إتيكيت وبرتوكول المرأة الإعلامية

د. خديجة الشحية

khadija82013@gmail.com

ليست الدورة الأولى ولكنها الثانية والمُهمة إنِّها "دورة كاريزما المرأة الإعلامية وفن الإتيكيت".. حينما قرأتُ الإعلان عن هذه الدورة والتي حرصت جمعية الصحفيين العُمانية مشكورة على إقامتها بالتعاون مع الدبلوماسي والخبير في هذا المجال الدكتورسعدون الحمداني، وقد وُفِقَت الجمعية بهذا الاختيار.

والدكتور سعدون قامة دبلوماسية يتمتع بهدوء راقٍ في شرح مضامين الدورة من واقع خبرة وليس فقط من دراسة مقررات، تشجعت لحضورها كوني عضوة في جمعية الصحفيين العمانية، شغفي للمشاركة لم يكن عبثًا، كوني كنت أجهل الكثير عن هذا الفن في التعاملات والرقي في الانضباط السلوكي، فلقد قرأت الكثيرعن البروتوكول الخاص بالسلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- وحرصه الشديد على ألا يتجاوز شيئاً منه، وكيف كنَّا نتابعه بحب وهو في طلته المهيبة، وكيف علا على كل البرتوكولات المتبعة.

صدقًا كانت مُتابعتي المستميتة لكل تلك التفاصيل التي تتخلله- رحمه الله- وقراءة مفردات ذلك المقام الذي غادرنا بمظهر مهيب ومُنظم، وظل مُحافظًا على برتوكول مُغادرته كما هي مثلما نصب سلطانا على عُمان، كيف لا نقع في ذلك العشق ومعرفة التنظيم المدروس بعناية والذي أتبعه قبل توليه الحكم وأثناء حكمه منذ صغرنا حتى كبرنا وكبر معنا هذا التعلق لأن نكون شعبًا منظماً لحاكم مدرسته تتجدد على الدوام في تطبيق الأنظمة ورقي البرتوكولات. خلال الدورة وعلى مدى يومين كان الدكتور سعدون يشرح وأنا أتذكر كيف كنَّا نتابع البرتوكول المتبع في استقبالات السلطان الراحل قابوس بن سعيد على شاشة التلفاز وكيف هي السياسة المتبعة الآن مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- وكيف توارثت تلك السمات والصفات والإنعكاس الخلقي في التعاملات الرسمية في مدارس سلاطين عُمان وكيف هي الرسالة التي بعثت للعالم في الانضباط واحترام الطرف الآخر.

إنِّها رسالة خلاقة وأخلاقية من مبدأ ديننا الحنيف وهي تفرض على الفرد والمجتمع الانتباه لكل شاردة وواردة من أجل ألا يسقط شيئا ويخترق ذلك البرتوكول سواء خاص أو عام، على مدى يومين أطلعنا على الكثير والذي لم نكن نعرفه من قبل سواء في الاستقبالات والزي الرسمي لكل مناسبة وطريقة الأكل وكيف يؤثر تحريك الكرسي في تلك المناسبات على ثقافة الشخص، وأيضًا عدم المبالغة في وضع المكياج والتكلف في اللبس؛ كونه يعكس شخصية هزلية وراء ذلك على عكس التواضع، فيما ذكرت سابقًا، ينم عن شخصية متزنة راقية جدًا.

في هذه الدورة تسنت لنا الفرصة لمعرفة الأخطاء الشائعة في الاستقبالات الرسمية، وماذا يعني أن تكتب كلمة حفاوة عند الزيارات الرسمية وغيابها ماذا يعني، وفطنا إلى سلوكيات البعض وكيف يمثلون مؤسساتهم بمستوى عالٍ عندما يتصرفون بإتيكيت، وكيف هو العكس وماذا يعكس على جهاتهم؟!

على مدى يومين، تعرفنا نحن الإعلاميات المشاركات من عدة جهات مختلفة ومؤسسات المجتمع المدني وجهات عسكرية في هذه الدورة، على الكثير من الطرق التي تسهم في تجويد التعاملات القادمة، وكان ينقصنا الكثير لنتعلمه ونضيفه لأسلوب الحياة والنمط المتعارف عليه، التعاملات ليست سواء عندما تتعامل مع شخصية عامة دون تكلف ليس كتعاملنا مع شخصية اعتبارية رسمية ملزمين فيها بتعامل احترافي يتخلله الإتيكيت والبرتوكول المفترض ممارسته ليعكس مدى احترامنا وتقديرنا لها، الأوراق التي تخلط بحجة العفوية والتواضع هي ليست المطلوبة بتاتاً في تعاملات كبار الشخصيات، حدودنا في محيطنا العائلي لكسر الحواجز والبرتوكول أما مع المقامات العالية تقف كل الفوضى التي يحدثها البعض في المحافل والمواقع الرسمية دون الانتباه إلى أن ذلك يعكس أخلاقهم وجهات أعمالهم التي ابتعثوا منها.