د. سعيد الكثيري
رغم من التزام المقاومة الكامل ببنود خطة ترمب، ووفائها بما ألتزمت به سياسيًا وميدانيًا، اختار الاحتلال المضيّ في نقض تعهداته، فواصل القصف وسفك الدماء، مقرونًا بتهديدات صريحة بعدم الانسحاب وبناء الاستيطان.
وقد كشف هذا الالتزام الأحادي هشاشة أي مسار سياسي تُغيَّب فيه الضمانات، وتُدار فيه الاتفاقات كوسائل مؤقتة لشراء الوقت وتكريس العدوان.
هكذا يُدار المشهد في غزة وعود تُنتهك تحت سطوة القوة، واتفاقات بلا آليات إلزام، وصمت دولي فاضح يوفّر الغطاء لاستمرار الجرائم والانتهاكات. وفي ظل الحصار الخانق والقصف المتواصل، تتفاقم المعاناة المعيشية والصحية، فيما يغيب أي شكل من أشكال المحاسبة والردع.
إن ما يجري في غزة يعكس نهج كيانٍ عنصري لا عهد له ولا ميثاق، ولا يُعوَّل على وعدٍ يصدر عنه؛ فلا يُبنى سلام ولا يُرجى وعد مع من ينقض العهد.
وتبقى غزة شموخ وعزة.
