"الرؤية" تحتفي بأقلامها في الملتقى السنوي الثاني لكتاب الجريدة

 

الطائي: صفحات الرأي أهم ما يميّز "الرؤية" بما تضمّه من توجهات وانتماءات متنوّعة

العبيدلي: تعاونت مع العديد من الصحف العربية وظلت "الرؤية" رئة أتنفس عبر صفحاتها

الفلاحي: لا خيار أمام كل صاحب رأي إلا نشر الأمل بين قرائه ومتابعيه

الشايب: الصحافة العمانيّة بيئة حاضنة لكتاب الرأي من مختلف دول الخليج

ثلاثة محاور تناقش دور المثّقف وخياراته في مجابهة تحدّيات الأمّة العربية

 

الرؤية - مدرين المكتوميّة

 

نظمت جريدة الرؤية الملتقى السنوي الثاني لكتاب الجريدة بالنادي الدبلوماسي أمس الأول، بمشاركة عدد من كتاب الرأي من داخل وخارج السلطنة. ونظمت الجريدة على هامش الملتقى جلسة حوارية بعنوان "المثقف.. ومسؤولية الكلمة"، وتضمنت عددًا من المحاور والموضوعات التي طرحها كتاب "الرؤية" المشاركون في الملتقى.

وناقش المحور الأول للجلسة الحوارية "مسؤولية الكلمة"، وجرى استعراض مفهوم المسؤوليّة ومدى تجذّر مسؤولية الكلمة في واقع كتابات وأطروحات المثقفين. وحمل المحور الثاني عنوان "دور المثقف في مجابهة ثالوث تحديات الأمة"، وبحث في أسباب التطرف والطائفية وسبر أغوار تداعيات الأزمات الاقتصادية والاجتماعيّة. وجاء المحور الثالث والأخير بعنوان "خيارات المثقف.. الالتزام والتبعات"، وتطرّق المحور إلى مناقشة الخيار السلبي للكاتب مثل الانكفاء والانعزال، في مقابل الخيار الإيجابي المتمثل في التفاعل مع قضايا المجتمع. وفي ختام الملتقى، كرّم حاتم الطائي رئيس تحرير "الرؤية" كتاب الجريدة.

 

مسؤولية واحدة

وبدأ الملتقى بكلمة رئيس تحرير جريدة الرؤية حاتم الطائي مُرحبًا بالحضور من كُتّاب الرؤية وعبّر عن امتنانه للكاتب عبيدلي العبيدلي قائلا: كما علّمنا العبيدلي أنّ الكتابة جزء من الجسد، والتعبير عن الرأي جزء من حياتنا اليومية، مثل الأكسجين لا يمكننا أن نعيش بدونه، وهذا هو دور كتاب الرأي وكل التنويريين؛ أن يحاولوا تقديم كل جديد. ولعلّ أهم ما يميّز جريدة الرؤية صفحات الرأي التي تعكس مختلف التوجّهات وتطرح كل الآراء حول واقعنا العربي على وجه خاص، بالتزامن مع أخبار "داعش" وتطورات الحروب والتوترات في 6 دول عربية، بشكل ورّط الجميع في مرحلة الطوائف من جديد؛ فالوطن العربي يعيش مرحلة لا ندرك حجمها، ونحن لا نملك البوصلة ولا نعرف من هو العدو الحقيقي، وهذه أكبر كارثة يمكن أن يمر بها الوعي العربي، فبينما إسرائيل تتوسع وتنظيم داعش ينتشر ينشغل العرب بحروب أهلية لتدمير الجسد العربي، وكلها نتائج للغزو الأمريكي للعراق.

وأضاف الطائي أنّ هذه المرحلة تتطلب منا مضاعفة الجهد ككتاب رأي خاصة وأننا لا نعرف إلى متى ستمتد هذه المرحلة بالوطن العربي، لكنّها من المؤكد لن تنتهي في غضون سنة أو سنتين أو ثلاثة، بعد أن سمحت الدول العربيّة بهامش واسع من التدخّلات الخارجيّة التي لا ينتج عنها إلا التشتت والتناحر الطائفي بين فئات وتقسيمات طائفية اعتقدنا أنّ الوطن العربي والعالم الإسلامي تجاوزها منذ زمن، فوجدنا أنفسنا نعود بعقارب الساعة إلى الوراء لنستعيد الجاهليّة، لنجد بيننا من لا يملون من التصارع على السلطة بادعاء الدفاع عن الدين ولو على حساب الأوطان.

وأشار الطائي إلى أنّ جريدة الرؤية تضم بين صفحاتها جميع ألوان الطيف، اليميني واليساري والإسلامي والمستقل، لذلك علينا أن نحتفي بهذا النوع من الثقافة التي تقبل الاختلاف والرأي الأخر وهي كلّها اجتهادات فلا أحد يملك الحقيقة المطلقة، وتنوع الثقافة هو سبب قوتها، فعندما نسمح للآخر بأن يتكلم ونتعامل معه بود فنحن ننتصر بذلك للتمدن والحضارة.

 

"الرؤية" مختلفة

وقال الكاتب عبيدلي العبيدلي إنّ جريدة الرؤية تمثل مدرسة متفرّدة بفضل طاقمها الصحفي الشاب أو إدارتها المتمرّسة، وقد سبق لي أن مارست الكتابة في مجموعة من الصحف العربية المختلفة، وكانت المشكلة الحقيقية التي تواجهني مع الرؤية ألا رقابة على ما ينشر من آراء، وهو ما دفعني للشعور بأهميّة الرقابة الذاتية، وهي مسؤولية كبيرة عندما تكون رقيبا على ذاتك، وأنا أزور السلطنة للمرة الثالثة، اكتشف في كل مرة مكسبًا جديدًا، بلقاء طاقم تحرير جريدة "الرؤية" من الشباب، ولعلّ رئيس تحرير الصحيفة محظوظ بهذا الطاقم الذي يتميّز بالولاء للصحيفة عامًا بعد عام وهو أحد أهم أسباب نجاح "الرؤية".

وأضاف العبيدلي: إنّ "الرؤية" أصبحت رئة أتنفس من خلالها، فبعد أن كنت لا أتمكن من التعبير عن بعض الموضوعات في الصحف المحلية بات الأمر متاحًا وبمزيد من الحرية على صفحات "الرؤية"، وهو ما نتمنى استمراره في "الرؤية" رائدة العمل الجاد والمسؤول والمؤثر.

وأبدى العبيدلي اختلافه مع رئيس التحرير في نبرة التشاؤم بشأن ما يشهده الوطن العربي من أحداث، فلابد أن نراها في صورة مخاض للأمة، وفي سبيل ميلاد فجر جديد لابد لنا أن نتحمّل جميعًا ونبذل كل طاقاتنا من أجل التغيّر على مختلف الأصعدة.

 

الأمل هو الحل

وقال الكاتب أحمد الفلاحي: لا أستطيع أن أطلق على نفسي كاتبًا، لكنّي ممن يتابعون كتابات الكتاب. وعبّر عن سعادته بكلمة الكاتب العبيدلي التي أظهر فيها مسحة من التفاؤل رغم السواد المتراكم من حولنا، فعلى الرغم من أعمارنا الكبيرة إلا أننا لم نر مؤشرًا حتى الآن على أنّ هناك ما سيتغيّر في الأفق، لكن مع ذلك نأمل الخير، واتفق مع رئيس التحرير في أنّ الأحداث الجارية في كل بلادنا العربية بدأت مع غزو العراق حيث كان الزلزال الأكبر، فكما نعلم أنّ بريطانيا احتلت العالم في مرحلة من المراحل القديمة، لكن أن يأتي الاحتلال الأمريكي في 2003 في عهد من التحرر والتطوّر والتقدم كان أمرًا مستغربًا ويُنذر بعواقب وخيمة نلمسها الآن.

 

ريادة الصحافة العمانية

وقال جعفر الشايب إنّ الظروف التي نعيشها جميعًا تدفع الكثير منّا إلى الانطواء والانكفاء والشعور باليأس والإحباط، وهذه الصورة العامة التي نعيشها في منطقتنا العربيّة، ونلاحظ ذلك لدى الكثير ممن يتفاعلون مع الشأن الثقافي والفكري، وهذه جريمة كبرى في حق مجتمعنا الذي نخشى عليه من موجة الإحباط واليأس، فنحن بذلك قد نفتح المجال أمام خيار تقبّل الهزيمة، لذلك من الخطير أن يزايد بعض الكتاب ويأخذون الموقف المتطرف في قضايا المواطنة والتطوير، وينشرون حالة التفكير السلبي في المجتمع، بدلا من خلق أجواء تساعد المجتمع على تجاوز هذه المرحلة والتمسّك بالقيم والثوابت الوطنية والسعى نحو التطور.

وأضاف الشايب أنّ الإعلام في دول الخليج مرّ بمراحل مختلفة؛ وفي كل مرحلة كانت صحافة إحدى الدول لها التأثير والسبق في المنطقة، فبعد أن كانت الصحافة الكويتيّة رائدة التنوير والتنوّع في المنطقة وكانت نموذجًا في حريّة الإعلام والصحافة، جاءت تجربة البحرين، ثمّ في المرحلة التالية كانت صحافة دبي بقدرتها على استقطاب رؤوس الأموال والاستثمار في الإعلام، ونحن حاليًا نمر بمرحلة التجربة العمانية وبيئتها الحاضنة والمشجّعة في ظل الانسجام المجتمعي الذي تتميز به السلطنة بينما التوتر يضرب المنطقة بشكل عام.

 

تعليق عبر الفيس بوك