حارة الرمل وسدرتها.. حكايات وذكريات

ناصر بن حمد العبري

تحت ظلالها كان يجتمع أهالي الحارة يناقشون أمور حياتهم ومصالحهم كانت الملجأ لعقد الجلسات العاجلة واستراحة آمنة كان أسفل ظلال أغصانها ألف حكاية وحكاية من زمن الأجداد، وما زالت تحفظ تلك الصور والمشاهد وحكايات الزمن الجميل والتاريخ التليد شموخ وعظمة ذلك الزمن.. إنها سدرة الرمل، بحارة الرمل العريقة بولاية عبري الواعدة.

وحارة الرمل أحد المواقع التي تحكي عن أنماط من الحياة قلما نجدها في عصرنا الحالي، وتتمثل خصوصية حارة الرمل في تلاحم تلك المنازل الجميلة المبنية في أغلبها على سفح الجبل، وصممت بطريقة تضاهي التصاميم الهندسية الحديثة فهي مكونة من عدة طوابق، بجماليات حارة الرمل تشجع الكثير على زيارتها ومشاهدة مدى جمالية بنائها وموقعها المُتميز.

وعند زيارة حارة الرمل بولاية عبري تجد روعة بيوتها الأثرية القديمة وعبق التاريخ وفنون البناء القديم وكفاح العمانيين الذين خلدوا عبر السنوات ملحمة من الحضارة يتحدث عنها القاصي والداني.

حارة الرمل هي جزء مما تزخر به بلادنا من مُقومات تراثية وطبيعية ومفردات جمالية وفي ولاية عبري العديد من الشواهد التراثية بحاجة إلى إعادة الترميم والتأهيل والاهتمام بهذا الإرث التاريخي ليُسهم بشكل مباشر إلى رفع مستوى السياحة الداخلية ويعزز من بنيتها وأيضاً يعكس للأجيال قصة وكفاح وسيرة الآباء والأجداد عبر الأزمنة والعصور وينتظر الأهالي ترميم الحارة واستغلالها لتكون متنفساً سياحياً وتراثياً للأسر في ولايات محافظة الظاهرة والحفاظ على خصوصيتها وطابعها المعماري مع إضافة الخدمات الضرورية واستغلالها كنافذة سياحية تخدم المحافظة كرافد مهم لإعادة كتابة تاريخها والحفاظ على هويتها، حيث إنها تتميز بخصوصية ليس لها نظير؛ حيث موقعها على سفح الجبل وقد بنيت بطريقة هندسية، وبها ثلاثة مساجد: مسجد سدرة الرمل، ومسجد الشريعة، ومسجد الحارة، ويوجد بأعلى الجبل برجان، ومبنى قديم، ويوجد بها ممرات طبيعية، تصل من وإلى أعلى الجبل.

ولسدرة الرمل حكايات وذكريات كثيرة؛ فقد كانت السدرة بحجمها الكبير مظلة للقاءات ومحطة تجارية واجتماعية وترفيهية، وكانت تقوم بدور السبلة التي كان لها دور مهم وبارز في حياة أفراد المجتمع في غرس روح التآلف والتكاتف والتعاون والقيم الأصيلة والعادات العريقة؛ حيث يزخر مجتمعنا العماني بمنظومة من القيم هي نتاج موروثات ثقافية ودينية واجتماعية نسجتها التفاعلات السكانية على مر العصور بحيث أصبحت بواقعها وطبيعتها الثقافية مميزة للمجتمع العماني.