الرؤية- كريم الدسوقي
على مدى 10 سنوات، نجحت امرأة في بناء إمبراطورية احتيال قائمة على الخوف والخرافة؛ حيث قدمت ماريانا ميخايلوفيتش نفسها كـ "ساحرة" قادرة على "طرد الأرواح"، واستهدفت نساء ثريات في شوارع ميونيخ بألمانيا وفيينا بالنمسا، بمساعدة ابنتها المراهقة.
بدأت القصة بتحذير غامض: مجوهرات "ملعونة"، أرواح شريرة، ومصير مظلم يهدد الأحبة، ومع تصاعد الرعب كانت الضحايا من النساء يُقنعن بتسليم مجوهراتهن وأموال طائلة لإجراء "طقوس تطهير" لا يمكن أن يؤديها سوى ماريانا وابنتها.
وبحسب وثائق الادعاء في النمسا، تعرضت 19 ضحية على الأقل للاحتيال، ودفعت إحدى النساء أكثر من 670 ألف دولار بعد أن أقنعتها ماريانا بأنها "ممسوسة"، فيما دفعت أخرى عشرات الآلاف أملا في الشفاء من السرطان، لكنها توفيت لاحقا.
وتشير تقديرات السلطات في النمسا وألمانيا إلى أن العائدات الإجمالية التي حصلتها ماريانا من عملياتها الاحتيالية تتجاوز 11 مليون دولار.
وعندما داهمت الشرطة منزل الساحرة المحتالة في فيينا، عثرت على25 كيلوجرامًا من سبائك الذهب، وساعات فاخرة، ونقود أجنبية، إضافة إلى 14 سيارة.
ورغم ذلك، لم تُلزم المحكمة المتهمتين سوى برد جزء من الأموال، بدعوى عدم القدرة على إثبات أن كل الثروة جاءت من الاحتيال، فيما لا تزال ماريانا نفسها فارة من العدالة حتى الآن.
