الرؤية- أحمد السلماني
تدخل منافسات المجموعة الثانية من دوري أبطال الخليج للأندية 2025–2026 مرحلة مفصلية، مع اشتداد الصراع على بطاقتي التأهل إلى الأدوار الإقصائية، في مجموعة تضم أندية ذات ثقل فني وخبرة قارية، يتقدمها الريان القطري، ويطارده تضامن حضرموت اليمني، فيما يسعى النهضة العُماني والشباب السعودي لتعديل المسار قبل فوات الأوان.
وتبرز مواجهة النهضة باعتبارها محطة حاسمة في مسيرته برحلة مباريات الاياب، إذ بات مطالبًا بكسر حاجز التعادلات وتحقيق أول انتصار يعيد له الأمل في المنافسة على العبور إلى نصف النهائي عندما يواجه تضامن حضرموت على ملعب تمام الساعة السابعة والنصف على استاد سعود عبدالرحمن بالعاصمة القطرية الدوحة.
وكان النهضة قد خرج بتعادل إيجابي (1-1) أمام ضيفه تضامن حضرموت على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي بمسقط، في لقاء اتسم بالندية والتوازن، وشهد فترات تفوق متبادلة. ورغم نجاح النهضة في افتتاح التسجيل مطلع الشوط الثاني عبر محترفه بيير أولمو مستغلًا هفوة دفاعية، إلا أن الفريق لم يحسن إدارة الأفضلية، ليمنح ضيفه فرصة العودة عبر ركلة جزاء نفذها عمر منصور، مكتفيًا بنقطة جديدة أضافها إلى سلسلة تعادلاته التي باتت العنوان الأبرز لمشواره في البطولة.
هذا التعادل أبقى النهضة في المركز الثالث برصيد 3 نقاط من ثلاث مباريات، دون تحقيق أي فوز، وهو ما يضعه أمام حسابات معقدة في مرحلة الإياب، حيث لم يعد مقبولًا إهدار المزيد من النقاط، خصوصًا في ظل احتدام المنافسة، ونجاح تضامن حضرموت في رفع رصيده إلى 4 نقاط، ليبقى قريبًا من الوصافة، خلف الريان المتصدر بـ5 نقاط، فيما يقبع الشباب السعودي في المركز الأخير بنقطتين.
النهضة، الذي قدم مستويات متباينة فنيًا، يدرك أن مشكلته لم تكن في التنظيم أو خلق الفرص بقدر ما كانت في الحسم الهجومي وإدارة اللحظات المفصلية، حيث ظهر الفريق أكثر توازنًا دفاعيًا، لكنه افتقد للنجاعة أمام المرمى، وهو ما جعل التعادلات تتكرر، لتتحول من نقاط إيجابية إلى عبء يهدد طموح التأهل. ومع دخول مرحلة الإياب، سيكون الفريق مطالبًا باللعب بعقلية مختلفة، عنوانها الجرأة والبحث عن الفوز دون حسابات مبكرة.
ومن المنتظر أن يعتمد الجهاز الفني للنهضة في المواجهة المقبلة على تشكيلة قريبة من التي خاضت لقاء تضامن حضرموت، مع بعض التعديلات التكتيكية لتعزيز الفاعلية الهجومية. ومن المتوقع أن يبدأ النهضة بتشكيل يضم: فايز الرشيدي في حراسة المرمى، وأمامه خط دفاع مكوّن من ثاني الرشيدي، سعيد العلوي وغانم الحبشي، عبدالعزيز الشموسي، في الارتكاز حارب السعدي، في الوسط علي الهنائي، ميسوكي، أحمد المطروشي، عزان التمتمي وعاهد المشايخي.
وفي المقابل، يُتوقع أن يدخل تضامن حضرموت اللقاء بتشكيلة متوازنة تعتمد على الانضباط الدفاعي والمرتدات السريعة، بقيادة الحارس علي الجمل، وخط دفاع يضم زكريا الإسماعيلي وأحمد الحامدي وأيوب التليلي، مع وجود عمر منصور وممدوح بن عجاج في وسط الميدان، ومنح الحرية الهجومية لإيليوزي لويك ومساسبي أوبينزا، بحثًا عن استثمار أي اندفاع هجومي للنهضة.
وتشير جداول الترتيب إلى أن كل الاحتمالات لا تزال قائمة في المجموعة، إذ يتصدر الريان بـ5 نقاط، يليه تضامن حضرموت بـ4 نقاط، ثم النهضة بـ3 نقاط، فالشباب بنقطتين، ما يجعل أي فوز في الجولات المقبلة كفيلًا بقلب الموازين. غير أن النهضة يواجه ضغطًا مضاعفًا، كونه لم يتذوق طعم الانتصار بعد، ما يجعل المواجهات القادمة بمثابة “نهائيات مبكرة” لا تقبل أنصاف الحلول.
ومع اقتراب صافرة مرحلة الحسم، تبدو كتيبة النهضة أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتها على تجاوز عقدة التعادلات، وتحويل الأداء المتوازن إلى نتائج ملموسة، تُبقي الحلم قائمًا وتُشعل الصراع على بطاقتي التأهل، في واحدة من أكثر مجموعات البطولة إثارة وتقاربًا في المستوى.



