يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"تعريفا وتلخيصًا ونقدًا خفيفًا، وتعليقًا يمزج بين الإضافة والشرح والمقارنة والإعجاب، وتحقيق الفائدة واستلهام الدرس، ذلك هو بالمختصر، ما تحتويه نصوص قراءتي لثلاثة وستين كتابًا، تجمع بين السياسة والاقتصاد والاجتماع والفلسفة والتاريخ والطب والثورات العلمية والأدب، أعجبت وتأثرت بها" سعود بن علي الحارثي.
*****
صدر قبل أيام الطبعة الأولى من كتاب جديد للكاتب العُماني الأستاذ سعود بن علي الحارثي، بعنوان "رحيق الكتب"، عن دار لبان للنشر، الكائنة في مسقط عاصمة سلطنة عُمان، وهذا ليس الكتاب الأول للكاتب الحارثي، فقد نشرت له عدة كتب في مجالات عدة، وفي هذا الكتاب القيم يقدم الحارثي انطباعاته وقراءاته لعدد من الكتب ناهز عددها الثلاثة وستين كتابًا، وهي تجربة قارئ نهم، أحب أن ينقل انطباعاته وأفكاره وفكره حول تلك القراءات إلى القارئ المهتم بذلك، سيما والكتب المقروءة ذات قيمة عالية ومهمة في أحوالها.
في الآونة الأخيرة لاحظت عددا من الكتاب أصدروا كتباً تتعلق بالقراءة، وانطباعاتها، وكتب حول المكتبات المنزلية، وكتب تبوح بأسرار القراءة، وهذا نهج بدا حديثا حسبما أعرف (قد أكون مخطئا لكن بالفعل هذه حدود معرفتي) وهذا النهج يؤسس لخط جديد يُعالج مشكلة الجهل لدى القارئ عن الكتاب قبل شرائه، فعندما تقرأ نبذة وانطباعات وقراءة نقدية عن كتاب ما، سيقرب ذلك الأمر لك الفكرة عن الكتاب قبل المضي في قرار الشراء، ولاشك ستظلم كتبا لم تقرأ، لكنها ستساعد على الأقل في التسويق الجدير لعدد من الكتب التي قد تكون مظلومة تسويقيا أولم يسلط عليها الضوء بشكل كاف.
ولاحظت من خلال القراءة للكتاب المقصود اهتمام الحارثي بسلسلة عالم المعرفة (1)، ومما لفتني حول ذلك، عندما توقف وصول أعداد السلسلة إلى عُمان (وحتى بقية الدول) بسبب فترة وباء كوفيد 19، ومن ثم عندما وصله خبر وجودها في الأسواق، "وعندما نبهني أحد الأصدقاء أو بالأحرى بشرني لمعرفته بمشاعري الصادمة بعد توقف هذه السلسلة العلمية التي لا أفوت عددا من اعدادها إلا وأضمه إلى مكتبتي، بأن عددا جديدا منها قد صدر ومتوفر في محلات (الفير) بعنوان "إدوارد سعيد" أماكن الفكر لم أصدق من هول المفاجأة بعد أن فقدت الأمل برؤية أعدادها مرة أخرى في الأسواق" انتهى الاقتباس.
وكذلك من ضمن صفحات الكتاب، قرأت انطباعات الكاتب عن كتاب: رحلتان إلى اليابان، وهو كتاب صادر عن مجلة الدوحة التي توقفت عن النشر، وهي مجلة قطرية تختص بأمور الثقافة والآداب، حيث ذكر الكاتب: يفصل بين الرحلة الأولى، التي قام بها علي أحمد الجرجاوي في 1906 والثانية، التي أجراها الدكتور صبري حافظ في 2012، قرن من الزمن، وقد أورد الكاتب وصفا شيقا في مقال رصين تضمنته الصفحات القيمة للكتاب.
ولا شك كثير من الأدباء وذوي الشأن الثقافي قد أصدروا كتبا ملأت المخازن والمكتبات في كل مكان، لكن ليس كل كتاب مفيدا، وليس كل ما كتب يستحق القراءة، لذلك لم أكتب عن هذا الكتاب إلا بعد تفحصه وقراءته، وإعجابي واستفادتي بالمادة المكتوبة، وقبل ذلك معرفتي بنزاهة وأمانة الكاتب الحارثي، وجهوده وبذله الثقافي والعلمي، لا شك لا نزكي على الله أحدا، لكنه وبلا مجاملة أحد الذين إن كتب ما يستحق القراءة، سواء بالكتب الحصيفة التي أصدرها، أومن خلال متابعتي لمقاله الأسبوعي في صحيفة الوطن الصادرة في سلطنة عُمان.
المكتبة العربية زاخرة بالكتب وأنواعها، وكل كتاب مفيد يرفد المكتبة، يكون إضافة لها وللقارئ، الزمن مازال يستوعب المعارف والكتابة والتدوين، ومنذ عرفت الدنيا عرف التدوين بأنواعه من مخطوطات ومنحوتات حتى الوصول لعصر الورق، وكما نحن حاليا بانتشار الكتاب الإلكتروني، ولا شك الكتاب المفيد سيبقى، وغيره سيتوارى مع هواء الزمن، قال تعالى: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ" (الرعد: 17).
********
بعد رحلة ناهزت الخمسة سنوات، تشرفتُ خلالها بنشر كتاباتي المتواضعة في صحيفة الرؤية العزيزة، أتقدم بخالص التقدير للأستاذ حاتم الطائي رئيس التحرير، والأستاذ: أحمد عمر مدير التحرير، على حُسن التعامل، والثقة في شخصي البسيط، سائلًا الله أن يجزيهما عني كل خير، ويجعلني خيرًا مما يظنون، وأتقدم للقارئ العزيز بخالص التقدير على الدعم والتقدير، وفي الحقيقة سيتوقف نشر مقالاتي في الرؤية، ولا أعلم هل ستكون ثمة عودة أم لا، سائلًا الله الخير للجميع..
أستودعكم الرحمن الذي لا تضيع ودائعه.
*********
- سلسلة عالم المعرفة، سلسلة كتب شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، التابع لوزارة الإعلام في دولة الكويت.
