ضمن جائزة الرؤية الاقتصادية في نسختها الثالثة عشرة

مسن: تتويج القطاع الصناعي بجائزة "القطاع الذهبي" ترجمة للجهود الحكومية الداعمة للتنويع الاقتصادي

 


 

 

الجائزة شهادة اعتزاز بمسيرة حكومية أعادت صياغة السياسات الصناعية وحدّثت التشريعات لتهيئة بيئة استثمارية منافسة عالميًا

عُمان تشهد نهضة صناعية متسارعة تعزز مكانتها على الخارطة الاقتصادية العالمية

"الخمسية العاشرة" أعادت تشكيل المشهد الصناعي وركّزت على التنويع الاقتصادي المستدام

"الخمسية الحادية عشرة" تركز على الإنتاج الذكي وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة

7 % نموًا سنويًا في الناتج الصناعي.. والصادرات تتجاوز 7 مليارات ريال

القصابي: ترجمة "الاستراتيجية الصناعية 2040" إلى منجزات ملموسة مع نمو قياسي في التراخيص الصناعية

 

 

مسقط- الرؤية

 

تُوِّجَ القطاع الصناعي في سلطنة عُمان بجائزة "القطاع الذهبي" ضمن جائزة الرؤية الاقتصادية في نسختها الثالثة عشر لعام 2025، وذلك تأكيدًا للنقلة النوعية التي حققتها الصناعات التحويلية خلال الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025) والإنجازات المتوالية خلال الفترة الماضية، وترسيخًا لدور الصناعة كمحرّكٍ رئيس للتنويع الاقتصادي المستدام.

ويأتي هذا التتويج في وقتٍ يشهد فيه القطاع الصناعي حراكًا متسارعًا على المستويات التشريعية والإنتاجية والاستثمارية، حيث نجحت سلطنة عُمان في صياغة هوية صناعية متجددة، وضعت التصنيع في صميم السياسات الاقتصادية، وأسهمت في تعزيز موقع السلطنة على الخارطة الاقتصادية العالمية.

 

 

نهضة صناعية مُتسارعة

وأكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، أن هذا التتويج ثمرةٌ للجهود الوطنية التي انطلقت مع بداية الخطة الخمسية العاشرة، مشيرًا إلى أن حصول القطاع الصناعي على لقب القطاع الذهبي يُعد شهادة اعتزاز بمسيرة حكومية أعادت صياغة السياسات الصناعية وحدّثت التشريعات لتهيئة بيئة استثمارية منافسة عالميًا. وقال سعادته- في تصريحات بهذه المناسبة- إن سلطنة عُمان نجحت في تحويل الصناعة إلى محرّكٍ فعلي للتنويع الاقتصادي، مبينًا أن المرحلة المقبلة، مع انطلاق الخطة الخمسية الحادية عشرة، ستُركِّز على مصانع الإنتاج الذكي وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لضمان استدامة الريادة.

وذكر سعادته أن النهضة الصناعية تجلّت في تدشين وافتتاح عددٍ من المشاريع الاستراتيجية الكبرى، من بينها مصنع "كروة للسيارات" بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومصنع "سانفيرا للكربون" بمحافظة ظفار، إضافة إلى مصفاة الدقم ومجمع لوى للصناعات البلاستيكية، كما شهد القطاع الانتهاء من إنشاء مصنع "يونايتد سولار" لإنتاج البولي سيليكون، دعمًا لتوطين سلاسل التوريد المرتبطة بصناعة الألواح الشمسية.

وفي قطاع الأمن الدوائي، قال سعادته: "دُشّنت مصانع فليكس وظفار وميناجين للصناعات الدوائية، وأسهمت هذه المشاريع في رفع الناتج الصناعي، ونقل التكنولوجيا المتقدمة، وتوطين سلاسل الإمداد، واستقطاب الكوادر الوطنية".

وعكست المؤشرات الاقتصادية حجم التحول الذي شهده القطاع؛ حيث سجل الناتج الصناعي نموًا سنويًا بلغ 7%، وتجاوزت الصادرات الصناعية 7 مليارات ريال عُماني بنهاية عام 2024، فيما بلغ حجم الاستثمارات الصناعية الأجنبية المباشرة نحو 2.8 مليار ريال عُماني بنهاية عام 2024. كما ارتفع عدد الكوادر العُمانية العاملة في القطاع إلى أكثر من 57 ألف موظف.

وعلى الصعيد الدولي، حظي الحراك الصناعي في سلطنة عُمان بإشادة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو"، التي وصفت سلطنة عُمان بأنها واحدة من الدول الصاعدة صناعيًا، مشيدةً بتسارع الصناعات عالية التقنية وبناء سلاسل القيمة المتقدمة، مؤكدةً أن الاستراتيجية الصناعية 2040 تمثل نموذجًا في توظيف الابتكار وتوطين التقنية.

إشادة دولية عالمية

من جانبه، قال المهندس خالد بن سليم القصابي مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إن هذا التتويج يُجسِّد نجاح ترجمة مستهدفات الاستراتيجية الصناعية 2040 إلى واقع ملموس؛ حيث سجَّلت الوزارة نموًا قياسيًا في طلبات التراخيص الصناعية، مدعومة ببرامج تمكينية مثل إتقان، ومبادرات مصانع الإنتاج الذكي، وخطة تصنيع للمحتوى المحلي، وبرنامج هوية المنتج الوطني.

وأكد أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ستواصل العمل على تفعيل أدواتٍ جديدة، من بينها المرصد الصناعي ومنصة تصنيع لمشتريات القطاع، بما يعزز استدامة النمو الصناعي.

من جهته، قال المهندس سعيد بن محمد المسعودي الرئيس التنفيذي لشركة صحار ألمنيوم، إن الشركة تُعد من أبرز الداعمين لمسار التنمية المستدامة في سلطنة عُمان، وأحد المساهمين الرئيسيين في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" الهادفة إلى تنويع الاقتصاد الوطني. وأشار إلى أن "صحار ألمنيوم" شكَّلت اللبنة الأولى لتأسيس صناعة الألمنيوم والصناعات التحويلية المرتبطة بها في الشق السفلي، من خلال استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتوفير فرص عمل نوعية، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، إلى جانب تأهيل الكوادر الوطنية ورفع نسب التعمين إلى مستويات قياسية.

وأضاف المسعودي أن الشركة تلتزم بدورها في المواطنة المؤسسية عبر تنفيذ برامج فاعلة للمسؤولية الاجتماعية، تسهم في دعم المجتمع المحلي وعدد من القطاعات الحيوية والمؤسسات الأهلية، من خلال مبادرات تنموية مستدامة ذات أثر طويل المدى.

تحولات نوعية

فيما أشارالمهندس عمر بن علي البلوشي الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية لدرفلة الألمنيوم إلى أن السنوات الخمس الماضية شكّلت مرحلة فاصلة في مسيرة القطاع الصناعي في سلطنة عُمان حيث شهدت هذه الفترة تحولات نوعية وإنجازات ملموسة عزّزت مكانة السلطنة كمركز صناعي واعد على مستوى المنطقة. وأكد البلوشي أن السياسات الحكومية الرشيدة والدعم المستمر من مختلف الجهات أسهمت بشكل فاعل في دفع عجلة النمو وتحقيق نتائج إيجابية في مجالات التنويع الاقتصادي مشيرًا إلى أن القطاع الصناعي شهد نموًا واضحًا على صعيد الإنتاج والاستثمار والتوظيف واستخدام التقنيات الحديثة ما انعكس على زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي ورفع مستوى التنافسية.

وتابع البلوشي قائلًا إن قطاع الألمنيوم كان له دور محوري خلال هذه الفترة؛ حيث سجّل نموًا متصاعدًا في حجم الإنتاج والصادرات وشهد توسعًا ملحوظًا في القدرات التشغيلية والبنية الأساسية مؤكدًا أن الشركة العُمانية لدرفلة الألمنيوم حققت خلال هذه المرحلة زيادة مدروسة في الطاقة الإنتاجية لتلبية احتياجات الأسواق الإقليمية والدولية كما عملت على تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال التحول الرقمي وتبني أنظمة ذكية لإدارة الإنتاج والجودة مع الالتزام التام بمعايير الاستدامة البيئية وخفض الانبعاثات الكربونية واستمرار الاستثمار في تنمية الكوادر العُمانية وتأهيلهم لقيادة العمليات الصناعية.

وأضاف أن الشركة تواصل دورها كشريك استراتيجي في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز سلاسل القيمة المضافة في قطاع الألمنيوم وتوسيع فرص التصنيع المحلي بما يتماشى مع رؤية "عُمان 2040"، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب مضاعفة الجهود نحو تعزيز الابتكار وتحقيق التكامل الصناعي وتوسيع الشراكات الاستراتيجية بما يسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز صناعي عالمي في قطاع الألمنيوم.

وقال ناصر بن سليمان العزري الرئيس التنفيذي لشركة "فالي عُمان" إن سلطنة عُمان توفّر بيئة مثالية للاستثمارات الصناعية طويلة الأجل، وتمتلك مقومات واضحة في هذا المجال، من بينها الاستقرار السياسي وموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين آسيا وأفريقيا والأسواق العالمية، إلى جانب بنيتها الأساسية المتقدمة للموانئ ذات المياه العميقة. وأضاف: "منذ بدء عملياتنا في سلطنة عُمان عام 2007، ارتكزت مسيرتنا على رؤية مشتركة تقوم على التميز الصناعي والنمو المسؤول على المدى الطويل من خلال مصنع تكوير خام الحديد ومركز التوزيع في ميناء صحار والمنطقة الحرة، وتستثمر فالي سنويا في تطوير قدرات صناعية متقدمة تخدم أسواق الصلب العالمية، كما تعمل ’فالي‘ على خطة لتوسيع عملياتها في المنطقة؛ بما ينسجم مع رؤيتها للنمو المستدام".

الرئيسية.jpg
راعي المناسبة.jpeg
د. صالح بن سعيد مسن.jpeg
الجماعية.jpeg
 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z