيِّ عمل تطوعيٍّ من مُنطلق المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع لأهميته وأثره في تنمية مستقبلهم الوظيفي وتنمية مهاراتهم.

... لقد شهدتْ السلطنة، خلال الأسبوع المنصرم، انطلاق فعاليات ندوة "التمكين الاقتصادي للمرأة"، والتي نظَّمتها مؤسسة المرأة العربية للإعلام، والأجمل أنَّ العاملين على هذا الحدث الاقتصادي حرصوا على وجود نخبة من النساء العمانيات، ممَّن أخذن على عاتقهن المساهمة في بناء الوطن، وإعلاء شأن المرأة العمانية في مُختلف المجالات؛ حيث شارك في هذه الندوة عددٌ كبيرٌ من صاحبات الأعمال المنتسبات للغرف التجارية بمناطق السلطنة المختلفة وجمعيات المرأة العمانية والطالبات الدارسات بالكليات التجارية داخل السلطنة؛ فمنهن الأم والأخت والصديقة والابنة والمسؤولة والموظفة البسيطة ورائدة الأعمال والطالبة وربة المنزل، اجتمعن كلهن لمشاركة أشقائهن الرجال، مُعلنات التحدي، عازمات على ضرورة رفع مستوى التمكين الاقتصادي للمرأة العمانية في سوق العمل، كل في مجال تخصصها.

ولكنْ من الجميل -ومُواكبة مع توجهات الحكومة والقطاع الخاص في تشجيع ثقافة العمل الحر لدى الشباب- أنْ نشهد فعالية أخرى جادَّة وحاسمة ومليئة بالفرص الواعدة والحلول التي من شأنها أن تضمن لنا التمكين الاقتصادي للشباب ذكورا وإناثا، تضمُّ نخبة من أولئك الشباب الطموحين من الجنسين والراغبين في العطاء، تتخللها حزمة من التسهيلات لكلِّ التداعيات التي تعيق مُواصلة الشباب أعمالَهم، لاسيما أصحاب الأعمال الحرة، ومشدِّدين على ضرورة الوعي التام بأهمية ثقافة العمل الحر، والأجمل أن التمكين الاقتصادي له قواعده وأساسياته وتطلباته وضروراته، في ظلِّ ما تعانيه الدول من تداعيات انخفاض أسعار النفط وتأثيراتها على الاقتصاد.

ومن الملاحظ أنَّ الكثيرَ من الشباب -ذكورا وإناثا- يتخرَّجون في الجامعات والكليات دون أن تكون لديهم المهارات الحقيقية التي يحتاج لها سوق العمل، إضافة إلى عدم وجود قنوات تحدِّد ما الذي يحتاجه سوق العمل من مهارات متخصصة، وعدم وجود جهات أو مؤسسات تقوم على تعليم وتدريب الشباب على المهارات التي يحتاج لها سوق العمل. لذا؛ فإنَّه لابد من العمل على تغيير ثقافة العمل التقليدية لدى الشباب بشكل عام، وتعزيز مُساهمتهم في الرُّقي باقتصاد البلد.

كما أنَّه لتمكين الشباب اقتصاديًّا، لابد من توافر الكفاءة والمهنية في العمل والتنافسية بالشكل الذي يضمن للعمل استمراريته لنتمكن من الحفاظ على أعلى مستوى من الكفاءة والمهنية في ظل تنافسية الوظائف حاليًا، ما نلمسه أنَّ البعض من الشباب بحاجة لتكثيف مهارة البحث عن المعلومة وتوظيفها، لاسيما الخريجين الجُدد، فلا يكفى أن ندرِّب الشباب على المهارات التي يحتاجها سوق العمل، ولكن في البداية يجب أن نُدرِّبهم كيف يكتبون سيرتهم الذاتية بالشكل الصحيح، وكيف يتمكَّنوا من دخول مُقابلات التوظيف بكل ثقة، وكيف يصلون للقنوات التي من خلالها يمكن أن يبحثوا عن عمل، ويكتشفوا الاحتياجات الحقيقية التي تنقص السوق بغض النظر عن مؤهلاتهم، كذلك من المهم أنْ يتم تدريب الشباب على أخلاقيات العمل المطلوبة في ظل سوق دولي كبير مفتوح لا تحكمه إلا اعتبارات التنافسية والمهنية وأخلاقيات العمل.

وبين هذا وذاك، الأكيد أنَّ التمكين الاقتصادي للشباب بحاجة إلى تضافر مزيدٍ من الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص، والأخذ بيد الشباب لمزيد من النجاحات والإنجازات.

همسة لـ"شباب عمان":

شباب بلادي.. اقتصادنا يعوِّل على جُهودكم الكثير...

فاقتصاد البلد بحاجة للمزيد من البذل منكم..

"المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"، تناشدكم المزيد من الأعمال الحرة..

" قابوس عمان" ناداكم، وأجبتموه.. لبيك يا أبا الوطن.

فاستمروا في تلبية النداء من أجل عمان.

Faiza@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك