عُمان.. صوت العقل وقرار الحكمة

محمد بن عيسى البلوشي

لا شك أن الأزمات تتوالى على الأمم، وتتعدد أشكالها وتنوع صورها حسب الأزمنة التي يعيشون فيها البشر والمنطقة الجغرافية التي تساهم في طريقة تعاطي الشعوب  لتلك الأزمات وطرق حلحلتها وتفكيكها.

وكلما كانت الشعوب أحرص على حل أزماتها وتحدياتها بطرقها وفكرها وعاداتها وتقاليدها وقيمها، وُصفت بأنها شعوب حية ومتحركة تنظر إلى الصورة بأبعادها المتنوعة، ولكنها في الأخير تسمع إلى صوت واحد فقط ينادي بعمق تفاصيل أحرفها (المصلحة العامة).

سلطنة عمان التي يُحكى عنها كابر عن كابر، هي البلد التي حرص عليها سلاطينها العظام منذ أكثر من 300 عام إلى أن يستمعوا إلى صوت العقل الذي يبني الصورة الحقيقة لكل ما من شأنه الخير والصلاح والفلاح للبلاد والعباد، وأن ينتصر شعبها العريق دوما لقرار الحكمة الذي يحفظ للبلاد هيبتها وللبشر حقوقهم.
والأزمات التي مرت بنا كأبناء هذا الجيل والجيل الذي سبقنا متعددة، وهي نفسها المواقف التي علمتنا كيف نقرأ تطورات الحياة ونعي تغيرات الأمور ونفهم بعمق أنواع الأزمات وكيفية إدارتها وطرق نموها وانكماشها. ولنا في المدرسة القابوسية أعظم وأجل منهج يوجهنا كيف نفهم ألوان الحياة ونحافظ على كل ما فيها من مكتسبات ونعمل معا على تطويرها وتعظيم فوائدها.

إن صوت العقل وقرار الحكمة التي تمضي فيها بلادي العزيزة سلطنة عمان، هو فهم متطور وعميق للحريات المسؤولة التي تعي صدق ما تقول وتفصح عن جمال نواياها ذات النفع العام وحرصها الشديد لمصالح البشر جميعهم دون تمييز  أو تضليل، مستنده في ذلك إلى الدين الحنيف الذي كفل للناس حقوقهم وحدد واجباتهم وطالب بنصحهم وإرشادهم دون تضييق أو إجبار.

إننا اليوم في مرحلة متجددة من مراحل الوعي المجتمعي الكبير الذي يستمع إلى صوت العقل وينتصر إلى قرار الحكمة، هذا المجتمع الذي سيبني منهجه الخاص هو امتداد لأجيال سابقة ساهمت في بناء بلادنا العزيزة وحافظت معها على جميع مكتسباتها لتصل إلينا ومنها تتواصل بمشيئة الله وعونه.

خبير إعلامي ومحلل إقتصادي